إبراهيم زين الدين لـ«جنوبية»: سنقاطع بلدية الحدث ماليّا!

بلدية الحدث
تتعالى أصوات أهالي شارع الليلكي التابع للحدث، منذ فترة طويلة. لكن، وعلى ما يبدو، ان المصالح السياسيّة والتحالفيّة أقوى من حقوق المواطنين. فماذا يقول إبراهيم زين الدين رئيس "جمعية تضامن شباب الليلكي"، في هذا الاطار.

بعد أن أفسح موقع “جنوبية” بالمجال لرئيس بلدية (الحدث- الليلكي- سبنيه- البطم)، في التعبير عن مواقفه من خلال مقابلة معه، نفسح اليوم المجال في نقل وجهة النظر الأخرى، عبر لقاء مع ابراهيم زين الدين الشاب الناشط، ورئيس جمعية “تضامن شباب الليلكي” التي تأسست بناء على حاجة المنطقة للتحرك باسمها بعد معاناة السكان مع الاهمال الرسمي والبلدي.

اقرأ أيضاً: الحدث«التحتانية» ليست هي نفسها الحدث«الفوقانية»!

وكانت “جنوبية” قد تلقت عددا من الشكاوى سابقا من أهالي الحدث – الشارع التحتاني، تتعلق بالتمييز الذي يعيشه المقيمون، في سياسة مكملة للقرار الذي يمنع ابناء الحيّ التحتاني من البناء او شراء الاراضي ضمن نطاق الحيّ الفوقاني او ما يعرف بـ”الحدث من فوق”.

وبات بعلم الجميع ان سياسة رئيس البلدية جورج عون هي السبب حيث قام مؤخرا باقفال محل للتسلية يملكه مواطن من آل العزير، رغم حصوله على ترخيص بذلك تحت عنوان اقفال محل للقمار. ولم يتدخل حزب الله لصالح العزير، بل ترك الخلاف يتصاعد في نوع من تراخ بحق ابناء البلدة المؤيدين له في السراء والضراء.

ومن المعلوم، أن معظم المقيمين في الشارع التحتاني للحدث هم من أبناء عكار والبقاع والجنوب، حيث لا أصوات إنتخابية لهم في البلدة، مما يُعيدنا الى قصة حيّ السلم – الشويفات التي تتكرر في لبنان بسبب القانون الانتخابي السيئ الذكر.

لكن ما يلفت أن 1500 مواطنا من “سبنيه وحارة البطم” هم من المسلمين الشيعة لا يحق لهم التصويت في بلدية الحدث، اضافة الى عدم السماح لهم بالترشح على أية لائحة.

ففي الانتخابات البلدية في التسعينيات، ترّشح انطوان كرم لكن تم اسقاطه لكونه رشّح مسلما على لائحته. وهولاء الـ1500 هم مواطنون يشكلون ما نسبته 20% من ابناء المنطقة. فلماذا لا يحق لهم ممارسة حقهم الانتخابي؟. وقد تحرّك المحامي محمود اللهيب في هذا الاطار لتصويب الأمر، لكن لا حياة لمن تنادي.

ويبلغ عدد ابناء الليلكي لوحدها حوالي 130 ألف نسمة، يعيشون في منطقة تفتقر الى الحد الأدنى من الخدمات، رغم ان الجزء الاعلى من بلدة الحدث، او الحدث من فوق، يتميز بتأمين كافة أنواع الخدمات الحياتية. اضافة الى ان مجمع الحدث الجامعي يقع ضمن اطار المنطقة العقارية لليلكي مما يفرض على البلدية الاهتمام بنظافة الاحياء والشوارع ومنع التعديات ورمي السيارات التالفة قرب الجامعة.

ويتابع زين الدين، بالقول “تحركت الفعاليات في المنطقة وعبرالاعلام، لكن المفارقة أن بعض وسائل الاعلام تضامنت مع جورج عون ورفضت نشر اخبارنا”. “وكان أحد الاعلاميين قد اجرى حديثا معنا حول القضية، لكن رئيس البلدية منعه من النشر تحت عناوين معروفة”.

ويتابع زين الدين ليشرح قضية الحي: “من جملة مشاكل القوانين الانتخابية في لبنان ان القانون الإنتخابي الخاص بالبلديات يفرض ان تكون أصوات الناخبين حسب مكان الولادة على الهوية، وبما ان المقيمين هم من غير أبناء المنطقة، فلا مصلحة انتخابية معهم، ولا خدمات”. وهذا ما يفسر الاهمال على صعيد النظافة والطرقات والاعلانات والاتربة والحدائق والموتيرات ومواقف السيارات. علما ان “أموال الضرائب التي تتقاضها البلدية من السكان يجب ان تصبّ في مصلحة المشاريع الانمائية للمنطقة”.

ويؤكد زين الدين انه “استحصل على قرار وزاري لفصل الليلكي عن الحدث، منذ حوالي السنة تقريبا، أيّ قبل الانتخابات البلدية الأخيرة، لتتابع ملفات الليلكي بلدية مستقلة، الا ان القرار لم يُنفذ لانه بحاجة لقرار من رئيس الحكومة”.

والسؤال الذي يفرض نفسه: هل ان التحالف بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله هو الذي جعل من الليلكي ضحيّة؟
يؤكد زين الدين على ذلك بالقول، ان “التحالف قضى على مصالح بلدتنا التي تمتد من محلات قاروط، الى جسر الصفير، الى محلات اوريكا على السان تيريز، الى ملحمة زين الدين، الى الجامعة اللبنانية، الى حدود بلدية المريجة، المسؤولة في جزء منها عن الليلكي القديمة فقط”.
علما ان المحال التجارية كلها في منطقة الليلكي تدفع الرسوم المتوجبة عليها، وهي كبيرة وكثيرة نتيجة الكثافة السكانية فيها.

ويختم زين الدين، ان “رئيس البلدية لم يقبل تنفيذ القرار بفصل المنطقتين عن بعضهما ليستمر في قبض الاموال وليتصرف بها. علما ان برنامج الامم المتحدة الانمائي انفق اموالا على مشاريع هائلة في المنطقة لم ينفذها جورج عون”. وقد “تقدمتُ ضده بدعوى (العنصرية) نتيجة كلامه وتصرفاته حيال ابناء الليلكي المسلمين”.

اقرأ أيضاً: جورج عون لـ«جنوبية»: أغلقنا وكرا للممنوعات ولسنا ضد السكان الشيعة

و”قريبا سنستحصل على ارقام جميع المؤسسات التي تدفع للبلدية لاطلاع الرأي العام عليها ولكشف اقواله، علما اننا زرنا نواب المنطقة، لكن لم نصل الى أية نتيجة”.

ويختم زين الدين، بالقول “اذا اراد ان يمنع السكان المسلمين من التمدد، نقول له ان لبنان وطن الجميع، والحدث للجميع، فكيف يمكن لمليوني انسان ان يعيشوا في اطار خمسة كيلومتر فقط. أن كل أسبابه الخفيّة هي بناء على خلفيات مادية وديموغرافيّة”.

السابق
زياد أسود: لا حل لأزمة الإنتخابات
التالي
مصادر غربية: حرب اسرائيل القادمة على لبنان ستكون مدمّرة