ديما أخطأت…وبشار الجعفري هو الـ«صادق»!!

ديما صادق هزّت عرش موضوعيتكم بـ"صورة" مغالطة، لم تقصدها، ولم تتعمدها، فيما لم يحرك النخوة في ضمائركم الاف التقارير الموثقة والاف الأشرطة المصورة التي تنقل مجازر النظام والممانعة في حلب.

الإعلامية ديما صادق أخطأت، لأنها تمادت إنسانياً، لأنّها استسلمت للذات البشرية، فتعاطفت مع مشاهد القتل والتنكيل والتهجير، و واجهت الشماتة، والسخرية، والتشفي، بصور مؤلمة، وحقائق لن تشفع لكل مشارك ولكل صامت عن هولوكوست حلب.

ديما أخطأت، كان عليها أن تبحث عن أصل وتاريخ كل صورة، وكيف تدرجت من عدسة المصور إلى “جوجل” وصولاً إليها، فخلف الشاشات هناك من يريدون حجة واهية، وسبباً غبياً، ليقولوا “ما في شي بحلب”.

ديما أخطأت، لأن من لم يرَ في سوريا أي جريمة منذ 5 سنوات وحتى اليوم، لن يراها اليوم، لأن من يرى من حلب صورة احتفالات الشماتة في غربها لن يتوقف عند مشاهد الموت في شرقها، لأن ليس جميع من بيننا “بشرٌ” بل هناك وجوه مشوهة تدّعي أنّها من لحم ودم، فيما هي كتل من القتل والإرهاب إن لم تذبح بالسكين، تذبح بالكلمة.

ديما صادق

 

ديما صادق التي حذفت الصورة المغلوطة، صورة واحدة فقط بين العديد من الصور الحقيقية والدموية والكارثية لما تشهده مدينة حلب، والتي اعتذرت عنها مقرّة أنّها في أفغانستان، لتتابع في موقفها الواقف مع الظلم ومع الضحية أيّاً كانت هويتها أو وطنها، تحوّلت لمادة دسمة لدى الممانعين، ولدى الشامتين، ولدى المرضى.

هاشتاغ “كذب بصورة عن حلب” أطلقه أمس جمهور الممانعة، هم أنفسهم من كذّبوا حقيقة مضايا وداريا وحمص وحي الوعر، هم لا يرون إلا البطولات والاستعراضات الواهية، لا يرون الغارات الإسرائيلية وصمت “القوي”، لا يرون كيف أصبحت المقاومة ميليشيا، وكيف يهجّر أبناء الأرض لصالح المحتل.

إقرأ أيضاً: ديما صادق تواجه وحيدة حملات الممانعة الشامتة بقتلى حلب!

لا كفارة لخطيئة ديما صادق، ولا وقوف عند أكاذيب مندوب الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري، فديما التي سقطت سهواً لا حديث لأهل الممانعة إلا هفوتها، بينما الجعفري الذي عرض بكل “وقاحة” صورة من العراق على أنّها في حلب أمام أعضاء مجلس الأمن، لا يلتفت إليه هؤلاء.

أكاذيب النظام وجرائمه لا توثق، التضليل الإعلامي لماكينته لا يوثق.. الممانعون لا يقرأون لا يبصرون، عميٌ هم، وصمٌّ عن الحقيقة.

إقرأ أيضاً:  ديما صادق: يا حلب سامحيني على هذا الخطأ

القضية ليست ديما صادق ولا بشار الجعفري، إنّما هي أخلاقيات، هي الثورة الحلال والثورة الحرام.
القضية أنّ كل ما يمارسه داعش في العراق هو “حقيقة وواقع”، وكل ما يمارسه نظام الأسد في سوريا من مذبحة جماعية هو “فيلم سينمائي”.

السابق
صحيفة «ليبراسيون»: هنا دفنت حلب
التالي
الحريري في بعبدا.. واحتمال تقديم مسودة نهائية لتشكيلة حكومية