أسباب داخلية وخارجية حتمت تراجع فصائل المعارضة في سوريا

المعارضة السورية
باحث يلقي الضوء على اسباب تراجع دور المعارضة المسلحة.. المسلحون إلى المزيد من الإنقسامات والهزائم.

في دراسة جديدة أعدها الباحث فابريس بالونش لمعهد “واشنطن” يتحدث فيه عن توسع الشرذمة في صفوف المعارضة السورية المقاتلة ضد قوات النظام السوري. يقول الكاتب انه لم يعد متوقع اي مستقبل ينتظر التنظيمات المقاتلة للنظام السوري لأن اعدادها تتزايد وتتغير تحالفاتها وتركيبتها.

ويضيف بالونش أن السمة العامة للتنظيمات المعادية للأسد هي من عرب السنة ما عدا بعض المقاتلين الاجانب والتركمان الذين انضوا إليهم ولكن يمكن تصنيف الحدث السوري بأنه “تمرد سني”.

إقرأ أيضاً: لا تسوية في سوريا إلّا بموت الأسد

ويقول بالونش “وإذا ما أمعنا النظر في المنحى الجغرافي لهذا التشرذم فبإمكانه أن يساعد المراقبين على فهم هذا التمرد بشكل أفضل وتقدير حظوظه بالنجاح.”

وفي قراءة بالونش لتطورات الحرب السورية وعمل الفصائل المعارض لاحظ وجود ان هناك مئات الجماعات السنية المسلحة المتمردة في سورية، وقدر عدد المقاتلين في هذه التنظيمات بحدود التسعين ألفاً.

وبحسب الكاتب يوجد 23 فصيلاً سورياً لا يفصحون عن أيديولجيتهم إلى انهم مرتبطون بشكل او بىخر بتنظيم القاعدة. ويسلط الكاتب الضوء على تقرير اعده “معهد دراسات الحرب” وبحسبه فإن هنالك تنظيمات اخرى لديها ولاء عشائري ومرتبطة بالفعاليات المحلية وتضم عشرات المقاتلين.

وقال بالونش أن النظام السوري يتألف من 125 ألف عنصر ويدعمه 50 ألف عنصر من الميلشيات الشيعية وعشرات الالف من اللجان المحلية. أما قوات سوريا الديمقراطية الكردية فتملك ثلاثين الف مقاتل يعملون بين العراق وسوريا.

في مقالب اخر يستند الكاتب إلى “معهد دراسات الحرب” ويقول أن هنالك أربع أيديلوجيات جهادية عاملة بقوة على الأرض السورية وهم “الجهاديون السلفيون غير المحليين المرتطبون بالقاعدة”، والسلفيون المحليون، والإسلاميون السياسيون، والعلمانيون.

ويسعى الجهاديون السلفيون الاجانب إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها وصنع ارض الولاية، أما المجموعات الثانية فتسعى إلى إنشاء دولة طابعها مدني إسلامي مع حماية الحقوق الدينية للجميع.

إقرأ أيضاً: الجيش الحر لـ«جنوبية»: جميع الأسلحة المحرمة استخدمت في حلب

ومن التسعين ألف مقاتل في سوريا، هنالك عشرين بالمئة منهم متعددي الجنسيات، و24 بالمئة سياسيين إسلاميين، و20 بالمئة أيضاً علمانيين. وتحت عنوان “التأثير الخارجي يعزز الإنقسام”، كتب بالونش أن الفصائل المتمردة” فشلوا في إنشاء غرفة عمليات مشتركة، ويقول الباحث ان لكل من اميركا وقطر وتركيا والسعودية عملاء خاصون لها، ويضيف ” فالغرب يموّل العلمانيين بالدرجة الكبرى، والرياض تميل إلى تمويل الجهاديين السلفيين السوريين، بينما تموّل الدوحة وأنقرة الإسلاميين السياسيين”.

وبحسب الباحث فإن الدعم القطري والسعودي للسلفيين همش دور المعارضات العلمانية. ويسلط الضوء على الحروب التي خاضها تنظيم جبهة النصرة ضد الفصائل الاخرى والتي ادت إلى تراجع المعارضة وسيطرة القوات النظامية على عدد كبير من المناطق السورية.

ويقول الباحث ان اقوى التنظيمات هو جيش الفتح وهو التنظيم الاكثر استدامة وتماسكاً، وقسم الباحث الجبهات إلى «الجبهة الجنوبية»: أنشئ هذا التحالف في شباط/فبراير 2014 من قبل “مركز العمليات العسكرية” في عمان، وينضوي تحت هذا التنظيم الرئيسي نحو 23 ألف مقاتل ينتمون إلى خمسة تنظيمات “علمانية”.”

منطقة دمشق: تضم منطقة دمشق نحو عشرين ألف مقاتل من المتمردين، نصفهم (ينحدر من «جيش الإسلام» و«فيلق الشام» و«جبهة النصرة») مطوقّ حالياً من قبل قوات النظام في الغوطة الشرقية. وقد خسر هؤلاء البلدات الواحدة تلو الأخرى في الضواحي الغربية (أي داريا والمعضمية وقدسيا). أما في جبال لبنان الشرقية، فتسيطر قوات الأسد على الزبداني ومضايا لضمان أمن بلدتَي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب.

إقرأ أيضاً: الجيش الحر لـ «جنوبية»: العالم سقط في حلب والثورة لن تسقط

لشمال الغربي: ينحصر تركيز التمرد حالياً في شمال غرب البلاد حيث يحتشد نحو 47 ألف مقاتل، ثلاثة أرباعهم من الكتائب الجهادية والإسلامية. وقد أقامت «جبهة النصرة» وحلفاؤها مبدئياً إمارة إسلامية في منطقة إدلب عبر القضاء تدريجياً على التنظيمات العلمانية أو دمجها.

شمال شرق حلب: ثمة خمسة آلاف مقاتل من المتمردين في المنطقة المعزولة بين أعزاز ومارع وقد تلقوا التعزيزات من آلاف المقاتلين الموالين للأتراك من محافظة إدلب، بمن فيهم أولئك من كتيبة التركمان «فرقة السلطان مراد». والهدف الرئيسي من هجومهم هو إقامة منطقة آمنة بين أعزاز وجرابلس وبالتالي منع «حزب الاتحاد الديمقراطي» من توحيد الأقاليم الكردية على طول الحدود الشمالية.

المنطقة المعزولة بين الحولة والرستن: هناك بضعة آلاف مقاتل مطوقين مبدئياً في هذا المعقل الواقع بين حمص وحماه. ويبدو أن «حركة تحرير حمص» هي التنظيم المسيطر عليهم، وهذا الفصيل متمركز في الرستن ومصنّف ضمن فئة الإسلاميين السياسيين في تقرير “معهد دراسات الحرب”. كما أنه ينافس كلاًّ من «جيش الشام» في تلبيسة والتحالف المحلي في الحولة على موقع القيادة.

وينهي الكاتب بحثه بالقول ان عدد المقاتلين غير الجهاديين اكبر من عدد المقاتلين الجهاديين إلى ان دورهم مهمش ويعطي الكاتب مكانة لاميركا بضرورة منح تلك الفصائل غير الجهادية الدعم الكافي ولكن قد يكتب الفشل للدعم العسكري للتنظيمات العلمانية لأن السعودية وقطر وتركيا لا يريدون دعم سوى الفصائل الإسلامية المتشددة.

 

 

السابق
بوتين «قيصر» العالم!
التالي
البرازيل تعلن الحداد لثلاثة أيام إثر تحطم الطائرة في كولومبيا