السَّفير الشاعر علي عجمي يتيه في «حقول الجسد»

كتاب
صدر للشاعر السَّفير اللبناني الدكتور علي عجمي ديوانه الذي يحمل عنوان: "حقول الجسد (عن "دار الأمير" في بيروت في طبعة أولى 2016). ويتصدّر هذا الديوان تقديم بقلم مدير عام "دار الأمير" الدكتور محمد حسين بزّي. ويتضمن هذا الديوان ستّاً وعشرين قصيدة، تتراوح ما بين القصيدة العموديّة وقصيدة التفعيلة.

ومن عناوينها: “ندم”؛ “أميرة النار”؛ “أنا السلطان”؛ “أنا اليتيم”؛ “عرزالكِ”؛ “المرفوع فوق السنديان”؛ “كآبة”؛ و”في عيد ميلادها”.

اقرأ أيضاً: «الأربعون ظلاًّ»… فلسفة شِعر إيهاب حمادة

وهنا مقتطفات من الديوان: قصيدة “حقول الجسد”، التي حمل الديوان عنوانها:

حبيبتي تنهضُ مِنْ سُباتها/ كلَّ صباح/ لتزرعَ فوقَ جِلدِي/ نبتةً جديدةً/ فيُوْرِقَ النباتُ/ مثلما تُزْهِرُ وُرود البساتين/ هل رأيْتُم رجُلاً/ تحوَّل/ دون أن يدري/ إلى حديقةٍ/ مُزدانةٍ بالوردِ والياسمين/ هل رأيْتُم جسداً/ باتَ/ دونَ أنْ يشعُرَ/ حقلاً/ منَ النَّرجِسِ والعِنَّاب/ ذاكَ هُوَ أنا/ وتِلكَ هيَ حبيبتي/ فمن يُجاريني/ أنا الرَّجُلُ الوردَة/ أنا الجسدُ الياسمينْ/ أنا حَقْلُ يديْكِ/ فاشْمَخِي عالياً/ يا الحبِيبة.

حقول الجسد
عيناك

عيناك بَرٌّ وسيع والمدى زلِقُ/ هنا أحطُّ رحالي ثم أنطلِق/ عيناكِ بحر مديد تاهَ آخرهُ/ كأنَّه أفُق ما بعدهُ أُفق/ عيناك ساريةُ الأفراحِ مُشْرَعَة/ عيناك ما للمحيطات تهفو صوبَ شطِّهما/ كما الفراشاتُ تهوي ثم تحترقُ/ عيناك مئذنة والهدبُ حاجبُها/ يرنو الفؤادُ إليها ثمّ ينزلقُ/ عيناكِ ياروعة الألوانِ كيف بها/ كأنَّها المهرجانُ إذْ يجتاحُهُ الأَلَقُ/ عيناك بيتي خفيفَ الظلِّ أدخُلُهُ/ فيحتويني بعشقٍ ثمَّ يصطفِقُ/ عيناكِ يا لذَّةَ الآتي وبهجَتَهُ/ هناكَ أغرقُ إذْ يحلو ليَ الغرَقُ/ عيناك عمري وما للعمر من أمَلٍ/ إن لم يكن فيهما أسمو وأنْسِحَقُ.

اقرأ أيضاً: «فنُّ القراءة»… ما يميّز نوعَنا الإنسانيّ

أنا القصيدة

أنا القصيدة/ حين تكتُبُني يَداكْ/ أنا الشَّرِيْدَةُ/ حين يلْفحُنِي لَظاكْ/ بيتي سرير في مدى عينيكَ/ فامنحنِي حِماك/ قلبي اندياح الفجر في الغسق المُشَظَّى/ هاتِ ما في الكأس من عشق/ وسلَّفْنِي نَداك/ قمرٌ أنا/ عِرْزالُهُ الحانِيْ تأتَّى من فيا فِي الوَجْدِ/ والنُّورُ المُسافِرُ كَالشَّذا المُنْسابِ/ وِجْهَتُهُ ثراكْ/ يا سيِّدَ الآهاتِ تَهْمِي في مدار الرِّيح/ هذِي آيةٌ من عشقيَ الغافِي على زِندَيْكَ/ كي تبقى أناشيدي فِراشاً دافئاً للقلْب/ تفتحُ درْبَها صوْبَ انْتِشاء الرُّوحِ/ تتبعُها خُطاكْ.

السابق
«فخامة الرئيس» عون يلتقط الصورة الرسمية
التالي
50 عائلة من عرب اسرائيل انخرطت بتنظيم داعش!