لا تتركوا نعمة محفوض وحيداً

الأحد المقبل ينتخب المعلّمون في المدارس الخاصة مجلساً جديداً لنقابتهم. يواجه النقيب الحالي نعمة محفوض حملة منظّمة من أحزاب السلطة ومكوّناتها السياسية والطائفية، المتنافرة – المتضامنة، لإسكاته، وللحؤول دون إعادة انتخابه نقيباً. السبت الفائت تألّفت في وجهه لائحة تحظى برعاية الطبقة الحاكمة، الأمر الذي سيضيّق الخناق عليه، وعلى مَن يقف موقفه، ويضع المعلّمين أمام خيار لا بدّ منه: إما التصويت لأحزابهم وتياراتهم، وإما التصويت لاستقلال العمل النقابي.
للأسباب المبيّنة أدناه، أدعو إلى تأييد نعمة محفوض، منفرداً، أم في لائحة نقابية مستقلة:
– لأنه نقابي حرّ، مستقلّ، لا يساوم، يؤمن باستقلال العمل النقابي، ولا يتاجر به، ولا يبيعه في سوق النخاسة السياسية، ولا في سوق الطوائف والمذاهب الدينية.

اقرأ أيضاً: نعمة محفوض لـ«جنوبية»: التصعيد خيارنا في حال عدم إقرار السلسلة

– لأنه يمثّل مصالح المعلّمين، لا مصالح أصحاب المدارس، ولا مصالح الزعماء والتجار والسماسرة، ولا مصالح المؤسسات الدينية.
– لأنه لا يرضخ للضغوط من أيّ نوع، ومن أيّ جهة. وقد أثبتت التجارب الشاقة التي خاضها ضمن هيئة التنسيق النقابية، عجز الطبقة السياسية عن “استيعابه”، لترويضه وتدجينه، ترغيباً أو ترهيباً.
– لأنه مصمّم الآن على عدم الاستسلام، مفضِّلاً المواجهة العلنية المفتوحة مع رموز السلطة وأدواتها، أياً تكن النتائج المترتبة على قرار المواجهة هذا.
أوجّه نداء حارّاً إلى المعلّمين، داعياً إيّاهم إلى التمييز بين العمل السياسي التقليدي والعمل النقابي، وعدم الإنصات إلى توجيهات أحزابهم وتيّاراتهم السياسية في مسألة محض نقابية، لأن العمل النقابي ينبغي أن يكون مستقلاً، ولأن الاستقلال النقابي يجب أن يسبق كلّ الاعتبارات الأخرى.

اقرأ أيضاً: نعمة محفوض: السنة الدراسية المقبلة لن تنطلق في ايلول المقبل

أوجّه هذا النداء الحارّ إلى المستقلّين منهم خصوصاً، وهؤلاء يمثّلون كتلة وازنة وفاعلة جداً في الجسم التعليمي، حاضّاً إياهم على التصويت بكثافة لصون استقلال العمل النقابي، ولعدم إخضاع نقابة المعلّمين إلى الوصاية السياسية.
هؤلاء خصوصاً يجب ألاّ يتركوا نعمة محفوض وحيداً وأعزل في هذه المواجهة غير المتكافئة.

سبق للمستقلّين أن عبّروا عن قوّتهم في انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة. بإرادة هؤلاء، فاز المهندس جاد تابت، بعدما حظي بأصوات الأحرار والمناضلين، وبالأصوات “الموضوعية” الأخرى التي لم يجد أصحابها لهم مكاناً في لائحة السلطة.
أمام استحقاق الأحد المقبل يخطئ مَن يرتعش أمام لائحة السلطة، ويخطئ أيضاً مَن يستهين بالوجدان الجمعي الحرّ للأساتذة النقابيين.
المدنيون في القطاعات المختلفة، يجب أن يرفعوا صوتهم تأييداً لنعمة محفوض. “استفراد” الأساتذة سيرتدّ على جميع المدنيين الأحرار، عاجلاً وآجلاً.
بالمختصر المفيد: لا تتركوا نعمة محفوض وحيداً!

السابق
بعد رفض قطر للشروط…مصر تهدد بالحسم ضد من يرعى الارهاب!
التالي
بعض جمهور الثورة السورية أسوأ أعدائها