هل أعاد الراعي العلاقات مع «حزب الله» إلى ما كانت عليه في عهد صفير ؟

حزب الله
لأول مرة يتخلّى البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي عن رمادية المواقف. إذ، وبشكل مفاجئ، بدّل "سياسته" تجاه سلاح حزب الله وتدّخله في سوريا، معتبرا انه كان السبب في تقسيم اللبنانيين. فهل عادت علاقات بكركي- حزب الله إلى ما كانت عليه في عهد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير؟

أثار “الموقف المتقدم” للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تجاه قتال “حزب الله” في سوريا وسلاحه، أكثر من علامة استفهام حول علاقة بكركي مع الحزب. إذ قال في مقابلة على شاشة “سكاي نيوز عربية” إنّ “حزب الله” دخل الحرب السورية “من دون أيّ اعتبار لقرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس”، معتبراً أنّ ذلك “أحرجَ اللبنانيين وقَسّمهم بين مؤيّد لتدخّله ورافض له”.

اقرأ أيضاً: لا يا غبطة البطريرك.. سنرحل ولكن مهلا علينا..

وأشار الى انّ “حزب الله” عندما دخل الحرب في سوريا، لم يدخل بقرار من السلطة اللبنانية، بل أن السلطة في إعلان بعبدا أعلنت النأي بالنفس، وهذا قرار اتخذه الحزب وما زال اللبنانيون حتى اليوم منقسمين حيال هذا الأمر. مضيفا “أنا مواطن، وشريكي مواطن، وأنا أعزل وهو مسلّح، وهذا شيء غير طبيعي. لكنّ الدولة اللبنانية لم تحسم أمرها في هذا الموضوع. ولو كان “حزب الله” ميليشيا خارج البرلمان، لكان الأمر شيئاً آخر، لكنه في الحكم”.
هذه المواقف أثارت إستغراب الأوساط اللبنانية خاصة أنه لطالما كانت علاقة بكركي في عهد البطريرك الراعي منفتحة على حزب الله فيما يتعلق بتدخله في سوريا حيث شدد الحزب من على منبر بكركي قبل أشهر أنه لن ينسحب من سوريا، إلا عندما يرى أن المصلحة تقتضي خروجه من سوريا فسيخرج بقرار ذاتي.


وكان المفاجئ أن الراعي هذه المرة لم يكن كلامه رماديا، بل عبّر بشكل واضح وصريح أن سلاح الحزب قسّم اللبنانيين وأحرجهم وأشار بشكل مباشر الى أن سلاح حزب الله غير شرعي.
فما الذي إستجد على مواقف الراعي التي كانت تتماهى في كثير من الأحيان مع رئيس الجمهورية ميشال عون؟
بدأ رئيس “منتدى الشرق للتعددية” الدكتور كميل شمعون حديثه لـ”جنوبية” بالتطرق الى أهمية تدّخل حزب الله ومشاركته في الحرب الدائرة بسوريا قائلا إن: “اللبنانيون يشهدون ما عايشناها في مرحلة ما قبل استتباب الأوضاع الأمنيّة بصورة طبيعية من تهديدات وتفجيرات أمنية بصورة مستمرة ومستميتة”. وتابع شمعون “كما أن سيطرة حزب الله على الحدود التي ينتشر فيها الارهابيون كان لها أثر على فقدانهم نقاط الضغف التي كانوا من خلالها يعدون المكائد في الداخل اللبناني”. مشيرا إلى أن “المرء يؤيد عادة الشيئ المرئي ولا يؤيد الشيئ المحسوس، ومثلما نأخذ موقفا من الأشياء السلبية، يجب أن نأخذ موقفا من الأمور الايجابية، سيما إذا كانت على صعيد الوطن”.
وأشار إلى أن “هناك جزءا كبيرا لا يؤيد تدخل الحزب في سوريا ولا يرى فيه إبعادا لخطر الارهابيين، بل يعتبرون أن هناك قرارا دَوليّا لتحييد لبنان، لكن هذا القرار سيظل حبرا على ورق، إن لم يكن هناك منفذين له”. وأضاف إن “الخطر الإرهابي يمّس اللبنانيين جميعا بكل شرائحهم”.
وخلص شمعون “لذا لا نستطيع أن نرفض أو نؤيد التدخل في سوريا، فصحيح أن هناك سلطات أمنية شرعية تشهد لها الانجازات الأمنيّة اللوجستية الجمّة، لكن هذا الوضع تحّسن بعد دخول حزب الله الى سوريا”.
وعن موقف البطريرك الراعي قال إنه “في مراحل كثيرة كان موقفه مؤيدا لحزب الله”. ولكن ما الذي تغيّر؟. يرى شمعون أنه “هناك جوانب غير مفهومة دفعت بالراعي لتغيير موقفه أو ربما هناك تغيّر على النحو الذي يُملى عليه المراجع لاطلاق مواقفهم”. وأشار إلى أن “هناك علامات إستفهام كبيرة تُطرح حول هذا الموقف المفاجئ”. ولفت إلى أنه “عادة ما يكون للراعي آراء بين الحين والآخر مؤيدة، وأحيانا أخرى معارضة”.

اقرأ أيضاً: هذه وظيفة سلاح حزب الله

كما رأى شمعون أن “ليس من الضروري أن يكون هناك موقف ثابت تجاه القضايا فنكون حينها نطبّق التوتاليتارية الفكر”.
وخلص شمعون الى أن “تصريح الراعي يعتبر أن قضية المقاومة قضية وطن وليست مسألة حزبية تتعلق بطرف معين”. وختم بالقول: “المواطن اللبناني معنيّ أن تكون حدوده محصنّة وكذلك الجغرافيا اللبنانية التي كانت سائبة والمقاومة كان لها دور بتحصينها”.

السابق
اسرائيل وروسيا تتفقان على منع الأسد من تقديم الهدايا لإيران
التالي
بالفيديو: اسرائيل تستعين بشيخ مصري لتبرير منع الاذان في القدس