«داعش» في أيامه الأخيرة.. وتنظيمات أشد ستظهر

هل سنصل الى وقت نتخلص فيه من "تنظيم الدولة"؟ ولماذا توقع الشيخ أحمد عمورة ظهور تنظيمات أكثر تشددا وارهابا؟

في حزيران من العام 2014، أعلن ابو بكر البغدادي أمير”داعش” من على منبر جامع الموصل الكبير، ما يُعرف بدولة “الخلافة” على كل من الرقة في سوريا، والموصل في العراق.

إقرأ أيضا: #تدمر وسرّ سقوطها السريع بيد «داعش»!

ومنذ تاريخ اعلان التنظيم لهذه الدولة “المسخ” حتى بدأت الاعمال الارهابية تصدر عنه، فلم يترك طريقة او إسلوبا إجراميا الا وارتكبه بحق المسيحيين والايزيدين والشيعة والسنة على السواء، اضافة الى الاطفال والنساء والكبار، مع تفننه باساليب التعذيب والقتل، بدءا من اطلاق النار الى الحرق والاغراق والرمي من علِ والذبح وغيره…

لكن السؤال المطروح اليوم، ما هو مصير هذا التنظيم الارهابي، بعد أكثر من عامين على ظهوره، خاصة انه قد توفرت له امكانيات ضخمة سواء عسكريا او فنيّا او لوجستيا.

فالخسائر التي يتكبدها “داعش” مؤخرا، أي منذ انطلاقة عملية تحرير الموصل على يد الجيش العراقي كبيرة جدا. حيث بدأ يتراجع أدائه العسكري بشكل كبير أمام الجيش العراقي في الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، والجيش السوري في الرقة، حيث يشعر المتابع ان العالم اجمع سيرتاح من إجرام وارهاب هذا التنظيم.

فقد تمكنّت القوات العراقية من تحرير سبع عشرة قرية في ظل انهيار تام لجماعة التنظيم. مع قرب اعلان تحرير مطار الموصل، نظرا لاهميته الاستراتيجية الكبيرة، حيث لا تبعد القوات العراقية عن مطار الموصل سوى خمسة كيلومترات.

مع الاشارة الى هروب عشرات العناصر المنتمين الى التنظيم الداعشي من منطقة ساحل الموصل، صوب الحدود السورية، غداة انطلاق العمليات العسكرية في الموصل. وقد عممت قيادة “داعش” اسماء العناصر الفارة. لانه عندما تتم اعادتهم فان العقاب المتوقع هو السجن والجلد، في حال اعلان التوبة، والا واجه العنصر الداعشي الهارب المخالف الإعدام.

إقرأ ايضا: المخابرات البريطانية تكشف خطط داعش السرية

وخلاصة الأمر، أنه بعد حوالي مئة يوم من المواجهات الشرسة بين القوات العراقية و”داعش”، يلاحظ المراقبون ان داعش الى زوال وانهيار، مع سرعة انتشار سلسلة الانهيارات داخله، التي تمت على يد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشرسة. وهكذا سنشهد مع نهاية 2017 نهاية تنظيم ارعب العالم بارهابه واساء للمسلمين وهدر ثروات العراق ودمر آثاره وقضى على حضارات تعود الى آلاف السنين.

وفي اتصال مع الشيخ أحمد عمورة، الخبير بالحركات الاسلامية، قال لـ”جنوبية”، ردا على سؤال حول حقيقة اندثار “داعش” في المستقبل المنظور؟ “بتقديري طالما ان الظروف التي انتجت “داعش” تتفاقم بدءً من الظلم والفساد فاننا سنشهد ما هو أعنف. سابقا قُضي على القاعدة، فماذا شهدنا؟. وأقول ذلك تفسيرا لا تبريرا”.

و”نتيجة الظلم الكبير والانتهاكات الواقعة على المجتمع او ما يُعرف بالسجن الكبير فسنشهد ولادة هذه التنظيمات، وهي انتاج لهذا الظلم الذي تم حمايته ورعايته أجنبيا”.

إقرأ أيضا: أبو بكر البغدادي يدعو لمهاجمة السعودية وتركيا

“فما نسمعه من خبريات، كالتعذيب البسيط الذي تنشره المؤسسات الإنسانية يولّد شعورا ان المنطقة تتهيأ لثورة جياع سواء أكان في مصر او لبنان او غيرها من البلاد العربية والاسلامية”. “والمخاطر هذه ليست فقط على المستوى السياسي، بل ايضا على المستوى الاجتماعي الا اذا توّقف هذا الظلم”.

وبرأي الدكتور الشيخ أحمد عمورة عضو «هيئة علماء المسلمين» أن: “تيارات العنف تنتشر اليوم ضد المسلمين، وهي الاقل، نسبة الى الموجات التي حصلت سابقا في اوروبا ضد اليهود واليابانيين. وقد لاحظنا الخطاب السياسي الاميركي كيف صار مرتفعا ضد المسلمين وعال جدا، فبحضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يهاجم الرئيس الاميركي الحالي الاسلام دون ان يتدخل أردوغان!!”.

و”جميعنا يعلم، بحسب الشيخ عمورة، أنه لم يتعد على المسيحيين في العراق أحد قبل العام 2003، ولكن تم ذلك بعد اجتياح العراق وسيطرة الاميركيين، ولا زلنا نذكر حرب الجبل والمجازر التي وقعت كلها بعيد الاجتياح الاسرائيلي للبنان”.

وبرأي الشيخ عمورة ان “الاحباط النفسي يوّلد الانتحار، بحسب الدراسات النفسية، اذ ثمة علاقة بين الاحباط والانتحار بالمعنى الجمعي، وجذور الازمة التي نعيش على مستوى الكرامة والعدالة جعلتنا نعيش ارهاصات ثورة الجياع”.

وختم سماحته بالقول: “ونرى ان القرارات الاخيرة في لبنان قد ترقى الى مستوى الخيانة العظمى فيما يتلق بالضرائب، وأقول الله يستر”.

 

السابق
سليمان يستنكر كلام نصرالله: علاقتنا مع الخليج أساسية في الصمود ضد إسرائيل
التالي
ماتيس في بغداد.. هل يقلم أظافر طهران؟