«أطفال الحشيشة» السوريين في مزارع البقاع اللبناني

لم يمر وثائقي محطة الجزيرة القطرية "أطفال الحشيش" مرور الكرام، فقد ذكر بعض الناشطين ان صحافية تلفزيون الجديد يمنى فواز من الممكن ان تكون هي التي اعدته وتم تناول اسمها على وسائل التواصل الإجتماعي، على الرغم من ان معدة التحقيق حاولت إخفاء شخصيتها لأسباب مهنية وأمنية.

تمكنت قناة الجزيرة من إقتحام عالم صناعة المخدرات الأسود في مدينة بعلبك في البقاع اللبناني. عشرات الاطفال من اللاجئين السوريين يعملون في زراعة الحشيشة، ويتعرضون لأشد أنواع الإستغلال من قبل عصابات الحشيش بعد أن تركتهم المنظمات الانسانية الدولية والجهات الرسمية اللبنانية والسفارة السورية يصارعون مصيرهم المجهول.

يحمل الوثائقي الذي عرضته الجزيرة إسم «أطفال الحشيشة»، ويسلط الضوء على خلفيات الظاهرة وعلاقتها باللجوء السوري. وتفتتح مقدمة الجزيرة فيروز الزياني الوثائقي بعبارة “ضحايا منسيون ولكنهم ليسوا ضحايا لذاتهم فقط، بل ضحايا جيل قادم بكامله”، وتتساءل عن مصير الأطفال السوريين العالقين بين انياب الطفار وتجار المخدرات وأصحاب المزارع في بعلبك من جهة وتستغرب من جهة اخرى صمت الدولة وحزب الله عن الظاهرة العلنية لعمالة الأطفال السوريين في حقول البقاع.

يُظهر الوثائقي قيام مافيات الحشيش بالتدرب على اطلاق الرصاص والمناورة العسكرية، وحاولت معدة التقرير أن تخفي شخصيتها أمام الكاميرا، وقد تمكن فريق عمل الجزيرة من خوض مغامرة عالم مجهول يقبع خلف أسواره طفولة انهكتها الحرب السورية. وبعد أسبوعين من الأخذ والرد مع احد الوسطاء في بعلبك وافق الاخير على التوسط لفريق عمل الجزيرة من أجل تصوير الأطفال في مزارع الحشيش.

إلتقت الجزيرة مع اسماعيل حامية الذي يمتلك حقل لزراعة القنب الهندي وهو مهد الطريق لتصوير عملية نقل العمال السوريين. رفض عدد من المزراعين ان يتم تصويرهم حتى بدأت المشادة الكلامية مع مالك الحقل الذي بدوره وجه سؤاله للجزيرة ما إذا كانت تريد تصويره أم تصوير الأطفال السوريين.

إقرأ أيضاً: زراعة الحشيشة…من إنجازات الشيعية السياسية

يعمل الأطفال السوريين على مدار السنة في زراعة وقطف المحصول وتوضيبه ومن ثم إرساله إلى المصانع المخصصة لطبخها. ويوجه احد الاشخاص في “الوثائقي” إتهامه للدولة اللبنانية بغض النظر عن الظاهرة لأنها «تعلم أن العالم في البقاع فقيرة وميتة من الجوع». وتصل الجزيرة إلى منطقة بريتال المعروفة بسرقة السيارات وتجارة المخدرات وتمكنت من تصوير الأطفال وهم يعملون على حراثة الأرض.

«تنادي عبودي فيجيبك كل الأطفال، ولا يمكن إلا ملاحظة عيونهم الحزينة وأيادي الأطفال المتشققة، خطوط تشرح رحلة الظلم التي يعيشونها. إنهم أشقاء وينتمون لعائلة واحدة». وتسأل معدة التقرير إحد الأطفال عن معنى كلمة حشيشة، فيجيبها الطفل كما لو انه “خبير” في المادة المخدرة.

الاطفال العاملون مستاؤون من تلقيهم أجور متدنية والتي لا تتعدى الألف ليرة، وعبر الأطفال عن أمنيتهم في الذهاب إلى المدرسة لأنهم يعانون من الإنهاك الجسدي نتيجة ساعات العمل الشاقة والطويلة على مدار العام.

إقرأ أيضاً: 8 قتلى بسبب الكبتاغون اليوم… أين الإعلام الشامت بالأمير السعودي؟

تعجز السلطات الأمنية من الوصول إلى الحقول أو مراقبتها، وتشير “معدة التحقيق” إلى أن تجارة الحشيش تخضع لسلطة الطفار والحزبيين المهيمنين في البقاع. يعلق احد الطفار على مشهد الأطفال المزارعين بأنه “أمر معتاد في المزارع، ولا يستوجب الإستغراب، وقد دفعت الاوضاع الإقليمية وإهمال الدولة إلى تنامي ظاهرة تجارة المخدرات إلا أنهم وحزب الله يشكلون يدا واحدة لأن الأوضاع الإقليمية والحروب تقتضي ذلك”.

ومن جهة اخرى ربطت جهات حزبية نافذة في بعلبك إسم الصحافية يمنى فواز بإعداد التحقيق، علماً بأن معدة الوثائقي لم تظهر وجهها، ورغم توثيق كل الاحداث بالصوت والصورة ونقل معاناة الأطفال السوريون، إلا ان فواز لم تسلم من شتائم مجموعات الضغط الإفتراضية التابعة لحزب الله على تويتر وفيسبوك.

واتهم بعضهم الصحافية يمنى فواز بمحاولة تشويه صورة حزب الله، ذلك أن التقرير يحمل إتهاما مباشرا بتواطؤ الحزب مع التجار والطفار وأصحاب الحقول في صناعة الحشيش والسماح لهم بإستغلال اللاجئين السوريين الأطفال.

 

السابق
معين المرعبي: المطلوب ازالة السلاح من ايدي الجميع
التالي
تدابير سير في الضاحية الجنوبية