الى السيد حسن نصرالله: «بلا لف ودوران»…

وعيت على هذه الدنيا وانت امين عام لحزب الله وما زلت، ورثت عن اهل الجنوب حب المقاومة دفاعاً عن الارض والعرض فكنت خير وريث على مدى اكثر من عقدين الزمن. نعم يا سيد كنت سيد هذه المقاومة وقائدها وملهمها وكيف لا؟ وانت الذي قدّم فلذة كبده هادي فداءا لارض مقدسة.

نعم يا سيد كنت قائدا يشهد له الجليل في حرب الايام السبعة في الـ1993 وكنت ناطورا على الجنوب وكرومه في عناقيد الغضب 1996، الى ان حان موسم القطاف عند تحرير الارض في العام الـ 2000. فاسترجعت الاسرى بعدها وصمدت واهلك الجنوبيين في الـ2006، فغيّرت قواعد اللعبة مع العدو الاسرائيلي.

اقرا ايضا: ما الذي تكشفه إحصاءات قتلى حزب الله بسوريا؟

نعم يا سيد، احتلت صورك الوطن العربي من المحيط الى الخليج. اطلق عليك البعض لقب ” غيفارا العربي” تشبها بالثائر الاممي.

نعم هذه هي صورتك قبل الـ2011 ولكن للاسف محوت تفاصيلها بنفسك. سأكتب اليك باللغة التي تتنقنها انت اليوم . لغة مواطن شيعي جنوبي لا يرى في الحرب السورية سوى مستنقع استنزاف لقادتنا وشبابنا وطاقاتنا.

 

جميعنا يذكر يا سيد كيف مهدت لنا طريق الغوص في هذا المستنقع. جميعنا يذكر كيف كان شهداؤنا يدفنون في الايام الاولى للحرب ” على المخفي”. حينها كنت تظن انها مجرد اضطرابات امنية سيتعامل معها نظام بشار الاسد بالطريقة ذاتها التي تعامل بها والده مع الاخوان في ثمانيات حماه. وبعد ان ايقنتَ ان الامور بدأت تفلت من يدي النظام وان هناك ما يشبه الثورة الحقيقية، كان لا بد من ايجاد مبررات لاقناع بيئتك الحاضنة بضرورة المشاركة.

 

نعم يا سيد، لقد اطلقت عليها تسمية حرب الدفاع المقدس، قلت اننا نشارك بها دفاعا عن قرانا المتخامة للحدود السورية، بعدها انتقلت بدمنا الى قلب عاصمة الامويين حماية لمقام السيدة زينب (ع) ومن هناك وصلت قطرات دمنا الى حلب ودير الزور وغيرها.

اقرا ايضا: حزب الله… إمّا الخروج من سوريا أو تصنيفه إرهابياً مثل داعش

انت الذي يعرف تمام المعرفة يا سيد ان هذه الحرب ليست حربنا ولا حربك. ان الدفاع عن انظمة الاستبداد لم تكن يوماً من شيمك، فلا فرق بين نظام الاسد وبين نظام ال خليفة في البحرين، الاثنان يجمعهما حكم التوريث والظلم واسكات الرأي الاخر، فكيف تريد منّا ان نشتم الاول ونموت من اجل الثاني.

 

انت الذي يعرف يا سيد انها ليست حربا شيعية، وكيف تكون حربا شيعية، وهاهي كلمات الشيخ الشهيد نمر نمر – الذي تجل انت وتحترم- ما يزال صداها في اذان مناصريك حينما وصف ظلم الاسد بظلم ال سعود. وها هو السيد مقتدى الصدر – احد كبار الشيعة ايضا- يدعو الاسد الى التنحي حقنا للدماء.

 

انت الذي يعرف يا سيد ان استراتيجية حماية لبنان من سورية هي استراتيجية لا يأخذها احد على محمل الجد، واثبتت عشرات التفجيرات الارهابية التي ضربت لبنان والعالم وما تزال انه ليس هناك اي قوة في العالم قادرة على وقف الارهاب في ظل سياسة الخلايا النائمة والاعمال الفردية التي تتبعها التنظيمات الارهابية.

 

نعم يا سيد، لا اتوقع منك قراءة هذا الرأي ولن تطلع عليه ولكن اعلم علم اليقين انه رأي المئات او الالاف من ابناء طائفتك. هؤلاء لا ينتظرون منك الانسحاب من الاراضي السورية ، بل يأملون ان تكون صادقا مع نفسك كما عهدوك. ان تخرج علينا في خطاب وتعلن بكل صراحة انها حرب المحاور الاقليمية، حرب من يعطينا السلاح والمال والنظيف وليست حرب دفاع عن الدين. ولا ضير اذا ما اعلنتها حرباً مفروضة عليك فثق ان من يقاتل الى جانبك سيبقى ويقاتل، ولكن اخرجها يا سيد من عباءة الدين وارحم من يعارضك من صفة الـ”العميل”.

السابق
البطريرك الراعي: لإجراء الانتخابات وفق القانون الساري
التالي
صيدا تركض للتنمية والسلام