قطع الأطراف في السجون الإيرانية يثير رعب المنظمات الدولية

الشباب الإيراني يهمش نفسياً وجسدياً داخل سجون النظام الإيراني.. والتهم ترقى إلى مستوى السخافة.

تصر إيران على إستخدام أساليب لا إنسانية وقاسية بحق المسجونين داخل معتقلاتها، بهذه العبارة إفتتحت منظمة العفو الدولية تقريرها عن الوضع الإنساني للمعتقلين لدى السلطات الإيرانية.

إيران سجون

ونص القانون الإيراني على أن أكثر من 100 “جريمة” تُعاقب بالجلد. وتغطي هذه الجرائم طائفة واسعة من الأفعال تبدأ من السرقة، والاعتداء، والتخريب، والتشهير، والاحتيال، وتنتهي بأفعال لا ينبغي أن تُجَرَّم على الإطلاق مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات الحميمية بين الرجال غيرالمتزوجين والنساء غير المتزوجات، و”مخالفة الآداب العامة” والعلاقات الجنسية المثلية التي تتم بالتراضي.

إقرأ أيضاً: تجدد حملات تأديب «السافرات» في إيران…

وصدر تقرير منظمة العفو الدولية بداية شهر شباط الحالي، وجاء فيه “تصر إيران على استخدام العقوبات القاسية واللاانسانية من بينها عمليات جلد وبتر الاطراف والإعماء القسري.”

إن اعمال السلطة الإيرانية يفضح “فهم السلطات الإيرانية لمفهوم العدالة وكيف انه يُطبق بوحشية متناهية.” ويعيش مئات الاشخاص في أجواء لا إنسانية في السجون الإنسانية ويتعرضون إلى ممارسات عنيفة جداً، واحياناً يتم التنكيل بهم في الساحات العامة.

وتشير المنظمة إلى قيام السلطات الامنية الحكومية بعمليات جلد لعدد من الصحافيين والناشطين في الساحات العامة، تماماً كما حصل مع احد الصحافيين عندما تم جلده اربعين جلدة في مدينة نجف اباد بمحافظة اصفهان.

إقرأ أيضاً: استياء شديد في إيران بعد نشر صور الفقر

وعلقت مسؤولة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  رندا حبيب على المعطيات والمعلومات المؤكدة عن الاوضاع المزرية داخل السجون الجمهورية الإسلامية بالقول “استخدام السلطات بشكل مكثف للعقوبات البدنية، بما في ذلك الجلد، وبتر الأطراف، والإعماء القسري، في عام 2016، يبرز لاإنسانية نظام العدالة الذي يضفي طابعاً قانونياً على هذه الممارسات الوحشية. فهذه العقوبات القاسية واللاإنسانية تعتبر اعتداء صادماً على الكرامة الإنسانية، وتنتهك الحظر المطلق الذي يفرضه القانون الدولي على التعذيب وسوء المعاملة.” وأضافت رندا حبيب قائلة إن “جلد صحفي في الآونة الأخيرة يثير الرعب، لأن السلطات تنوي الاستمرار في فورة هذه العقوبات القاسية التي شهدناها في السنة الماضية، مروراً بالسنة الجديدة 2017.”

ويتعرض الكثير من الناس للجلد وأغلبهم من فئة الشباب الذين يقل عمرهم عن 35 عاماً، وتقول مصادر المنظمات الحقوقية ان اغلب اؤلئك الشبان ألقيَّ القبض عليهم خلال ممارسة الأنشطة السلمية كالأكل خلال شهر رمضان أو إقامة علاقات جنسية خارج اطار المؤسسة الزوجية أو ممارسة معتقداتهم الخاصة والكتابة والتدوين على مواقع التواصل الإجتماعي.

تعذيب ايران

وتشير منظمة العفو الدولية إلى ان ايران وقعت قبل عقد من الزمن على القانون الدولي الذي يجيز حماية الحقوق الانسانية والسياسية للمعتقلين إلا ان ما يحصل داخل سجونها يؤكد ان ايران تضرب بعرض الحائط كل إلتزاماتها.

إقرأ أيضاً: الحرية الجنسية في إيران بين العرف والشرع

ان عدد من القوانين الإيرانية يسمح للقضاء الإيراني إصدار احكام كالرجم والجلد وبتر الأطراف والإعدام شنقاً وتبرر ذلك بأنه تلك القوانين تستمد شرعيتها من النصوص القرآنية المتعلقة بالاحكام في حال وجود حكم إسلامي للدولة.

وتكلمت العفو الدولية عن حوادث موثقة  لإنتهاكات النظام الإيران كالقيام بجلد شخصين غير متزوجين أقاما علاقة غير شرعية، كذلك ألقت الأجهزة الرقابية الإيرانية القبض على 35 شابة ورجل في محافظة قزوين بسبب قيامهم بحفلة رقص وإختلالط بين الذكور والإناث. وحكمت إيران في عام 2016 على عدد من المدونين بالجلد بسبب إشاعتهم أخبار كاذبة تمس أمن وهيبة الدولة الإيرانية.

وتنشر صفحة  “آزاي يواشكي” أي (حريتي الخفية) روايات تفصيلية صادرة عن عدة نساء تعرضن للجلد بسبب تناولهن المشروبات الكحولية وحضور حفلات مختلطة بين الجنسين. وتتمتع صفحة “ازاي يواشكي” بشعبية كبيرة داخل الأوساط الشبابية الإيرانية ويعلق عليها مجموعة من الناشطين، ويتداول إسمها كمصدر موثوق بين المنظمات المعنية بمتابعة ملف الإنتهاكات الإنسانية والحقوقية داخل إيران.

وبالعودة إلى تقرير منظمة العفو فقد أفادت إحدى المعتقلات السابقات في السجون الإيرانية عن حياتها التي عاشتها خلال مكوثها في المعتقل، وأخبرت المنظمة أنه “عندما تلقيت الجلدة الأولى، قفزت من كرسيي بشكل لاإرادي. شعرت بصدمة بحيث حتى دموعي لم تنهمر على خدي. أردت أن أصرخ، لكني لم أستطع حتى التحكم في صوتي. وفي كل مرة، كانت تضربني أقوى من المرة السابقة، وتطلب مني أن أتوب حتى يغفر لي ربي خطيئتي”.

وفي سياق متصل تطالب المنظمة الدولية من الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان الدولين التحرك والضغط أكثر على السلطات الإيرانية للتوقف عن تلك الممارسات.

وتعلن بين الحين والاخر السلطات الإيرانية عن قيامها بدوريات تعقب للسافرات، وتقوم شرطة الآداب بمراقبة “حشمة النساء” وتدعو خلال بياناتها المواطنين الحريصين على الإسلام بتعقب تلك النساء لأنه واجب على كل فرد حماية التعاليم الإسلامية.

ومن جهة اخرى وبتاريخ 5 شباط 2017 أصدرت الأمم المتحدة بيان  طالبت فيه إيران الإلتزام بما ورد في إتفاقيات السجون، ودعتها فيها إلى إحترام القيم الإنسانية بما يخص السجون.

إقرأ أيضاً: بين إنهيار العملة الإيرانية وغرق الإيرانيين في الفقر والانتحار

وطالبت الأمم المتحدة بضرورة توقف إيران عن إعدام القاصرين والأحداث المتهمين بالقيام بأمور مخلة للآداب والمتهمين بأعمال جرمية. وتقول الأمم المتحدة في بيانها أن إيران تعدم الاحداث بعد أن تكون قد عذبتهم لفترات طويلة وتأخذ منهم إعترافات عن جرائم وارد جداً انهم لم يقوموا بها وبذلك تكون الأحكام الإيرانية الصادرة بحق من هم في عمر المراهقة غير قانونية وتندرج في إطار الحكم التعسفي.

 

 

السابق
تعرفوا على الحبيب الجديد لأنجلينا جولي
التالي
مستندات داعش في الموصل بقبضة الجيش العراقي