بين سندان الحاكم ومطرقة الفقيه

– هل الذي علمنا إياه الفقهاء والمتشرعه هو ما يريده الله تعالى.

– هل نستطيع أن نعتمد على آرائهم وفتاويهم وكتبهم وتفسيراتهم، والتي أعطوها معنى القدسية الشريفة.

– هل نستطيع أن نقر بآرائهم وإن تعارضت مع العقل ومع ثوابت العلم.

– هل نستطيع أن نسلم بأعلميتهم وتخصصهم وقد قادوا الأمه الى هذه الإنقسامات المذهبيه والعرقيه، وقد فعلوا ما فعلوا باسم الله والدين.

– هل نغمض أعيننا عن النظم الإجتماعيه التي أقرها ومارسها الغرب الكافر بنظر البعض، ونعتمد على سلسلة فتاوييهم التي توقفت عند حدود القرون الماضيه والتي تعتبر أن التقدم والعلم ملهاة عن الدين، وأن العباده تقتضي اتباعهم في فتاويهم… إنها حقاً معضلة الشرق الواقع بين سندان الحاكم الظالم ومطرقة الفقيه المطمئن الى سند الروايه.

– ومما لا شك فيه، فإن كل أمر بيد الله تعالى، وكل ما حصل وما هو حاصل بعلم منه، ولكن الخطأ الذي وقع به العديد من الفقهاء ليس بالأصل وإنما بالكيف، فإن الله قد وضع قوانينه، وطلب من عباده الطاعه، الطاعه موجبه للعبد من أجل خلاصه في الدنيا والآخره، أول الخلاص معرفة قوانينه، فلا خلاص من خارج هذه القوانين، على العبد أن يسعى ويعرف، أما قوانين الله فهي ثابته لا تتغير لمصلحة عبد قد أكثر البكاء، أو الدعاء، لا تغيير لأمر الله الا من خلال قوانينه، الفقهاء قد اختصوا بأمور العبادات.

اقرأ أيضاً: إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي(٢): نظرة على الإفتاء الجعفري

أما شؤون الحياة وتنظيمها فهي خاضعه لتمحيص العقل وصقل التجربه، ادارة المجتمعات والدول تبنى على معرفة النفس البشريه، على معرفة قوانين الطبيعه، ففي هذه المجالات التي وضعت الذات الإلهيه قوانينها، ومن ضمن قوانينها ما ذكرناه من سلطة العقل، لمعرفة عظمة الخالق ولتسهيل الحياة البشريه، بعد معرفة أسرار الطبيعه وإيجاد السبل للإستفاده مما أعطانا الله من عظيم خلقه.
هذا هو سبب تخلفنا وهو عدم الفصل، وادعاء الفقهاء بامتلاكهم لكامل المعرفه، ووقوفهم عقبه أمام تطور مجتمعاتهم، نتيجه فهمهم العاجز لطبيعة الخلق، وقصورهم في فهم عظمة الخالق. استغفر الله لي ولكم.

السابق
روسيا تحكم وصايتها على «اسرائيل وتركيا وايران»
التالي
الإفراج عن كامل أمهز.. ونديم قطيش يعلق!