مصير بشار الأسد الغامض تحدده ثلاث عواصم

مجزرة خان شيخون
سبع سنوات على الحرب السورية، ولا يزال حتى الآن مصير الرئيس السوري بشار الأسد معلقا، وسط تساؤلات ان كان سيبقى على رأس السلطة ضمنَ مرحلة انتقالية قد تمّهد لها جولات التفاوض.

حتى الآن تدور الشكوك حول المصير الذي ستتفق عليه الدول الكبرى للرئيس السوري بشار الاسد ونظامه في المرحلة المقبلة.  وما يزيد هذه الشكوك التصريحات التي تتصاعد من حين إلى آخر ويشوبها الغموض بسبب التناقض الذي تعكسه مواقف الدبلوماسيين الأجانب.

 

وفي هذا السياق، كشف السياسي الإيراني المعارض مهدي خزعلي، نجل المرجع الشيعي الإيراني الراحل آية الله الشيخ أبو قاسم خزعلي، في لقاء مع الـ “بي بي سي” الفارسية، عن اتفاق سري كان قد أبرم بين الجنرال قاسم سليماني وبين الراحل رئيس مصلحة تشخيص النظام السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، لإزاحة الأسد عن السلطة.

وأشار إلى أن السياسة الإيرانية محددة ضمن إطار معين، ول تتحدد بحسب شخص رئيس الجمهورية. قائلا “الانتخابات الرئاسية لا تبدّل سياسة إيران الخارجية، وعلى سبيل المثال لا يتجرأ روحاني أن يعتبر  تدخل إيران في سوريا أو في اليمن خطأ”.
إقرأ ايضًا: حزب الله: لا يوجد رؤية واضحة حول مصير النظام السوري

ولفت خزعلي عن لقاءات كثيرة عقدت مع رفسنجاني؛ بحثا عن الحؤول دون تلوث أيادي حكومة روحاني في الحرب السورية”.

كاشفا عن أن مصير الأسد كان على طاولة إجتماع بين رفسنجاني وسليماني، حيث قدم الأخير للقاء رفسنجاني، ووافق على أن يتم إزاحة الأسد عن الحكم في سوريا في الانتخابات الرئاسية التي انجزب سنة 2014″. وتابع “إلا أن لا شي حصل فتمت الإنتخابات وفاز الأسد وكان كل شيئ مجرد خدعة، وما كام أنان روحاني سوى التأقلم مع هذا الموقف”.

إلى ذلك إنتقد خزعلي موقف روحاني من التدخل في سوريا، إزاء الإستنزاف الحاصل متساءلا “هل يمتلك روحاني الجرأة  لإتخاذ قرار بالخروج من سوريا؟”. مطالبا إياه بالتحلّي بالجرأة والإعتراف بالخطأ”.

ووفي إشارة لافتة قال إن الثورة السورية لا تصطدم  مع المصالح الإيرانية، وكان بإمكان إيران أن تتفق مع الرئيس الجديد والتعامل معه كما الأسد، دون الحاجة لتدمير العراق وسوريا”.

والجدير ذكره أن  خزعلي  هو من أبرز منتقدي السياسة الايرانية في وسوريا، وكان قد اعتقل خزعلي لانتقاده للتدخل الايراني في سوريا، وتحميلها مسؤولية كل المجازر التي ترتكب في سوريا.

 

وفيما يتعلّق بمصير الأسد، نقل ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة بيتر أيليتشيف عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لسفراء في مجلس الأمن الدولي أمس أن مصير الأسد لا يشكل “عقبة” أمام إنهاء الحرب السورية.

اقرا ايضًا: هكذا ستكون نهاية بشار الأسد…

وترامب الذي اعلن مرارا موقفه من الأسد واصفا إياه بالجزار ، اشار خلال مأدبة غداء في البيت الابيض مع 15 سفيرا في مجلس الأمن،  أن الشعب السوري وحده من يقرر مصير الاسد.

ويرى ترامب أنه مهما كان مصير الأسد، فالأهم  العملية السياسية التي سيتم التوافق عليها ووقف الاقتتال وحمام الدم وعندها يمكن الشعب أن يقرر”.

وفي تطور لافت في الموقف الروسي تجاه الأسد، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن إهتمام  بوتين بالشأن السوري بوتين ليس حبا بالأسد ولا دفاعا عنه  بل يدافع عن القانون الدولي. مشددا على أن موقف روسيا تجاه سوريا والأسد لم يتغير مشيرا إلى أن مستقبل سوريا ومصير الأسد يحدده الشعب السوري.
وأكد بيسكوف، أمس أن من يعتقد أن الرئيس السوري محامي الأسد فهو خاطئا. وفي تعليق على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الكرملين مستعد لوقف الدعم  للأسد. قال إن  موقف روسيا بشأن الأسد لم يتغير.

 

وعلى غرار ترامب أكد بيسكوف في مقابلة أجرتها معه وكالة  “رويترز” أن الشعب السوري وحده يحدد مستقبل سوريا ولا علاقة لأي دولة أخرى.

وفي النهاية يرى محللون ان مصير نظام بشار الاسد تحدده ثلاث عواصم هي واشنطن وموسكو وطهران.

(س . ج)

السابق
فدرالية حزب الله الجنوبية
التالي
كنعان يدعو إلى مراجعة موارد الموازنة اللبنانية