نصر الله على رأسِ التلة يقهقه

حسن نصرالله

الإنتخابات الرئاسية على الأرجح ستذهب نحو تأجيل جديد في جلستها المقررة آخر الشهر الحالي، وكل محاولات سعد الحريري للدفع بانتخاب الرئيس إلى خواتيمه ولو بمرشح الممانعة العماد ميشال عون، يبدو أنّها لم تصل إلاّ مبتغاها الرئاسي، حزب الله الذي طالما أبلغ اللبنانيين بصيغة الآمر الناهي، عون أو ما في رئيس، يجلس اليوم على رأس التلة ينظر إلى حلفائه الذين انتفضوا فجأة على مرشحه بعين الرضا، يضع السيد حسن نصرالله رجلاً على رجلٍ ويتأمل المشهد أمامه، بري يصعد ضد عون بلا هوادة، إعلام الممانعة يتململ من احتمال انتخاب رئيس، الحريري يقدم التنازل تلو التنازل ولا يلقى تجاوباً أو ترحيباً.

السيد نصرالله يبتسم ويكمل على طريقته رعاية مرشحه الفعلي أو الرئيس الفعلي للجمهورية اللبنانية، المرشح الذي يستحق أن يستمر في الرئاسة الأولى إلى حين يقرر محور الممانعة والمقاومة عزله، حزب الله يثبت إخلاصه لهذا المرشح، والدليل على هذا الإخلاص، عدم قيامه بأي مبادرة مع حلفائه لوقف هذا التصعيد ضد الجنرال، لم يظهر أيّ اهتمام بتطويع خصومه ورضوخهم لترشيح الجنرال عون، لم يلجم حتى حماسة سالم زهران تجاه تأييد معارضة بري لوصول الجنرال عون، لم يبذل أيّ جهد في سبيل تأمين ما تبقى من شروط قادر وحده على توفيرها، لم يقم بأي مبادرة.

وكأنني أرى السيد نصرالله يقهقه وهو جالس على رأس التلة وهو يرى في الأدنى كيف أنّ مرشحه هو الأقوى وفي مقدمة السباق، و أنّ كل هذه المواقف المسرحية تؤول إلى فوزه، بل استمراره في موقع الرئاسة الأولى. إنّه الفراغ هو الرئيس الذي يستحق أن يبذل حزب الله من أجله كلّ المساعي، لقد أعدّ المسرح ليكون الفراغ هو الرئيس وهو سيد هذه الجمهورية.

السابق
دخول الحكومة، مش زي خروجها !!
التالي
مساعد عضو حزب المحافظين في بريطانيا متهم باغتصاب امرأة داخل البرلمان