«داعشي» شيعي عراقي يدعو الى قتل المسيحيين!

هل يصح بث تصريحات طائفية تحرض على قتل الاخر الشريك بالوطن والتاريخ والحضارة؟ ومن هو المؤهل لاعتلاء المنبر وقيادة الناس.

في موقف مستغرب لرئيس ديوان الوقف الشيعي، بعد كل الصراعات الطائفية في العراق، والتي أدمت القلوب، وشردت العائلات، وقضت على التراث العراقي الأصيل، سواء التابع للحضارات الآشورية او السومرية او المسيحية او الأيزيدية يطل رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق السيد علاء الموسوي، في محاضرة له ليكفّر فيها المسيحيين والصابئة. بحسب ما نقل موقع “عربي21”.

إقرأ ايضا: لا مصالحة بين الإسلام والحداثة

ومما قاله الموسوي إن “أحكام الإسلام تجاه المسيحيين واضحة، وهي إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو القتل”، و”يجب قتال اليهود والنصارى لإرغامهم على الدخول في الدين الإسلامي، كما يجب قتال الصابئة والمجوس”.

حديث رئيس الوقف الشيعي هذا، تسبّب بردود فعل غاضبة، حيث اعتبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم، إنه “من المؤلم جدا أن يطلّ علينا خطيب جامع أو عالم دين بكلام تحريضي يخصّ المسيحيين واليهود والصابئة ويصفهم بالكفار كما يفعل تنظيمي داعش والقاعدة”.

وكانت 180 عائلة مسيحية عراقية، قد رفعت دعوة قضائية ضد الموسوي، مطالبة بمحاسبته، ومحذرّة من أية هجمات ضدهم. علما ان المقطع المقصود هو عبارة عن درس فقهي ألقاه الموسوي قبل ثلاث سنوات، وذلك بحسب الوقف الشيعي الذي اصدر بيانا توضيحيا، قال ان كلام الموسوي ورد “مجتزءا لإثارة الفتنة”.

مقابل السيد علاء الموسوي، يعمل السيد حسين اسماعيل الصدر، المرجع العراقي الوسطي، على التقريب بين مختلف المكونات العراقية. فتراه يُصدر بيانات تهنئة في مناسبات كل من الصابئة والمسيحيين والايزيديين بمختلف مذاهبهم ويلتقي بقادتهم ويزورهم ويستقبلهم.

فهو يهنئ الصابئة المندائيين بعيد الخليقة (البرونايا). ولا يترك مناسبة الا ويتفاعل مع مختلف المذاهب في العراق من سنّة، وشيعة، ومسيحيين، وأيزيدين، وصابئة، وكل من يشكل جزءا من العراق، على العكس من بعض رجال الدين الذين يساهمون في خطبهم بخلق الفتنة. وهذا ما يشهده موقع “الصدر الالكتروني”.

وقد رد عدد من متابعي السيد الموسوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في توضيح ان سماحته كان يفسّر آيات قرآنية في درس، ولم يكن يُعطي احكاما. وانه لم يدعُ الى قتل المسيحيين، كما ورد على موقع “العنكبوت الاخباري”.

بالمقابل، شهد العراق منذ احتلال “داعش” للاراضي العراقية وخاصة الموصل ونينوى موجات قتل للمسيحيين والسنّة والشيعة والايزيدين بشكل يفوق الوصف حيث قدّم هؤلاء الخوارج صورة رديئة عن الاسلام في اذهان الناس. وهجروا أهلها كما دفع العديدات من النساء العراقيات على الانتحار هربا من الاغتصاب.

كل هذا التعامل باسم الاسلام، قد يؤثر سلبا على البنية النفسية للافراد حيث من الممكن ان يشهد المجتمع العربي وخاصة العراقي والسوري حالات علمنة واسعة، وارتداد نتيجة تلبّس المجرمين لبوس الدين الاسلامي. هذا الدين الذي يدعو الى السماحة، انطلاقا من االآية الكريمة “لا إكراه في الدين”.

إقرأ أيضا: داعش أقرب إلى الخوارج… والقاعدة تكفّره

والجدير ذكره، ان المرجعية الشيعية في العراق والعالم المُمثلة بالسيد علي السيستاني تجسّد الاعتدال، وتدعو باستمرار الى تغليب الشعارات الوطنية على الطائفية، وتعتبر ان المسيحيين هم أهل كتاب، وشركاء معترف بهم لا يقلّون شأنا عن المواطنين المسلمين في العراق.

السابق
جريمة بعلبك: اقتلع أسنانها وأدخل شيشاً حامياً في جسدها وأطعمها التبن والشعير!
التالي
جلسة التمديد الى 29 أيار وقانون بري – حزب الله يتقدّم…