لماذا باءت «ثورة الغلابة» في مصر بالفشل؟

سجل أمس فشل «ثورة الغلابة» في مصر ، وهي التي دعت إليها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الشهرين الماضيين، من قبل جماعة «الإخوان المسلمين».

نشرت صحيفة “الحياة” اليوم أن الهدوء كان لافتا أمس في شوارع القاهرة إثر فشل جماعة «الإخوان» في الحشد لثورة الغلابة التي دعت اليها مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للاخوان المسلمين .ونش مؤيدو الرئيس عبدالفتاح السيسي في صورا تؤكد أن  اللقطات التي بثها مناصرو الاخوان حول تحركات مزعومة في الشوارع ما هي الا احداث من تظاهرات سابقة.

اقرأ أيضاً: السمك ينذر بثورة في المغرب

وفي حين ان جماعة الاخوان المسلمين لم تتبنّ علنا الدعوات للتظاهر، كي لا تتحمل مسؤولية فشلها المتوقع، فان القرارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة التي شملت تحرير سعر صرف الجنيه وتقليص دعم الوقود التي قوبلت برفض شعبي لتسببها في رفع الأسعار، كانت هي المحرك لها.
وعلى رغم أن الداعين إلى تلك التظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحطات التابعة للإخوان التي تُبث من تركيا خصوصاً، كانوا كثفوا من دعاياتهم في الأيام الماضية، إلا أن تلك الدعوات لم تجذب أعداداً من شأنها إحداث أي تأثير في مسار الحُكم أو على قرارات السلطة، خصوصاً من الناحية الاقتصادية.

واتخذت قوات الأمن في القاهرة ماجراءات أمنية في الميادين الرئيسة، وجابت سيارات رباعية الدفع الشوارع التي بدت خاوية، في مؤشر على أن غالبية قاطني المدينة آثروا البقاء في منازلهم. وأغلقت هيئة مترو الأنفاق محطة مترو السادات في ميدان التحرير بناء على توجيهات أمنية، وشهد مهد الثورة المصرية حشداً أمنياً كبيراً منذ مساء الخميس. وكثفت الشرطة تواجدها في الميادين الرئيسة في العاصمة وعواصم المحافظات.

وفتشت الشرطة المؤسسات حكومية ودينية عدة للتأكد من خلوها من أي عبوات متفجرة. وانتشرت وحدات الكشف عن المفرقعات في محيط الوزارات والمؤسسات الحكومية والكنائس والسفارات والشركات الأجنبية. ونفت وزارة الداخلية إشاعات ترددت عن فرض حظر للتجوال أمس، واعتبرت الهدف منها «إثارة البلبلة في الشارع المصري».

كما ان وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي جال في ميدان التحرير بسيارته أمس، وعمد الى تبادل الحديث مع بعض المارة والقيادات الأمنية في الميدان. ولم تُسجل بعد صلاة الجمعة أي تجمعات في الميادين الرئيسة إلا ان مجموعات صغيرة من مؤيدي السيسي الذين رفعوا صوره وشعارات مؤيدة له في ميادين في الإسكندرية والجيزة والقاهرة.

عبد الفتاح السيسي

وقامت جماعة «الإخوان المسلمين» باعتماد النهج نفسه في التظاهر بالقرى والمناطق البعيدة بأعداد قليلة لا يمكن لها أن تُحدث أي تأثير، على الرغم من وقوف عدد من المناصرين بين القرى في محافظات الفيوم وبني سويف والجيزة، جنوب القاهرة، وفي البحيرة والإسكندرية في الشمال، ورفعوا لافتات تُندد بالغلاء، ولوحوا بإشارات «رابعة».

وقال الخبير في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بشير عبدالفتاح إن التحرك الذي حدث أمس يؤكد أن «الإخوان فقدوا قدرتهم على الحشد من فترة طويلة بسبب الأداء السياسي الفاشل للجماعة منذ فترة»، لافتاً إلى أن «رهانهم على عثرات اقتصادية والقرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذت أخيراً باء أيضاً بالفشل».

وكان أعلن المصرف المركزي الاسبوع الماضي عن تحرير سعر صرف الجنيه، وهو كان يعتمد سياسة تثبيت سعر الصرف التي خلقت سوقاً موازية للدولار. وبعد تحرير سعر الصرف وصل سعر الدولار إلى  16 جنيهاً.

وبعد أن قررت الحكومة تحرير سعر الصرف، اتخذت قراراً برفع أسعار الوقود بنسبة 87 في المئة، من أجل تقليص دعم الطاقة، خصوصاً أن الموازنة العامة للدولة ستتحمل استيراد المشتقات النفطية بالأسعار المرتفعة للدولار.

وقال عبدالفتاح: «مجرد أن تصبغ الدعوة بصبغة الإخوان، تفقد القدرة على الحشد والتأثير. أي تحرك يتم تسييسه من قبل الإخوان يفقد فوراً فاعليته». ورأى أن «فشل الحشد كان متوقعاً في ظل حملات التخويف والإقناع التي استخدمت في وسائل الإعلام بحسب وسيلة كل منبر إعلامي»، معتبراً أن «حاجز الخوف بُني مرة أخرى، فضلاً عن أن الحاجة إلى الشارع تراجعت طالماً أن الرسالة التي يريدها الشارع وصلت إلى الحُكم، وطالما أن الناس أدركت أن التظاهر لن يحل الأزمات… هدف الاحتجاج هو إبلاغ رسالة للرئيس بأن شعبيته في تراجع بسبب القرارات الاقتصادية، وهو نفسه يعرف أن شعبيته تراجعت وقال إنه سيتخذ تلك القرارات حتى لو أثرت على شعبيته، فضلاً عن أن الشارع بات يعلم أن الخروج لن يحل المشكلة».

وتابع أن «التظاهر بسبب القرارات الاقتصادية ليس هدفه إسقاط النظام، لكن التعبير عن الغضب من القرارات، وتلك الرسالة يُدركها الحُكم جيداً، وبالتالي أسباب التظاهر غير موجودة». واعتبر أن أحداث أمس «تشير إلى أن الإخوان فقدوا تماماً القدرة على الحشد، والشارع رفض تماماً استخدام الإخوان المشاكل الاقتصادية من أجل تحقيق مكاسب في صراعهم مع النظام، كما تدل على أن الشارع على مضض مضطر إلى تقبل الإجراءات الاقتصادية القاسية على أمل أن يحدث تقدم».

السابق
ما حقيقة الصورة التي تجمع ريفي ببهاء الحريري؟
التالي
فوز ترامب… «ربيع» أميركي؟