«مواعدة» ترامب-بوتين …مثمرة!

تأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موعده مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وقام بوتين بالاعتذار من الأخير لأنه كان مشغولاً في "مواعدة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين، واللقاء كان "طويلاً ومثمراً" بحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.

في أول مصافحة بين ترامب وبوتين، لم يظهر ترامب أياً من الحركات الغريبة التي عادة ما تظهر أثناء مصافحته لرئيس ما. وانشغلت وسائل الاعلام بالطريقة التي سيصافح بها ترامب نظيره بوتين، فقد كان ترامب يشد ذراع رئيس ما نحوه أثناء المصافحة لكن في لقائه مع بوتين شهد مصافحة سريعة خالية من تصرفات غريبة.

اللقاء، الذي وصف انه عقد على انفراد، حضره وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومترجم فقط على حد قول مصدر في البيت الأبيض.

وقال أحد المحللين توماس رايت “كلاهما بلا تجربة في السياسة الخارجية، وكان يجب أن يرافقهما محترف في مواجهة بوتين”، فيما رأى السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل ماكفول “أن بوتين يحبذ الاجتماعات المحصورة وهذا يعني أن البيت الأبيض ترك للكرملين أمر املاء قواعد الاجتماع” مبدياً أسفه لغياب مستشارين كان بامكانهم التخفيف من الطباع المتقلبة لترامب.

وعن مضامين اللقاء الذي استمر ساعتين و15 دقيقة، كشف بوتين لقناة “روسيا اليوم ” عن حديث طويل وعن تناول ملفات أوكرانيا وسوريا وبعض مسائل العلاقات الثنائية بالاضافة الى مسألة محاربة الارهاب وضمان الأمن الالكتروني. ترامب أكد في مستهل الاجتماع أنه يعتبر فرصة الاجتماع ببوتين شرفاً له وعبر عن ارتياحه لسير الاتصالات الروسية الاميركية. لكن بوتين لفت انتباه ترامب الى أن المكالمات الهاتفية بين الزعيمين لا تكفي لحل القضايا الأكثر حدة ولا مفر من عقد لقاءات شخصية بينهما قائلاً ” اذا كنا نريد حل المشاكل الثنائية والقضايا الدولية الأكثر حدة، فلا شك في ضرورة عقد لقاءات شخصية”.

الاجتماع بدأ بالحديث عن قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وذكر تيلرسون “أن الطرفين خاضا نقاشاً مطولاً وجاداً بشأن المسألة”. وأضاف تيلرسون أن ترامب ضغط على بوتين في أكثر من مناسبة فيما يخص التورط الروسي، مشيراً ” الى أن الرئيس الروسي نفى مثل هذا التورط، وقد طلب الروس من الأميركيين أدلة عن تورط محتمل في الانتخابات الرئاسية”. وقال تيلرسون “أن ختام المحور هذا تمثل بتشكيل فرق لمناقشة الهجمات الالكترونية”.

أما في ملف الأزمة السورية، فقد أشارت مصادر مطلعة من الادارة والكونغرس الأميركي فريق “ديلي بيست” الى أن ترامب قدم خطة استراتيجية جديدة في سوريا  تقوم على المدى القصير على تعاون وثيق مع موسك، وهي:

-ابقاء الأسد في السلطة.

-الاذعان لفكرة المناطق الآمنة التي اقترحتها موسكو وحلفاؤها.

-الاعتماد على التعاون مع موسكو والقوات الروسية في تمشيط أجزاء

من البلاد.

وقد ناقش هذا المسؤول  النقاط الثلاث مع “ديلي بيست” بشرط ان لا ينقل كلامه حرفياً اذ ليس من المصرح له بعد مناقشة المسألة علنياً. وأكد المصدر ان هدف هذه الاستراتيجية هزيمة تنظيم داعش. ولدى سؤاله عن مصير المناطق بعد التحرير، يجيب المصدر أن تعاون الولايات المتحدة الاميركية مع روسيا يضمن عدم الصدام معها أو عدم تصعيده الى حرب كبيرة بين القوى المختلفة لكنه يعني ببساطة اعتراف بالأمر الواقع.وفي ختام لقاء الزعيمين الروسي والأميركي، أعلن مسؤول أميركي عن التوصل لوقف اطلاق النار جنوبي سوريا وسيتم الكشف عن مصير الاتفاق لاحقاً.

وعن ملف أوكرانيا، دعا ترامب” روسيا الى وقف زعزعة استقرار البلد والانضمام الى مجتمع الامم المسؤولة”.بينما دعا بوتين في لقاء مع صحيفة ألمانية الى رفع العقوبات الاميركية المفروضة على بلاده على خلفية ضم شبه جزيرة القرم الى الأراضي الروسي العام 2014.

اقرأ أيضاً: ترامب لن يكون برداً وسلاماً على روسيا

ويشار الى أن الولايات المتحدة الاميركية تعتزم بذل جهود للتعاون أكبر مع روسيا وهذا ما جاء على لسان وزير خارجيتها تيلرسون الذي لفت الى أن هذا التعاون ربما يفضي الى تأسيس آلية مع الروس لضمان الاستقرار ومناطق حظر الطيران ومراقبين لوقف اطلاق النار على الأرض وتنسيق ايصال المساعدات الانسانية. والأمر الأبرز الذي صرح به تيلرسون يكمن ” بأن نجاح روسيا وأميركا في التأسيس لهذه الآلية يفتح الطريق أمام حل لمستقبل سوريا السياسي”.

مقاربة جديدة للولايات المتحدة الاميركية تقبل ضمنياُ بعملية السلام الروسية الايرانية التركية التي انطلقت من دون مشاركة أميركية في العاصمة الكازخية، أستانا. هناك، حيث اقترحت الدول الثلاث الراعية بانشاء أربع مناطق من اجل “وقف التصعيد” في سوريا ولنزع السلاح وعودة المهجرين واللاجئين وايصال المساعدات الانسانية واستعادة الخدمات الضرورية.

اقرأ أيضاً: ترامب مهدد بالاقالة من رئاسة اميركا وخصومه يتحدون ضده

السابق
مرجع شيعي: الولي الفقيه يتحكم في إنزال المطر والغيوم تمتثل لأوامره
التالي
حارث سليمان: لدى حزب الله مشروع في عرسال وداعش صناعة إيرانية!