هل يُولد حلف ثلاثي «قطريّ تركيّ إيرانيّ»؟

هل يمكن لتركيا وإيران ان تجرّا قطر الى المباشرة بتأسيس حلف ثلاثيّ يضمهم معا لمواجهة الحلف المقابل الذي تتزعمه السعودية ويضم كل من الامارات ومصر ومن خلفهم واشنطن؟

في ظل التوتر الحاصل بين الرياض والدوحة اولا، وأنقرة وواشنطن ثانيا، وطهران وواشنطن والسعودية ثالثا، ثمة مصالح تنشأ وتجنح نحو دفع الدول المتضررة للتحالف فيما بينها من اجل مواجهة هذه الاحلاف العظمى. فهل نشهد تحالف المتضررين من السياسة الأميركية والسعودية معا في المنطقة؟

إقرأ ايضا: «حماس».. ودورها في القطيعة العربية القطرية

فثمة قواسم مشتركة تجمع تركيا وقطر وإيران، لكنهم يختلفون فيما بينهم في ما يخصّ الملف السوري وبشكل فاضح. وهم وان كانوا يتفقون على ضرورة التحالف لمواجهة قيادة السعودية للعالم الاسلامي.

كل شيء في السياسة جائز لان ثمة تقاربا إيرانيا مع قطر وتركيا، كما تجمع أنقرة علاقات تجارية واتفاقيات اقتصادية بطهران،

والخارطة تقول ان قطر متفقة مع واشنطن على السياسات العامة، لكنهما تختلفان حول حماس، لكن تختلفان حول الاخوان المسلمين. اما تركيا وواشنطن فتختلفان حول دعم الاكراد، والسعودية وتركيا تختلفان حول قيادة العالم الاسلامي، في حين ان تركيا تتفق مع ايران بالنسبة للتبادل التجاري، ولكن تختلفان حول سوريا.

في ظل هذه المعمعة الكبرى تنفرد واشنطن  بحرصها على أمن اسرائيل وحمايتها من جميع هذه القوى، وايقائها بعيدة عن أية تغيرات قد تحصل في أية دولة من هذه الدول سواء العربية او الاسلامية.

ولمزيد من التوضيح، رأى الخبير في الشأن التركي، المحلل السياسي، الدكتور محمد نورالدين ان “لا شك ان انفجار الخلاف بين السعودية من جهة، وقطر من جهة اخرى جاء مفاجئا للمراقبين، خاصة انه جاء مباشرة بعد انتهاء القمم في الرياض وبعد ان انتظر الجميع ترجمة قرارات القمم. وكانت قطر من الموّقعين على كل ما صدرعن القمة العربية ضد إيران”.

“لكن حصل انفجار داخل الصف الواحد، وهذا يؤكد على ان المقررات كان مبالغا فيها، وتحمل من التهويل أكثر مما هي واقعية على الارض. وواشنطن لم تكن تريد سوى سرقة الاموال العربية وادارة الظهر”.

إقرأ ايضا: السعودية ومصر والبحرين والإمارات.. يقاطعون قطر بحرا وبرا وجوا

واعتقد “ان جزءا من هذا الخلاف مرتبط بالابتزازات الاميركية للدول العربية والسعي لسرقة ثروات بلد آخر، غير السعودية، وهو قطر. ومن اسباب هذا الانفجار اجبار قطر على دفع ما عليها من ضرائب للولايات المتحدة الاميركية”.

اما السبب الآخر لعدم امكانية قيام حلف (إيراني-تركي- قطري) فهو الدور القطري المرسوم من قبل الدول الكبرى، ولا سيما واشنطن، وبالتالي قطر لم تكن سوى انتفاخ لهذا الدور الذي لا يتناسب مع مواصفات هذه الدولة الصغيرة لتصبح بهذا الحجم والدور.

فقطر لا تمتلك الامكانيات العسكرية، وكان دورها منتفخا، وبالتالي هذا الدور المنتفخ لعب دورا سلبيا في أزمات المنطقة ولا سيما في سوريا، ولهذا كان لها دورها في اخراج سوريا من جامعة الدول العربية، وهذا الانتفاخ وما كان ليتم لولا التعاون والتنسيق التركيين.

ويتابع الدكتور نور الدين “لهذا السبب ان الكلام عن احتمال قيام حلف جديد بين إيران وتركيا وقطرلا مكان له من أي زاوية كان”.

فـ”قطر بالنهاية دولة خليجية، وهي أشبه بقاعدة عسكرية تقوم باداء الدورالمناط بها. ومن المستحيل ان تكون طرفا في أي تحالف تكون فيه إيران. على سبيل المثال تركيا ليست إلعوبة أميركية، وليست كقطر، وهي كدولة لا ترغب ولا تقدر ان تكون جزءا من حلف مع روسيا وإيران”.

إقرأ ايضا: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

ويستخلص الدكتور نورالدين الى انه “لا ننسى هز العصا لتركيا حين حاولت ان تكبر دورها في المنطقة عبر اثارة الاحداث والصاقها بفتح الله غولن. والاتراك يريدون تزّعم العالم الاسلامي بدلا من السعودية، وهم منزعجون من هذه الحملة على قطر ومن انعكاس هذا الامرعلى قطر خصوصا ان قاعدة عسكرية لتركيا تكلفها مليارات الدولارات يتم بناؤها في قطر”.

ويختم بالقول “وبالتالي تركيا مهما حاولت، فهي جزء من المنظومة الغربية، ولن تخرج عن خطها العام من خلال اقامة علاقات مع روسيا وإيران، لان هذا التغيير يشكّل خطرا استراتيجيا كبيرا على مستوى العالم”.

السابق
مقاتلة روسية تعترض طائرة استراتيجية أميريكية
التالي
تعرّف على الطاقة الشمسية للزراعة في لبنان