عن هزيمة الثورة السورية

في مقالة للكاتب السوري عمر قدور بعنوان “في هجاء ثورة مهزومة” نشر على موقع المدن، يشير الكاتب إلى المكابرة التي تعيشها الثورة السورية رغم الخسارة الحاصلة في حلب،فأي احد بإمكانه “تلمس الإحساس بالهزيمة لدى نسبة لا يُستهان بها من المعارضين”.

ويضيء الكاتب على نقطة مهمة وهي أن الحس النقدي بدأ يظهر عند فئة كان غائبا لديها النقد بالإضافة إلى تسلل شعور الندم. ويسلط الكاتب الضوء على الشرذمة والتفتت التي تعيشها المعارضة بحيث انها قد تتنصل من تحمل مسؤوليتها بالفشل بالإضافة إلى ذلك لا يمكن تجاهل الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري، كذلك فإن تنحية عدد من رؤوس النظام لا يزيد عن جائزة ترضية لدماء مئات الاف القتلى.

إقرأ أيضاً: فيما أهالي شرقي حلب ينتهكون ويقتلون ويغتصبون.. أنصار النظام يرقصون في غربها!

ويشير الى ان الهزيمة كانت لسبب ان النظام السوري اثبت انه محميا من قوى لا طاقة للثورة على مواجهتها، وبالتالي فإن القيام بالثورة كان عملاً خاطئة بحسب ما قاله الكاتب، كذلك فإن كل من قتل خلال الخمس سنوات إنما قتل نتيجة خطأه في المشاركة بالتحركات الشعبية، وإن كل مدني قتل خلال الابادة يتحمل مسؤولية دمه من ثاروا في الوقت غير المناسب.

ويضيف قدور “لا تخرج كل المظاهر المتوقعة، بما فيها هجاء الثورة بعد مدحها أو الإيمان بها، عن المتوقع في حالات الهزيمة. فالهزائم الكبرى تكفلت دائماً بتوليد أنواع من الفصامات الجماعية.”

إقرأ أيضاً: #تدمر وسرّ سقوطها السريع بيد «داعش»!

ويطرح الكاتب مسألة الفصام الجماعي الذي سيعاني منه المجتمع السوري، ومن بين ما ستعاينيه السوريون هو الشعور انهم المسؤوليون عما حصل.

“في سوريا كانت كل الظروف مؤاتية للإنفجار الكبير” يقول الكاتب ويتحدث الكاتب على ان النظام كان مدركاً لهذا الإنفجار بحيث ان الثورات لا تخرج إلى بعد ان تكون قد استنزفت كل الحروب الصامتة التي يقوم بها الشعب ضد الدولة.

وأبرز مظاهر الهزيمة لدى شريحة واسعة من السوريين هو ما اشار له قدور “جلد الذات”، الذات التي تستحق الهزيمة، وتحميلها مسؤولية ما حصل، فهذه الذات تدرك كم ان العالم بدون اخلاق، ومن بين تلك الاتهامات التي تتبادلها اوساط مؤيدي الثورة اتهام المهاجرين انهم فروا من بلادهم، كذلك يسود شعور لدى اللاجئين يشعرهم بالذنب لأن لاجئين اخرين لم ينجوا من الموت وهم بقوا على قيد الحياة.

ويختم الكاتب نصه بالقول “لم نعرف كيف ننتصر ولكن يبقى على السوري ان يتعلم كيف يخسر أيضاً وان يجعل من حزنه نبلاً.

 

السابق
بعتذر منك يا حلب.. بإسم «الحسين» اغتصبوكِ
التالي
ديما صادق ترّد على المشككين بمجازر حلب