بعد حلب كيف رسخت إيران الهلال الشيعي؟

تحت عنوان -سقوط حلب يضع إيران على أعتاب "هلال شيعي" من النفوذ- أوردت وكالة رويترز تحليلاً اشارت به إلى اقتراب تحقيق النفوذ الإيراني في المنطقة.

أشارت وكالة رويترز في مقال تحليلي أورته أنّ إيران أصبحت قريبة من إقامة “هلال شيعي” يمتد نفوذه من حدود أفغانستان، وحتى البحر المتوسط، وبحسب الوكالة فإنّ إيران كان لها الدور الأساسي في حماية النظام السوري من السقوط.
ولفتت رويترز إلى أنّ السيطرة على حلب بعد سنوات من الحرب ومن قتل الآلاف، ستجعل الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة السورية والتي سوف تبذل ما بوسعها لإسقاطه، واستمرار النظام السوري لن يكون من دون إمداد إيراني بالمقاتلين والأموال والأسلحة.
وتابع المقال موضحاً انّ الدور الشيعي الذي تلعبه إيران في الساحة السورية ظهر جلياً يوم الأربعاء 14 كانون الأول حينما تمّ إيقاف اتفاق إخراج الأهالي من حلب، بسبب شروط جديدة فرضتها طهران والتي هي إجلاء المصابين في بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين والمحاصرتين من قبل الثوار.

وأردف التحليل أنّ هذه المرة هي الأولى التي تستطيع بها طهران فرض نفوذها على مساحة كبيرة من الشرق الأوسط أي عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، وهذا القوس من النفوذ هو ما سبق أن حذرت منه المملكة العربية السعودية منذ سنوات.

ونقل المقال عن أستاذ الدراسات السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت هلال خشان أنّ الإيرانيين يتمتعون بالصبر ولا ينتظرون المكافآت المستعجلة، وها هم اليوم يحصدون ثمار صبرهم.

كما وأضاف خشان معلقاً “لا شكّ لدي أنّ القوس أو الهلال الشيعي سوف يتشكل وبالتالي سوف تقوم إيران بإنشاء دائرة نفوذ تمتد من العراق وصولاً إلى لبنان”.

إقرأ أيضاً: إيران والعواصم الأربع: السيطرة بداية الانهيار

هذا الهلال الشيعي لا يشكل فقط سقوط حلب أول مكاسبه، وإنّما ما حققه حلفاء طهران في العراق في معركة استعادة الموصل، حيث يقاتل الآلاف من العناصر الشيعية المدربة لدى إيران ومنهم من سبق له القتال في سوريا ولديه الاستعداد للعودة إليه.

وتوقف التحليل عند مدينة “تلعفر” العراقية والتي تقاتل العناصر الشيعية للسيطرة عليها لما يشكل موقعها من أهمية استراتيجية حيث أنّه يربط الموصل والحدود الغربية للعراق مع سوريا، وبالتالي فإنّ السيطرة على هذه المدينة تسمح لإيران بإنشاء خط عسكري تصل به دون عوائق تقريباً حتى البحر المتوسط.

إقرأ أيضاً: ايران تعترف: نريد الهلال الشيعي تحت راية الولي الفقيه

مضيفاً، أنّه في لبنان للدولة الإيرانية نفوذاً كبيراً بسبب العلاقة التاريخية التي تجمعها بحزب الله والذي هو من أقوى الأحزاب اللبنانية السياسية والعسكرية ويأتي تمويله منها بشكل مباشر، كما يقاتل أيضاً إلى جانبها في سوريا دعماً للنظام السوري.

ليخلص إلى أنّ إقامة الـ”هلال الشيعي”، سوف يمنح طهران نفوذاً سياسياً واسعاً في المنطقة في مواجهة الرياض، وسوف يتيح لها أن تحمي الشيعة الذين ينتمون لهذه  البلدان التي سوف يشملها القوس الإيراني.

والهلال الشيعي هو مصطلح تمّ إطلاقه على المناطق التي يتواجد بها الشيعة كأغلبية أو كأقلية بقوة كبيرة، ومنها أذربيجان، إيران، البحرين، العراق ولبنان، إذ تشكل الطائفة الشيعية بهذه الدول أغلبية سكانية.

السابق
جيش الفتح يتبنى اغتيال السفير الروسي: ثأرٌ أولي للنساء والأطفال
التالي
فيديو من معهد بئر الحسن: شاب «يصفع» طالبة بعدما تحفظت على «اللطشة»