هذا ما حققته فصائل المعارضة في رٍسالتي المواجهة في دمشق وحماة

لا زالت المعارك مستمرة في حماة بين فصائل المعارضة السورية وبين جيش النظام السوري وحلفائه، وذلك في ظلّ الغارات الروسية والتواطؤ الدولي.

الجبهات السورية تندلع الواحدة تلو الأخرى، فمن بادية الشام للقلمون الشرقي في مواجهة داعش، وصولاً إلى دمشق وحماه في مواجهة نظام الأسد، يظهر الواقع السوري في مرحلة جديدة بعدما كان الإتجاه إلى المفاوضات بُعيد سقوط حلب.
معركتا دمشق وحماه، أربكتا الأسد والميليشيات المتحالفة معه لا سيما وأنّ الثوار حققوا تقدماً وسيطرة على نقاط استراتيجية.
ليظلّ السؤال ما الهدف من فتح هذه الجبهات في هذه المرحلة؟ وما الرسائل التي تريد المعارضة السورية إيصالها؟
في هذا السياق أكّد الصحافي والناشط في الثورة السورية قصي الحسين لـ”جنوبية” أنّ “المعارك التي تدور في كل من دمشق وريف حماة ماهي إلاّ رسالة واضحة للدول الداعمة لنظام بشار الأسد وعلى رأسها إيران وروسيا أنّ الثوار في الداخل قادرون على حسم أيّ معركة ضد نظام الأسد وروسيا وإيران، ومن جهة ثانية تهدف هذه المعارك إلى إعادة ثقة الشعب السوري الثائر في الجيش الحر وفصائل الثوار في الداخل بعد الخسارات الأخيرة في حلب وريف حماة والتهجير القسري الذي اتبعه نظام الأسد في ريفي دمشق وحمص وزيادة القصف والغارات على مناطق ريف ادلب وريف دمشق بعد أن عقدت الهدنة، ظنّاً من نظام الأسد وحلفائه أنّه بسياسة القوة بإمكانه تركيع الشعب والثوار وإجبارهم على الموافقة على أية مبادرة يتم طرحها من قبلهم”.

 

واضاف الحسين “من هنا كانت هذه المعارك رسالة داخلية لنظام الأسد مفادها، أنّه بإمكاننا حسم أيّ معركة دون مساعدة أيّ دولة أو أيّ طيران كما يفعل نظام الأسد بجلبه للميلشيات الإيرانية والأفغانية وحزب الله إلى سوريا وسلاح الجو الروسي أيضاً، ورسالة كذلك خارجية للدول والمجتمع الدولي أنّنا قادرون على اتخاذ أيّ قرار دون الرضوخ لأيّ دولة وقادرون على حسم أيّ معركة دون مساعدة المجتمع الدولي الذي اثبت وخلال ست سنوات للثورة أنّه واقف إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب السوري”.
وفيما يتعلق بالتهديدات الروسية للمعارضة لاسيما في دمشق وإن كانت ستنعكس على تقدم المعارضة، أوضح الحسين أنّه “على العكس تماماّ المعركة مستمرة دون توقف بالرغم من شن سلاح الجو الروسي مئات الغارات على مناطق دمشق خلال المعركة ورغم وجود آلاف المرتزقة الايرانين والافغان الذين يقاتلون مع نظام الأسد الآن في جبهات دمشق”.

إقرأ أيضاً: من القابون إلى الغوطة وحماه: هذا ما أنجزته انتفاضة فصائل المعارضة

أما عن التسريبات التي تقول أن المجتمع الدولي قد صرّح بمعركة حماة ولكنه لن يسمح بسقوط دمشق إلا سلميا، فقد أشار إلى أنّه “بالنسبة للتسربيات فهي كثيرة، ولكن قريبة للواقع، ما أريد قوله أنّه من الطبيعي أن تكون معركة حماة بإرادة دولية وتحوي في طياتها الكثير من الرسائل، وكذلك معركة دمشق إذ برأيي الشخصي لن تسقط دمشق عسكريا وما يجري من عمليات يحوي رسائلاً سياسة أكبر مما هي عسكرية”.

وعن دور حزب الله في هذه المعارك ومشاركته بها، شدد الحسين أنّ “ميلشيا حزب الله متواجدة في جميع أنحاء سوريا وبالأخص في ريف حلب وريف دمشق ويقاتل الان مؤخراّ في ريف حماة بعد التقدم الكبير للثوار في الريف الشمالي.
وكذلك في جبهات مدينة دمشق يوجد مئات المقاتلين من حزب الله الذين يقاتلون على جبهة جوبر مع قوات النظام وشهدنا مؤخراّ مقتل العديد من الضباط والعناصر من حزب الله اللبناني في معركة دمشق”.

وتابع مؤكداً حول المخاوف من تكرار سيناريو حلب على هذا الجبهات، أنّه “بالنسبة لسيناريو حلب لن يتكرر في أي منطقة إذ أنّ المعارك التي فتحها الثوار في العديد من المناطق من جهة، ووجود تنظيم داعش الآن في ريف حمص وريف حماة الشرقي وقطعه لطريق خناصر والمعارك الدائرة من جهة ثانية، شتت قوات النظام الذي أصبح ضعيفاً على الأرض”.
لافتاً إلى أنّ “المعارك الأخيرة قد اثبتت صدق الثوار في قلب الطاولة والأوراق على نظام الأسد وأنّ بإمكانهم حسم أيّ معركة عسكرية وسياسياً أيضاً، مع التنويه أنّ المعارضة والثوار قد حاولوا جاهدين الحصول على حل سياسي إلا أنّ نظام الأسد كعادته يطعن في كل قرار سياسي ودولي ويزيد من اجرامه ومن قتله للشعب السوري”.

إقرأ أيضاً: «فيلق الرحمن» لـ«جنوبية»: هكذا نواجه الازدواجية الروسية في دمشق والحل السياسي غايتنا

أما عن الرابط بين سقوط داعش في القلمون وبين ما يمنى به النظام من خسائر، أوضح الحسين أنّ “سقوط داعش في القلمون هو رسالة واضحة من الجيش الحر والثوار السوريين يقولون فيها أنّهم من دون أي تسليح قوي قد استطاعوا دحر التنظيم الإرهابي من منطقة القلمون الشرقي، وبذات الوقت لم يتركوا إجرام نظام الأسد بل لقنوه درساً لن ينساه وخسائر لا تعد ولا تحصى في معركة أربكته وشتت صفوفه على الرغم من أنّها لم تكن على مستوى اعالي من التنسيق ولم تضم كافة مقاتلي الغوطة”

السابق
سرايا المقاومة تعتدي على قواتي بسبب دفاعه عن مواقف البطريرك الراعي
التالي
استقالة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا