ما بعد «داعش»: مرجعية سنّة العراق سعودية أم قطرية؟

ستكون بغداد خلال ايام قليلة على موعد مع مؤتمر تعقده القوى والشخصيات السياسية الممثلة للمكّون السنيّ.

كان سنّة العراق موحدين في وجه عدو واحد هو أميركا، الى ان حلّ “داعش” كضيف ثقيل، وحلّ معه الخراب على كافة الاصعدة. ورغم دحره من العراق ظهرت أزمة جديدة تتمثل بالخلاف السعودي-القطري، بين أغنى دولتين سنيّتين في العالم العربي حاليّا.

إقرا ايضا: نهاية «داعش» في العراق…نهاية حلم الخلافة!

وبحسب مصادر صحفية نقلتها “وكالة فارس للانباء الايرانية” ان المؤتمر يهدف الى بلورة رؤية موحدة وناضجة وواضحة للسنّة في العراق حول مسارات وآفاق العملية السياسية، خاصة ما بعد “داعش”. ويعاني الإعداد للمؤتمر من مجموعة عراقيل وخلافات حادة بين الافرقاء السنّة العراقيين وصلت حد التخوين.

رغم ان ممثليّ السنّة في العراق عقدوا عشرات اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات في العواصم كـ: عمّان، والقاهرة، وإسطنبول، وباريس، وجنيف، وغيرها من العواصم في ظل غياب مرجعية عراقية اساسية متفق عليها، تحظى بالقبول من جميع الافرقاء السنّة، كما هو حال الشيعة والأكراد.

هذا الضياع والغياب لمرجعيات سياسية ودينية توافقية، يُظهر حاجة السنّة كأكبر طائفة في العالم العربي الى قيادة تعيد جمعهم وربطهم حول قضية اساسية، كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تتمثل بالعروبة، وبفلسطين، وبعبدالناصر، وبالقومية العربية وبصدام حسين وبالمقاومة.

وباتت الحركات الاسلامية، والاخوان المسلمين، وايران، و”داعش” هي محاور النقاش والخلاف والارتباط. حيث حلت  واشنطن محلهم في الزمن الانفلاش الاميركي وتفرّده في قيادة الشرق الاوسط ككل.

اضافة الى ان اسباب ارتباك المشهد السياسي السنيّ العراقي يعود الى تعدد الولاءات والارتباطات وتوّزعها ما بين السعودية وتركيا وقطر والامارات ومصر. كما جاء اندلاع الازمة بين قطر والسعودية، ليزيد من حدة الخلافات داخل البيت السنيّ العراقي ويقلل من فرص نجاح اي لقاء او مؤتمر او وحدة.

وهذا الانقسام العراقي الداخلي يتجلى ايضا في انعقاد مؤتمر ثان في الوقت نفسه، تُعد له “موسوعة العشائر العراقية”، وقد سُميّ بـ”مؤتمر بغداد الوطني”.

هذين المؤتمرين هما اكبر دلالة على مأزق السنّة العراقيين، اضافة الى دور الازمة القطرية – السعودية في تسعير الخلاف واشتداده، لما لـ”داعش” من ارتباط بالخلاف. فـ”داعش”، الذي عاث فسادا على الارض العراقية، متهم بدعمه من قطر!!.

ونظرا للترابط  والتأثير العراقي-الايراني بوجوهه العديدة، ابرزها المرجعية الدينية الشيعية، لا يمكن اخراج ايران من اللعبة العراقية الداخلية. وتحريك السياسة الخارجية العراقية بما يتناسب مع مصالح المنطقة ككل، لا سيما في ظل انقسام حاد في الملف السوري والعراقي لجهة الارهابيين.

هذا الترابط لن يمكّن السنّة العراقيين من الاستقلالية في الملفات العامة او الخاصة الداخلية او الخارجية. وما اشبه الوضع العراقي بالوضع الداخلي اللبناني الذي أدى الى اضعاف الاعتدال السني  مقابل تقوية الارهاب والتطرف، لدرجة ان الخلاف يمتد ليشمل كل التفاصيل والملفات في لبنان.

فهل سيُعيد سنّة العراق لعب دورهم  العروبي في المنطقة من جديد، بعيد تحررهم من سطوة “داعش”؟ وهل سيخرجون من العباءة الايرانية الحاكمة في العراق الى عالم عربي أرحب قد يشمل مصر مثلا؟

ام ستكون السياسة السعودية الجديدة، الموجهة ضد قطر، هي البوصلة لكل تعاون عربي- عربي معها؟ ومن هي الرأس العراقية السنيّة القادرة على جمع سنّة العراق من جديد تحت عنوان واحد وملف واحد؟ وهل من عناوين واحدة ام أن “الفايروس” اللبناني قد انتقل الى بغداد؟

إقرأ ايضا: زيارة العباديّ الى السعودية تثير ترقبّا في إيران

على ما يبدو ان الزمن السنيّ الخليجي سيرث الاسلاموية الارهابية التي ورثت القومية العربية.. حيث الجميع بانتظار زمن جديد يتنقل ما بين سنّة تركيا وسنّة مصر، وهما دولتان بعيدتان عن الحدود العراقية فهل من تأثير سيغلب تأثير ايران على العراق؟.

ولعل السنّة في العالم العربي يرتاحون من عناء الاسلاموية السنيّة التي افسحت المجال للشيعية السياسية لان تفرض نفسها.

 

السابق
حارث سليمان: لدى حزب الله مشروع في عرسال وداعش صناعة إيرانية!
التالي
رفع علم لبنان واسرائيل على شاحنة «come together» خيانة… ولكن!