الحريري على «الجديد»…حضر «القلب» وغابت السياسة!

تساؤلات عدة طرحت حول إطلالة الرئيس سعد الحريري عبر شاشة الجديد، لاسيما وأنّ الجديد وعلى لسان الحريري نفسه "بس بده ينسمّو بيحضرها".

ما من علاقة وديّة تجمع جمهور المستقبل بشاشة الجديد، ولم يسبق للرئيس سعد الحريري أن أطلّ من خلالها، لتشكل حلقة “قلب الوسط” استثناءً في الشكل والمضمون.

الحريري لم يطلّ من الجديد سياسياً، لم يتحدث إلاّ عن الذات فكان صورة من ابيه الشهيد ومحتفظاً بالكرسي والمقعد اللذين شكلاً آخر محطة لرفيق الحريري.

من بيت الوسط لم يكن رئيس حكومة لبنان “غريباً” بل مواطناً يتحدث بهواجس الوطن وبطموحاته بعفوية لا تحمل التكلف ولا الصنعة.

لم يخجل الحريري من القول أنّه لا يشاهد نفسه على التلفاز، ليقول للطفل الأوّل الذي حاوره كُن رئيس حكومة لتقدم للوطن أكثر.

عبارة على بساطتها تعكس قراءة الحريري للكرسي هو ليس “بريستيجاً” ولا “ميزةً” هو فقط لأجل خدمة البلد.

الحريري

 

الإختلاف السياسي مع الحريري، لم يكن عقدة في الحلقة، والتباين كذلك حول نجاحه أو فشله ليس هو التساؤل، وإنّما معرفة من هو “الحريري”، هذا هو المحور والوسط في بيت الوسط.

إقرأ أيضاً: الحريري يتجاهل السفير السوري والناشطون يعلقون: #رجل_المواقف

الشخصية التي عكسها رئيس حكومة لبنان في حلقة ليل أمس، والتي لازمته منذ تولّى الإرث السياسي للشهيد، بدت حقيقة جلّية، هو “إنسان” لديه هوايات، مشاغب، يحب الطبخ والرياضة، لا يهتم بعارضات الأزياء، يهوى ركوب الموتوسيكل، ويضجّ من الشوبينغ، ولأولاده الأولوية المطلقة في أجنداته كافة، فمكالمة هاتفية من أحدهم كفيلة بأن تجعله يقطع اجتماعاً هامة أو كلمة يلقيها ليسمع صوتهم ويلبي طلبه.
سعد الحريري، الذي احتضن أطفال وشبان وشابات “Brave Heart”، كان الأب، والأخ، والصديق، لم ينزل الطفلة زهراء عن حجره، ولم يتأفأف من الأسئلة الطفولة، بل جلس على الأرض متربعاً وغير مكترث لا بصورة نموذجية ولا بقالب محدد اعتاد سياسيو لبنان أن يتقوقعوا به.

إقرأ أيضاً: «الجديد» لأوّل مرة في #قلب_الوسط

الجديد نجحت، ليس بما قدمته، ولكن بما أظهره الرئيس عبر شاشتها ليجبرها على الاعتراف أنّه الحريري “المواطن” وهي التي طالما وجدت في إنسانيته مادة للسخرية والانتقاص.
جورج صليبي، المتوتر في حضرة الحريري لم تفارقه لحظة الابتسامة، فقد وجد في قلب الوسط أكثر ممّا توقعه، لم يُفرض عليه لا حواجز ولا “تابو سياسي” ولا دبلوماسية.

هو إنسانٌ، استقبل محطة الجديد التي توتّره و”تسمّه” لا ليتحدّث بالسياسة، وإنّما ليقول لها انه اخلاقياً وانسانياً تخطّى الخلاف، ولأجل مرضى القلب فتح قلب الوسط للجديد.

السابق
صديق بوتين في كل لقاءاته «كلب»
التالي
السنيورة لن يحضر جلسة الثقة