الحالة الحريرية كانت وما زالت وستبقى…

الحالة الحريرية ليست طارئة، فلا يمكن اغتيالها بسهولة، لانها اصبحت ضاربة في الجذور وراسخة في عقول الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني، فغاية الحريرية هي السلام وبناء الوطن ونبذ الحروب.

قال لي أحد الاصدقاء ان من المعيب ان نصل الى لحظة تسول نفس احد ان يقول بأن رفيق الحريري كأنه لم يكن حاضرا” بانجازاته الوطنية والقومية على كل الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية .

قلت له يا صديقي لا تخف فإن رفيق الحريري لم يمت لحظة استشهاده وانجازاته ما زالت حية ولم ولن نصل الى اللحظة التي سوف يشعر بها احد ان رفيق الحريري لم يكن حاضرا” فهو حالة كانت وما زالت وستبقى .

الحالة الحريرية بدأت منذ عقود عندما نظر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى وطنه لبنان فرأى بلده يحترق ويتمزق وتتآكله حرب الآخرين على ارضه، حرب لا دين لها ولا طائفة، والعدو الاسرائيلي يحتل الجنوب، فبدأت المسيرة الحريرية بدعم المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي وهذه هي الحقيقية التي اراد البعض ان يخفيها بستار الحقد والضغينة ولكن يبقى نورها اقوى من ظلمتهم وباطلهم.

ونظر أيضاً الى شباب لبنان فرأى قدراتهم تذهب هدرا” ودماءهم تزهق بأيدي بعضهم البعض فأراد تغيير هذا الواقع المرير بانشاء جيش من الشباب اللبناني ولكن سلاحهم ليس بندقية القتل ورصاصة الموت بل سلاحهم العلم ينير العقول ويهذب النفوس لكي يكونوا ركائز مجتمع ونخبا فكرية تبني وطنا أراد لهؤلاء الشباب ان يكونوا ركائز لبنان التي يكون عليها المجتمع ففتح امامهم آفاق العلم بعد ان كان يعمل الآخرون على سد هذه الآفاق باعطاء الشباب سلاحا” قاتلا” ليقتلوا به بعضهم البعض وينظموهم في ميليشيات تعيث في الارض وفي البلاد دمارا” ومن ثم انطلق بعلاقاته الدولية وجال العالم من اقصاه الى اقصاه لاخماد نار الفتنة فآثر جهده اتفاق الطائف ليرسخ مفاهيم العيش المشترك والسلم الاهلي وبدأ بعدها بعملية اعمار لبنان ما اغضب العدو الصهيوني فأتى عدوان نيسان 1996 ولكن الرئيس الحريري شرع المقاومة في نيسان 1996 فكان هذا انتصار للبنان وللعرب رسم معالمه الرئيس الحريري .

اقرأ أيضا:فيديو مؤثر للحظات اغتيال الشهيد رفيق الحريري

وكان يوم 14 شباط 2005 يوم الزلزال الذي افجع وابكى كل انسان حر يوم اهتز لبنان والعالم برحيل رجل حفرت يداه واعماله الكثير من الاحداث السياسية والانجازات العمرانية والفكرية في الوطن والعالم يوم ارادوا به ان يقتلوا حلم وامل لبنان فاغتيل رفيق الحريري ولكن الحالة الحريرية لم تغتل فحمل شعلة مسيرتها الرئيس سعد الحريري وما زال لكي يكمل مشروع بناء وطن لكل اللبنانيين بجميع طوائفهم وفئاتهم وطن عربي حديث يتمتع ابناؤه بالحرية والديمقراطية ويتعايشون في ما بينهم على حب وطنهم لبنان .

عندما علم الرئيس الحريري 36 ألف طالبا لبنانيا في أرقى الجامعات اللبنانية والعالمية في اوج الحرب الاهلية لم ينظر ابدا الى انتماءاتهم الطائفية والفئوية بل نظر اليهم على انهم شباب لبناني يجب ان يعدوا ليكونوا نخبا فكرية تبني وطنها، ارادهم  ابناء لبنان، ان يبنوا وطنهم الذي عبثت به ايدي الآخرين فمشروع رفيق الحريري هو بناء فكر لبناني يبني الحجر، ” بناء دولة ومجتمع يبني الوطن”.

يريدون ان يغتالوا الحالة الحريرية، ولكنهم لا يعلمون ان مشروعه يسري في العروق، وفكر راسخ في العقول، ونهج تنبض به القلوب فجذورها عميقة تتغذى من لهيب الارض وممتدة الى اصقاع الدنيا لتحاكي حضارات العالم اجمع فهي عصية على كل عاص .

السابق
في ذكرى شهادة وطن: دماء الرفيق حيّة في قلوب اللبنانيين!
التالي
حاطوم يتقدم بشكوى ضد الجديد لدى المجلس الوطني للإعلام