العراق بين إسلام خامنئي وعلمانية صدام…

ايران اليوم متغلغلة في مفاصل الدولة العراقية وهو يحتاج الى ثورة يقودها ابناؤه للتخلص من حلم الهلال الشيعي المدمر.

في عام ١٩٧٩ ضرب منطقة الشرق الأوسط زلزال سياسي وهو حدوث ما يسمى الثورة الإسلامية في إيران والتي أتت بروح الله الخميني الى سدة الحكم وبنفس الوقت تولى صدام حسين مقاليد الحكم في جمهورية العراق وعندما تولى الخميني رئاسة إيران كان لديه مشروع ولاية الفقيه الذي رأى فيه العراق خطراً عليه وعلى الأمة العربية والذي كان نظامه مؤسساً لأجلها وهو نظام حزب البعث فحدثت إستفزازات على أطراف الحدود الإيرانية العراقية التي أدت لنشوب حرب الخليج الأولى والتي أستمرت ٨ سنوات أنهك فيها العراق وأنهكت فيها إيران أيضاً وبعد أنتهاء حرب الخليج الأولى بأقل من عامين أجتاح صدام الكويت مما أدى الى حرب الخليج الثانية التي أدت الى طرد الجيش العراقي من الكويت وفرض حصار خانق عليها أستمر حتى عام ٢٠٠٣ وهو عام إحتلال العراق..

اقرأ أيضاً: الحرية بين العطاء الإلهي، والإستهتار البشري

كان حكم صدام للعراق حكماً علمانياً ديكتاتورياً وكان صدام حاكماً ظالماً عادلاً أي أنه بظلمه عدل بين جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي فلم يميز بين سني وشيعي ولم يميز بين عربي وكردي وتركماني الا بالولاء له ولحكم حزب البعث…
بعدما غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق عينت حكاماً معدومي الخبرة ومعدومي الضمير والأخلاق فعاثوا في الأرض فساداً ونهباً وقسموا الشعب العراقي تقسيم عرقي وطائفي لدرجة أن المالكي بأحد خطبه يشبه أهل الموصل بأحفاد يزيد وأتباعه بأحفاد الحسين وكأن سيدي الحسين رضوان الله عليه كان ينهب المليارات ويدعم طاغيه يقتل شعبه في سوريا…


بعد الغزو الأمريكي للعراق بدأت الإستخبارات الإيرانية تتغلغل في الجسد العراقي كالسرطان والورم الخبيث فأخذت تعين في المناصب كل شخص يقدم ولائه المطلق للولي الفقيه وإيديالوجيته التي ترى بوجوب خضوع كل المسلمين للمرشد الأعلى علي خامنئي ولم تكتفي إيران بالتغلغل بالجسد السياسي العراقي بل أيضاً عملت على تغذية الميليشيات وسلمت قيادتها لأتباعها وصبيانها ومؤخراً وبعد أجتياح داعش للموصل وشمال العراق أنشأت مايسمى بالحشد الشعبي الذي يقدم جميع قادته الولاء المطلق لخامنئي ويعتبر الحشد الشعبي الأن هو القوى الضاربة في العراق وهذا كله من أجل أن تخضع الطبقة السياسية العراقيه لها..
إيران الأن متغلغلة في كل مفاصل الدولة العراقية والنفوذ الإيراني في العراق متفق عليه في كواليس السياسة الإيرانية من قبل التيار المتشدد والتيار الإصلاحي..
يحتاج الأن العراق لثورة من ابنائه الشرفاء على الطبقة السياسية الفاسدة التي أستباحت البلاد وشردت الشعب العراقي الى كل أصقاع المعمورة أو أن يدرك خامنئي عبثية المعركة ويعلم بإن أحلامه الفارسية وأحلامه في الهلال الشيعي المجنون لن يأخذه إلا الى الهلاك (وللأسف يأخذ شعوب المنطقة أيضاً للهلاك) وأن يرضى بحل ينهي هذه المأساة وهذه الحرب المدمرة المجنونة في سوريا والعراق وأن يكف صبيه في لبنان عن اللعب بأحشاء لبنان أو أن يستمر بهذا الحرب التي ستقوده مهما طالت المعركة حد الإستنزاف والدمار…وأن غداً لناظره قريب…

السابق
برّي ممتعض ويغيّب ممثله عن اجتماع الخارجية: «لم يعد لديّ شيئ»
التالي
زيدان يدعو إلى عدم التصويت لـ«لوبان».. فكيف علّقت؟