الأردن..مع أميركا في مواجهة النظام السوري

التقارير الصحفية تشير إلى ان الأردن بدأ ينخرط اكثر في الصراع السوري وفق الإستراتيجية الاميركية، لجهة الحديث عن المناطق الأمنة، وبروز تحليلات تقول ان الأردن قد يشارك في عمليات عسكرية مع أميركا في حال إنزلقت الاوضاع نحو المزيد من المواجهة العسكرية، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية تهدد بالقيام بالمزيد من الضربات على معاقل الأسد في حال إستمر الأخير بخرق الخطوط الحمراء الأميركية في المنطقة.

بعد ساعات من الغارات الأميركية على قاعدة “الشعيرات” في سوريا، أعلن الأردن عن دعمه الكامل للعمليات العسكرية الأميركية ضد نظام بشار الأسد كرد مناسب لإقترافه مجزرة خان شيخون التي ذهب ضحيتها 21 طفلاً سورياً. لكن وفي المقابل شنت ايران هجوماً عنيفاً على ملك الأردن عبدالله الثاني، واصفة تصريحاته بالمتهورة والسخيفة، وقال المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان الأردن غير قادر على تعريف الإرهاب، ولديه نظرة سطحية للأمور الخطيرة التي تحصل في المنطقة.

يقول الباحث الأردني والمتخصص في العلاقات الدولية أنس طراونة في حديثه لموقع “جنوبية” ان الاردن سيستمر بدعم الولايات المتحدة الاميركية، وسيكون ذلك ثمرة لقاءات الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي دونالد ترامب، اللذين إتفقا على نقاط عدة تتعلق بالصراع الدائر في سوريا.

وكان الملك الاردني قد ناقش مسألة إقامة منطقة أمنة في سوريا مع ترامب، إلا أن طراونة يستبعد مشاركة الحكومة الأردنية في خلق المناطق الآمنة، رغم الحديث عن إمكانية مشاركة دول عربية في حمايتها.

إقرأ أيضاً: هل يحضر الأسد القمة العربية في الأردن؟

وقبل أسبوع أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتياهو إلى إقتراح قدمه للإدارة الأميركية يتعلق بإيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي السورية وتحاذي الحدود الإسرائيلية والأردنية، وليس بالضرورة أن يشرف الجيش الإسرائيلي على المنطقة، بل ستكون تحت قيادات جيوش أجنبية لن تُحدد جنسياتها.

ويقول طراونة، “أن الأردن إنتهج سياقا محايدا في رؤيته للصراع السوري، كي لا يترتد نيران الحرب عليه نتيجة تداخله وخطورته، وقد رسم الملك عبدالله الثاني إستراتيجية سياسية منذ إندلاع الحرب السورية تأخذ بعين الإعتبار عدم الإنحرار إلى بقعة جيوإستراتيجية ملتهبة.” ولكن لا يعني هذا بحسب طراونة “أن يبقى الأردن على حياد، وقد يلجأ إلى إستخدام القوة، كنوع من أنواع الحماية لأمنه القومي، وقد يتوسع نفوذه داخل التحالف الدولي العسكري لمكافحة الإرهاب.وفي الخمس سنوات السابقة بقي موقف الأردن متذبذباً، لأن براغماتية عمان وضغط حلفاؤها العرب والخليجيين تجعلها دائماً تنظر إلى الكفة الراجحة من الأزمة السورية، ولكن تدخل روسيا عام 2015 إلى جانب النظام السوري دفع الأردن إلى صياغة نظرة جديدة لعلاقته مع سوريا، تتوائم مع حلفه الإستراتيجي مع واشنطن.”

إقرأ أيضاً: الجيش الأردني: شظايا الصواريخ السورية والإسرائيلية سقطت فوق الأردن

 

ومرات عدة أكدت التقارير الأمنية عن تدريب الأردن بشكل غير رسمي ومعلن وحدات تابعة للجيش السوري الحر، ويقول طراونة أن الأردن أكد مرات عدة على مساندته للجيش السوري في المعارك العسكرية ضد الإرهاب، لذلك يشير طراونة إلى أن المباحثات الاخيرة بين الجانب الأردني والأميركي تزامنت مع توتر الوضع بين دمشق وواشنطن، وقد صَعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حدة كلامه ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد إنتهاء زيارة عبد الله الثاني إلى واشنطن قام الجيش الأميركي بقصف قاعدة الشعيرات في حمص، بإشارة الى أن السياسة الأردنية تخلت عن حيادها تجاه الأسد، ومن المحتمل في المستقبل ان يشارك الأردن في العملية العسكرية الأميركية ضد النظام السوري، وضد المعسكر الروسي – الإيراني.”

وعن خيار المناطق الآمنة، يقول طراونة  “من المستبعد ان تكون الدول العربية قادره على الذهاب في إنشاء مناطق آمنه أو عزل مناطق حدودية بينها وبين سوريا خصوصاً في هذه الفترة، بحيث لا يمكن عسكرياً وسياسياً إنشاء مناطق امنه من دون عملية حظر للطيران في أجواء هذه المنطقة. “لهذا حينما يستند قرار مجلس الامن بإقرار منطقه عازله في دولة ما، فإنه يفرض حظراً جوياً على شكل دوريات على مدار الساعة فوق هذه المنطقة. أضافه إلى رمزيه الحساسية لهذا المقترح من الجانب الإسرائيلي، أضف إلى ذلك أن الأردن يخشى بأن يحصل له ما حصل عندما تكفّل نزوح لللاجئين السوريين الى اراضيه الذين شكلوا عبئا وخطرا إقتصاديا وأمنيا عليه.”

السابق
أعنف المعارك تدور الان في مخيم عين الحلوة
التالي
قنبلة عين الحلوة: لبنانية لا فلسطينية