«ندوة الحكيم»: تعرض لمرحلة ما بعد داعش

توقع عميد المعهد العالي للدكتوراة في الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطا الله ثلاثة سيناريوهات للمعركة ضد داعش في سوريا والعراق ودول المنطقة، وأولى هذه السيناريوهات انكسار داعش عسكريا في سوريا والعراق ولكنه يبقى في وجدان اتباعه وتحولهم للعمل السري، وهذا سيُبقي خطر هذا التنظيم وخصوصا مع احتمال حصول عناصره على أسلحة غير تقليدية، والثاني انحسار الرقعة الجغرافية لداعش، لكن نفوذه يبقى في بعض المناطق، والثالث انهزامه بشكل كامل عسكريا وفرار عناصره الى مناطق متفرقة وتراجع خطره الكبير.

توقعات عطاالله جاءت في المؤتمر الحواري الإستباقي والهام الذي عقد في بيروت حول التحولات التي يمكن ان تحصل في لبنان والعراق وسوريا ودول الاقليم لما بعد الإنتهاء من المعركة العسكرية مع تنظيم داعش، وذلك بدعوة من مؤسسة الحكيم وبيت الحكمة في العراق تحت عنوان: التداعيات الاجتماعية بعد داعش: قراءة في التحولات الفكرية لما بعد داعش، على مدى يومين بحضور السفير الإيراني محمد فتحعلي وشخصيات دبلوماسية عربية وأجنبية وحشد من الشخصيات الفكرية والدينية والاعلامية وشارك في الندوة باحثون من لبنان والعراق وايران وتركيا وسوريا.

لكن هل المعركة العسكرية والأمنية ضد داعش كافية لانهاء خطر هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة؟ معظم المداخلات التي قدمها المؤتمر ركزت على ضرورة اعداد استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف على الصعد الفكرية والتنموية والاقتصادية والدينية والفكرية، كما جرى تقديم العديد من المقترحات العملية والسياسية والدبلوماسية لمواكبة العملي العسكرية الجارية في العراق وسوريا ضد داعش وبقية التنظيمات المتطرفة.

وقد قدمت في المؤتمر مداخلات متنوعة حول كيفية اسباب نشوء العنف الديني وكيفية مواجهة التطرف والسيناريوهات المتوقعة في المعركة ضد داعش في سوريا والعراق.

تحدث الدكتور عقيل محفوض(سوريا) عن العنف المقدس والاسس الثقافية لعنف الجماعات التكفيرية، الدكتور عبدالامير زاهد(العراق) قدم قراءة في التطرف والعنف الديني وعوامل النشأة وسبل المواجهة، الدكتور الشيخ احمد مبلغي(ايران) عرض لمفهوم الآخر في منظور الفكر المتطرف: داعش نموذجا، وتحدث محمد زاهد غول(مستشار رئاسة الشؤون الدينية في تركيا) عن معالجة التداعيات الاجتماعية بعد داعش، وعرض مدير معهد العولم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان خالد لمفوم المجتمع من منظور داعش وفكرة ادارة التوحش، والدكتور طلال عتريسي تحدث عن المجتمع المستحيل في الخطاب الديني المتطرف، والدكتور احسان الامين(بيت الحكمة في العراق) عن التطرف الديني واشكالية قراءة النص المؤسس  واستعرض عميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية الدكتور طوني عطا الله لعلاقة الربيع العربي بنشوء التطرف الديني. واختتم المؤتمر بمداخلة للدكتور محمود داوود(العراق) عن علاقة داعش بتقاطع المصالح والصراعات الاقليمية والدولية وكيفية مواجهة مرحلة ما بعد داعش سياسيا وفكريا ودبلوماسيا.

كما ألقيت كلمة في الافتتاح لأمين عام مؤسسة الامام الحكيم السيد علي الحكيم وقُدمت مداخلات متنوعة من المشاركين.

وعرض المشاركون لأسباب نشوء التطرف ان لجهة الفكر الديني وإشكاليات التراث وتوقف الإجتهاد وسيادة الروح الاستئصالية مما يستلزم معركة فكرية متواصلة من اجل تقديم افكار جديدة لتجديد الفكر الديني.

هذا المؤتمر اضافة لغيره من المؤتمرات التي تعقد في بيروت وعواصم عربية واسلامية تشكل مدخلا مهما لفهم اسباب بروز ظاهرة التطرف وكيفية مواجهتها ، لكن المشكلة تبقى في كيفية تحويل التوصيات والقرارات الى خطوات وبرامج عملية، وان يقتنع اصحاب القرار في المؤسسات السياسية والدينية والامنية بأهمية الاستماع الى اصحاب الرأي والفكر والباحثين؟

السابق
أكثر من 900 ألف إيراني سيزورون كربلاء هذا العام!
التالي
سرّ خروج باسم السبع من فريق عمل الحريري!