ملحم بركات: مجدٌ عصيٌّ على الموت

أعرفُكَ جيداً ولو لم نلتقِ

أما زرعتَ روحَكَ في صوتِكَ الحنون ؟!

وفي ألحانِكَ المتراقصة في وجدِ الخُلد
وفي أذُنِ السماء الساجدة
وسلام الدندنة في السكون…
أما كتبتَ البدائع فوق أشفار المجد
فوق سلالم الموسيقى المقدَّسة
وفي رقرقة الفرح في مرايا العيون ؟!
أعرفُكَ جيداً ولو لم نلتقِ
أما سكنتَ قلبي طرباً
وفرحي عُمراً
وشاطرتَني كلام العشق
فوق مائدة الجنون ؟!
أما أحبَّ كِلانا حُسنَ النساء
ولوَّعَنا الوعدُ بالوفاء
وذُبنا في سكَرات الحياة
حتى المجون…
أعرفُكَ جيداً
يا كتاباً مفتوحاً على روعة الخَلقِ
يا لحناً وصوتاً ومجداً
رونَقَ في ذاكرتنا رهفَ الإحساس
وعلَّمَ الأصالةَ في فنِّ الطرب
وكيف يمكن أن تحيا النغمة فينا
وتُزهر وتتكاثر وتكون…
أعرفُكَ جيداً
أراكَ في روحي
وفي قصيدتي
وفي راية الإبداع في وطني
في وجهكَ المنقوش على جبين الأرز
لأنَّ العظماء من قماشتِكَ عصيُّون على الموت
لا يرحلون…
لا يرحلون !

السابق
ماذا سيفعل الرئيس العتيد بحاشيته الأكولة؟
التالي
سعد الحريري: أنا استسلمت منذ 14 آذار 2005 لمصلحة البلد