الزعامة السنيّة في الشمال: من «الحريرية» الى «الريفية»!

البيوتات السياسيّة الصاعدة بشكل سريع، تفتح بيوتا وتقفل أخرى. وقد تُوصلها الى نهاياتها. فالشهيد الحريري الأب شكّل حالة نموذجية لزعامة سنيّة صاعدة بشكل صاروخي. فهل سيأتي من يُطيح بالحريرية السياسية كما اطاحت هي بالزعامات التقليدية؟

بعد ان غاب الرئيس سعد الحريري لمدة أربع سنوات منصرمة في السعودية، ارتفع عدد أنصار الوزير السابق أشرف ريفي الخارجين من تيار المستقبل. والسبب هو التراخي في عملية شدّ العصب السنيّ، في زمن التعصب الطائفي، الذي ينمو في المجتمع العربي واللبناني.

إقرأ ايضا: هل وصلت إشارات ريفي «الحريرية»… للحريري؟!

وكان الرئيس رفيق الحريري قد تعامل مع جميع القوى السياسية اللبنانية، الا ان العصبية السنيّة اشتدت حوله في مواجهة العداء السورية ضده، خاصة في زمن الرئيس إميل لحود.

فهل سيستغل الوزير أشرف ريفي هذا الخلل في المجتمع السنيّ، ولاسيما المجتمع الطرابلسي من أجل الوصول الى البرلمان، في دورته المرتقبة؟

وكانت أوساط إعلاميّة، قد نقلت ان اسم “شباب اللّواء” هو الإسم المقترح لجماعة أنصار اللّواء أشرف ريفي. الا ان لا معلومات مؤكدة في هذا الاطار. وتنتشر هذه المجموعات تحت إطار سنيّ مذهبيّ مناطقي تعبويّ، بحسب موقع “ليبانون ديبايت”.

علما ان ريفي يركّز على سحب عناصر تيار المستقبل، وشدهم نحوه، ولم يكتف ريفي بعد انتصاره البلدي العام الفائت بطرابلس، فتوجه الى مناطق جديدة منها بلدات سنيّة بقاعيّة.

وفي حال امتداد تيار اللواء ريفي في البقاعين الاوسط والغربي كبديل عن تيار المستقبل، فان ذلك ليس سوى جرس إنذار لتيار المستقبل. حيث يتكل ريفي في نجاحه في المناطق البعيدة عن الشمال على تجربة نجاحه في الانتخابات البلدية في طرابلس.

وان كانت الجماهير الشماليّة، قد انفضت من حول “تيار المستقبل” والحريري بالتالي لأن امداداته المالية والتموينية للعوائل قد تراجعت، ومن ثم توقفت نتيجة الأزمة التي يعيشها تيار المستقبل، مما يطرح السؤال عن جهة التمويل الذي يحصل عليه ريفي حاليّا.

إقرأ ايضا: ترئيس الحريري… في سبيل إنهاكه وإنهاء الحريرية

ولا زال ريفي يُبرر مصاريفه التي ينفقها على جماهيره تحت عنوان “المال الخاص” رغم ان التحركات على الارض تتطلب ميزانية ضخمة في مجتمع فقير ومحتاج كعكار وطرابلس.

مما يطرح السؤال الا يحتاج رفع الصور لوحدها بهذا الحجم والكثرة، إضافة إلى اللوحات الإعلانيّة واليافطات على مداخل القرى والبلدات والإعلانات المدفوعة إلى تغطية مالية ضخمة؟

فهل ستنتقل الزعامة السنيّة من “الحريرية” الى “الريفية”، كما حصل في ثمانينات القرن الماضي، عندما تغيّرت صورة الزعامة السنيّة من آل كرامي الى الحريري الأب، اضافة الى الزعامات الطائفية الأخرى في كافة المناطق السنية في لبنان.

ففي طرابلس كان آل كرامي هم زعماء المنطقة، ومع وصول الحريري الأب الى بيروت قادما من السعودية، اطاح بالزعامات السنيّة في بيروت أولا -حيث ترشح باسمها- وخاصة زعامة آل سلام، والزعامة السنية في صيدا التي كانت لآل البزري وآل سعد.
فالحريري كان المحدلة السنيّة التي اقفلت بيوتا سياسية بالمال الذي أنفقه على كل من التعليم، والمساعدات، والإنما، والصحة، والإعلام، والسياسيين.

اما موقع (أوريون.نت) فكتب واصفا ريفي مؤكدة ان نتائج الانتخابات المحلية في طرابلس افضت إلى تأسيس قاعدة شعبية لوزير العدل اللبناني أشرف ريفي فيها، ودفعته للانطلاق من عاصمة الشمال باتجاه مناطق لبنانية أخرى.

ورغم خلافاته مع الحريري نتيجة الانتخابات، إلا أن ريفي أبقى على صلات مع بعض القيادات في التيار مع الابقاء على ادبيات الحريرية في خطاباته لجذب جمهور سعد الحريري إليه، في محاولة لتقديم نفسه كشخصية سنيّة رديفة لقيادات متجاوزة.

إقرأ ايضا: الحالة الحريرية كانت وما زالت وستبقى…

ويقول مصدر مطلّع على حركة ريفي أن صناعة الحيثية الشعبية خلال وقت قصير تحتاج إلى خدمات وقدرات ماليّة. لكن هل يمتلك ريفي الكاريزما التي كان يمتلكها الرئيس رفيق الحريري؟ أم انه يضع نصب عينيه منافسة الحريري الابن الذي يجهد لتطوير صلاته مع جمهور تياره “المستقبل” بعد طول فراق؟

السابق
حزب الله يستهدف موكب «أبو مالك التلّي» ويراهن على مقتله لتسريع المفاوضات
التالي
التمييز الطائفي بين استعادة الجنسية وحرمان مكتومي القّيد