أين «المستقبل» من ثنائية الصقور والحمائم؟

اشعر بتعاطف تلقائي مع اللواء اشرف ريفي في كل مرة المس فيها نية او اجراء اقصائيين بحقه. فضلا على اني كنت دائما، وما زلت، افضل مروحة استيعابية لثنائية صقور وحمائم داخل الطائفة السنية، في مواجهة تغلبية حزب الله، وفي مواجهة القوى الاصولية داخلها.
وفي كل مرة، يخيب أملي عند سماع كيف يتفاعل اللواء ريفي مع هذا الامر.
فالرجل يحول مشكلته مع نهاد المشنوق الى صراع الجبابرة بين الخير والشر في الاساطير.
والرجل يكاد يذكرني بتجربة جورج عبد المسيح في الحزب القومي، الذي يروى عنه انه سحب جثة الزعيم انطون سعاده من قبره ووضعها تحت سريره (خرافة طبعا). اي ان كثافة استحضاره لرموز ثورة الارز لا تقترن بطرح برنامجي يمكن التفاعل بالايجاب والسلب على اساسه.
رغم كل شي، يسجل لاحمد الاسير انه افلت من هذه المصيدة، وبعد ان كان كل خطابه منصبا ضد تيار المستقبل، بحجة انه لا يقاوم حزب الله بالشكل الكافي، اخذ يركز على مواجهة الحزب اكثر، ولو بأسلوب ظهر انه انتحاري ومعزول، فوقع في المصيدة الأمنية الاكبر.
واللواء، الذي لا يمكن المكابرة على اسهامه الوطني في النضال ضد هيمنة حزب الله، كان في غنى عن التنبيش عن قول سابق لسعد الحريري عن المشنوق، هذا النوع من التصرف لا يعطيني انا شخصيا، انطباعا ايجابيا. اليس هو نفسه ريفي الذي قال لحظة استقالته من الحكومة انه كان يرتب استقالة مزدوجة منها هو والمشنوق؟ اي انه كان يرتب لقلب اوضاع حكومي جدي ساعتها مع شخص يشتبه فيه سلفاً؟
آمل رغم كل هذا بأن يدرك تيار المستقبل الحاجة الى القدرة الاستيعابية لثنائية صقور وحمائم داخله، كي لا تصير هذه الثنائية في الساحة السنية خارجه.

السابق
حزب الله يسعى لقانون عفو «بقاعي».. أم لكل لبنان؟
التالي
بالفيديو: النظام السوري يرتكب مجزرة بحق نازحي وادي بردى وضحايا من المدنيين