أحمدي نجاد «معارضا للنظام» بعد استبعاده من سباق الرئاسة الايرانية

لم يكتفِ الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد بمخالفة أوامر المرشد الأعلى، بإعلان ترشحه للرئاسة الايرانية، فبعد إستبعاده من السباق ها هو يعلن مقاطعته للانتخابات ويهاجم النظام ويكذّب مصداقيته.

بعد تحدّي الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد  أوامر المرشد الأعلى علي خامنئي ضاربا وصيته عرض الحائط بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 19 أيار المقبل والتي لاقت فيما بعد معارضة مجلس صيانة الدستور لفاقدانه أهلية الترشح…اعلن نجاد أمس رسميا مقاطعته للانتخابات الرئاسية منتقدا النظام الإيراني الحالي وقمع الحريات.
وتعتبر المواقف الجديدة لنجاد الذي حكم إيران لدورتين متتاليتين لمدة ثماني سنوات، بمثابة إنقلاب مفاجئ على ولاية الفقيه، حيث رأى متابعون للشأن الإيراني أن محاولة نجاد خوض السباق بمثابة استهانة علنية برأي الزعيم الأعلى وهو أمر لم تشهد إيران مثله من قبل.

إقرأ ايضًا: هل تخلى الامام المهدي عن أحمدي نجاد يا جماهير حزب الله!
إلا أن تحدي نجاد لم يتكلل بالنجاح إذ تمّ إستبعاد ترشحه من قبل مجلس صيانة الدستور، المكلف بالنظر في طلبات الترشح، في عملية الاختيار. كما هو المجلس الذي يعيّن خامنئي نصف أعضائه . وبمعنى آخر قطع المرشد الطريق على تمرّد نجاد رغم الضغوطات الكثيرة التي تعرّض لها قبيل ترشحه، إذ وصفت صحيفة “سياست روز” الحكومية خطوته بأنه يسير بقدميه نحو نهاية عمر على سبيل المثال وليس الحصر.

 

وفي شريط  مصوّر ظهر فيه أحمدي نجاد إلى جانبه النائب الأول له حامد بكائي، كشف فيه أنه “لا يؤيد ولن يصوت لأي مرشح من مجموع المرشحين الستة” .

وانتقد نجاد قمع الحريات والهجوم الذي يتعرذض له في الآونة الاخيرة قائلا إن “الحريات في  إيران مطلقة، ولكنها بإتجاه واحد، وهي الهجوم على حكومتي السابقة، وعلي شخصيا  وعلى زملائي”. وتابع “حتى أنه بمقدور أي أحد التطاول علي وعلى عائلتي بحرية مطلقة دون التعرّض له أو محاسبته”.
كما إستنكر الضغوطات التي يواجهها حزبه والمقربين منه بسبب عدم دعمهم لأي مرشح في الانتخابات، قائلا: “هناك مضايقات تمارس ضد زملائي بطرق مختلفة، ليخضعون ويجبرون على دعم مرشح محدد أي (إبراهيم الرئيسي)،  كما لفت إلى أن “البعض يعمد على نشر بعض الشائعات التي تقول أنه  يؤيد أحد المرشحين،  كما ويستغلون تواجد زملائي بأحد المقار الانتخابية ليقولون أن فلان هو مرشح نجاد، ولكن أعاد التأكيد أنه لا يدعم ولن يدعم ولا يؤيد ولن يؤيّد، أي مرشح “.

 

وفي هذا السياق، اعتبر الإصلاحيون في إيران أن إعلان  نجاد هو وتياره مقاطعة الانتخابات تحديا جديدا  بوجه المرشد، حيث  إختار المواجهة بدلا من  الصمت.

ويخشى النظام الإيراني، من الإنقسام في التيار المحافظ نتيجة مواقف نجاد والمنتمين له الذي ينتمون بدوره للتيار نفسه في ظل مرحلة داخلية وإقليمية وحساسة الدولية.

اقرأ ايضًا: بعد أن عصى أوامر المرشد: أحمدي نجاد خارج حلبة رئاسة الجمهورية

وفي هذا السياق، كانت قد رأت الصحيفة الاصلاحية ان ما هدف نجاد من ترشحه   “زعزعة استقرار الجبهة الأصولية وتعطيلها”، بالإشارة  إلى أن مشاركته لن تنعكس سلبا على أصوات روحاني، ولكنها تشكل خطرا على أصوات المرشح الأصلي ” إبراهيم رئيسي  بإعتبار أن الناخب المحتار بين هذين قطبين من المحتمل أن يتجه  نحو مرشح آخر أي أحمدي نجاد، الذي  يدرك جيدا أنه بعد أن  رفض خامنئي ترشيحه لن تقبله القوى السياسية الأصولية فيما بينها. ولفتت الصحيفة إلى ان ترشح  لن يؤدي  سوىإلى  زعزعة  خطط الاصوليين في الانتخابات وتعطيلها.
وبنظر الصحيفة السيناريو المحتمل لترشح نجاد هو أنه بعد انتهاء ولايته الثانية، يحاول قدر الإمكان أن يثبت أنه موجود ولم ينسَ. حتى انه يعمد على التجوال  في المحافظات ويلقي  الخطب الأسبوعية.

(س . ج)

السابق
مسنة يتم توقيفها في الدوير ونجلها يقول: ما في ورانا حزب
التالي
إيران عززت موقع الشيعة في سوريا