القوى الأمنية تطبق على المطلوبين في الضاحية الجنوبية

المداهمات التي نفذتها القوى الأمنية في حارة حريك وبئر العبد والرمل العالي والليلكي وحي السلم تخللها شراسة في التعامل مع المطلوبين الهاربين من العدالة، هؤلاء الذين إستطاعوا لشهور طويلة التخفي بين الاحياء الضيقة والتجمعات السكانية التي يصعب على اجهزة الدولة الامنية الوصول إليها.

بشكل مفاجىء ، رفع حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية كما حركة امل في منطقة الشياح خصوصا، الغطاء عن أفراد العصابات المطلوبين بمذكرات توقيف لقوى الامن الداخلي بجرائم مختلفة.

الاجواء المقربة من حزب الله أشارت إلى إستيائه بسبب تصاعد الشكاوى من قبل الاهالي، نتيجة لما وصلت إليه ضاحية بيروت الجنوبية من مظاهر الاخلال بالأمن وتفشي الجرائم، والفوضى والعقلية العشائرية، وفرض الخوات، والإتجار بالمواد المخدرة وتعاطيها لدى الفئات الشبابية المراهقة.
إقرأ أيضاً: قانون العفو العام: تسوية ملفات.. البقاع مقابل الشمال

وبحسب مصادر في ضاحية بيروت الجنوبية فإن جولة المداهمات التي بدأت مطلع الأسبوع الحالي في عدد من الأحياء الشعبية حققت نتائج لا بأس بها، وستستمر على مراحل وفق خطط محكمة.

السكان الممتعضون كانوا قد استنجدوا بالدولة الحاضرة الغائبة لإنتشالهم من اعتداءات الخارجين عن القانون، عاقدين الآمال على حزب الله وحركة أمل لوضع حدٍ للعصابات المخلة بالامن، لكن محاولات الحزبين باءت بالفشل بعد ان ثبت عجزهم في معالجة قضايا بيئتهم الخانقة.

وبداية، لا بد من الإشارة إلى حوادث أمنية فادحة حصلت في الشهرين الماضيين، فاتخذت من أحياء الضاحية مسرحاً لها.

الحادثة الاولى جرت في منطقة صفير؛ «أبطال» عصابة «الخوات» أقدموا بدم بارد على إحراق مبنى إنتقاماً من مالك احد المولدات الكهربائية في المنطقة، فدفع المواطنون ثمن مزاجية الصراع المقيت بين المافيات وعصابات الشوارعـ وتبيّن اهتراء الخطط الأمنية الامنية وعدم جديتها.

العنف السوريالي عينه تكرر مرة جديدة، ولكن في منطقة الشياح الموالية لحركة أمل، حيث شهدت اواخر شهر شباط معركة مسلحة خاطفة، حولت شارع المصبغة إلى ساحة مفتوحة لحرب الشوارع بعد أن تجرأت مجموعة صغيرة من ابناء حي السلم للرد على احد الشخصيات النافذة في منطقة الشياح بأسلوب عسكري وهو ما أرعب سكانها. كذلك في الاسبوع الاخير من شهر شباط، تكررت الاشتباكات المسلحة في منطقة الليلكي بين عائلتين من بعلبك، فتداولت وسائل التواصل الإجتماعي فيديو مسرب لمعركة عسكرية جرت بين آل حجولة وآل زعيتر ولم تتضح خلفية الإشكال، غير أن ما عُرف لاحقاً هو أن المعركة بين العائلتين الحقت اضرار ضخمة في الأملاك العامة والسيارات المنتشرة في المكان.

إقرأ أيضاً: «قانون العفو العام».. هل يَصدُق الرئيس عون فيُقرّه؟

بحسب ما يقوله المصدر فإن طبيعة الضاحية الجنوبية المعقدة اعاقت عمل الأجهزة الامنية، وسببت في السابق بفشل العديد من الخطط الأمنية، ولكن الخطة المطروحة حالياً اخذت بعين الإعتبار المعوقات، وطرحت حلولاً وقد أثمرت المداهمات عن إعتقال عشرات الأفراد المطلوبين إلى الاجهزة الأمنية بتهم متنوعة. ويحتل تجار المخدرات والمروجين والمدمنون وسارقو الدرجات النارية والسيارات سلم أولويات الاجهزة الامنية في الضاحية، حيث أن أغلبهم يوجد بحقهم أكثر من مذكرة توقيف بعدد من الجنح والجرائم. كذلك يثير المصدر عدة تساؤلات عن سبب  حملة المداهمات العنيفة في الضاحية بالتزامن مع الحديث عن عفو عام الذي سيستفيد منه المطلوبين والموقوفين، بعد ان عاد الملف إلى الواجهة، والإشارة الإيجابية التي أرسلها الرئيس ميشال عون للبنانيين واعدا اياهم بمعالجته، إلا أن مقربين من حزب الله يؤكدون رفض المساعي التي أطلقها أبناء البقاع بالوقت الراهن خوفاً من إستغلال الملف لصالح المتهمين بالإرهاب.

السابق
حزب الله والفصائل الفلسطينية: نحو توحيد الجبهة ضد إسرائيل
التالي
الوزير باسيل يمنع توظيف خريجي مجلس الخدمة المدنيّة والسبب طائفي