العلاقات السعودية – الأميركية: ثبات رغم الإختلاف والتباين

بدأت العلاقات الاميركية السعودية تنسج بين روزفلت وعبدالعزيز، واستمرت الى اليوم. فما هي مستقبلها في ظل انقلاب التحالفات في المنطقة وانهيار عدد من الأنظمة؟

العلاقات السعودية-الاميركية ليست بنت اليوم، بل هي عميقة ضاربة في العمق، حيث ابتدأت مع الملك عبدالعزيز بن سعود والرئيس فرانكلين روزفلت.

وخلال لقائه الأخير مع الملك سلمان في الرياض، افصح دونالد ترامب، الرئيس الاميركي، إن الملك عبد العزيز هو الذي بدأ الشراكة الدائمة بين الرياض وواشنطن.

إقرأ ايضا: زيارة ترامب الى السعودية: توبيخ واعتذار!

فقد اجتمع الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت في العام 1945 على متن البارجة الاميركية كوينسي مع الملك عبد العزيز للمرة الاولى.
حيث انسجم االطرفان في رؤيتهما للقضايا السياسية، اضافة الى الانسجام الخاص بينهما. فقد أهدى الرئيس روزفلت الملك عبد العزيز طائرة مدنيّة من طراز دي سي ـ 3، بحسب ما نقل “موقع ايلاف” الالكتروني.

هذه الزيارة كانت الاولى للملك السعودي خارج السعودية. ومنذ ذلك الوقت انطلق الدعم الاميركي للسعودية، وانطلق عمل الشركات النفطية الاميركية داخل السعودية. واستمرت اللقاءات حتى نهاية الحرب العالمية، حيث أدركت الولايات المتحدة أهمية السعودية استراتيجيًا، لما تحمل من ثروات نفطية هائلة.

فالعالم العربي مهم بسبب موقعه الجغرافي وليس بسبب موارده النفطية فقط، فموقعه الاستراتيجي مهم جدا، نظرا لان طهران في الشمال الشرقي، ويالطا في الشمال الغربي، والبحيرة الكبرى في الجنوب الغربي. ويطل على البحر المتوسط والبحر الأحمر وعبره يمرّ طريق الهند من جهة الخليج وبحر العرب، ويحويّ مناطق من أغنى مناطق العالم بالنفط.
وتجاور العالم العربي من الشمال والشرق تركيا وايران المسلمتان غير العربيتين، كما انه قريب من البحر الأسود وبحر قزوين الواقعين على بوابات روسيا.

إقرأ أيضا:  الغرب ينتقد تمثيل السعودية للمرأة في الأمم المتحدة

وكان روزفلت قد تعهد للملك عبد العزيز بن سعود بالتعاون المشترك فيما يخص القضايا المتعلقة بفلسطين، لكنه لم يفِ بتعهداته.
ومع هذا بقيت نظرة أميركا إلى السعودية كحليف استراتيجي، ولم تتغيّر منذ اللقاء التاريخي الأولبين الرجلين.
لكن موقع “الخليج اونلاين” رأى ان دونالد ترامب قد يغّير قواعد اللعبة بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية حيث يراهن الكثير من المراقبين والسياسيين على إمكانية إعادة العلاقة بين واشنطن والرياض وفق قواعد وأسس جديدة ومختلفة.
فملف النفط والأمن والموقع الاستراتيجي للسعودية، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، هي من أكثر القضايا الشائكة بين الطرفين. مع هدف كبير وهو تغيير قانون جاستا في عهد ترامب، أو تعديله. علما ان العلاقات بين الطرفين لا تتأثر بتغير القيادات السياسية في واشنطن ما بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وليس جديدا استمرار العلاقة الايجابية بينهما رغم تغيّر الحزب الحاكم كل فترة. بل من الطبيعي أن تتفق وجهات النظر السعودية الأميركية حيال حقيقة المخاطر الإيرانية في المنطقة.
فقانون “جاستا” هو العائق الوحيد بين البلدين حيث سيصبح بموجبه مقاضاة السعودية على خلفية هجمات الحادي عشر من أيلول.

إقرأ أيضا: هجوم كاسح من «عكاظ» السعودية على الرئيس ميشال عون!

كما ان واشنطن لن تستغني عن النفط السعودي حتى لا تقع هذه في يد أطراف دولية أو إقليمية أخرى. لكن لم تخلُ العلاقة من خلافات، كما حصل في عام 1973 عقب حرب العرب مع اسرائيل عندما تزعمت السعودية حظرا على تصدير النفط الى الغرب، كما حصل تصدع في العلاقة عقب هجمات ايلول 2001 على الولايات المتحدة حيث اتهم الأميركيون السعودية، خاصة ان 15 من الخاطفين الـ19 المشاركين في الهجمات هم مواطنون سعوديون.

والجدير بالذكر، ان هناك اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين وقعت في العام 1951، كما نقل (موقع بي بي سي عربي).

السابق
لبنان ينجو من «قطوع ارهابي» والاتفاق على قانون انتخابي يقترب
التالي
الكتائب: صفقة حول قانون الانتخاب في الغرف المغلقة