تساؤلات المتوجّسين من عون رئيساً: هل لأبرز معارضي الطائف أن ينفذه ؟

تبرر مصادر للرئيس نبيه بري مخاوفه التي يطلقها من موضوع التفاهم بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون لدعم الاخير للرئاسة الاولى ان هذا التفاهم تم من وراء طاولة الحوار فيما كان يدعو اليها من اجل التفاهم بين كل المكونات والتي انتهت الى نسف وزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” كل الجهود التي بذلت على الطاولة نفسها . كما ان هناك توجسا من ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع قد يكون ابرز من عمل على خط هذا التفاهم ومن هنا تحذير بري من ثنائية مارونية سنية وان رئيس القوات قد يكون ابرز من سيستفيد من الواقع الجديد في شكل او في اخر.

وليس كلام الرئيس بري وحده ما يشكل عنوانا للقلق لان موقفه جدي وليس رفعا لشروط التفاوض فحسب بل جملة امور اخرى تشكل عناوين للقلق بحيث ينبغي الاقرار ان التوق لانهاء الشغور الرئاسي لا يمنع ان انتخاب العماد عون يثير هواجس كبيرة لجهة شخصه كما لجهة مشروعه في الحكم والذي لا تكفي كلمتين منه اخيرا ليكون مطمئنا لفئات لبنانية متوجسة. يجزم مطلعون بحسم نهائي لموضوع انتخاب الجنرال عون من جانب الحريري في الساعات او الايام القليلة المقبلة على نحو بات لا شك فيه ، لكن لا يمكن القول ان انتخاب عون ينزل بردا وسلاما على قلوب فئات مهمة من اللبنانيين.

ومن يثير من السياسيين الهواجس يركز على الآتي: ما هي الضمانات للرئيس الحريري وفق المعطيات الجديدة التي ادت به الى دعم ترشيح العماد عون . فغياب الوضوح والشفافية في هذا الاطار يترك المجال امام تكهنات يخشى سياسيون كثيرون ان يجد الحريري نفسه في مواجهتها من دون شبكة امان شعبية او سياسية ما دام سيقنع جمهوره الخائف من عون والرافض له بهذا الاخير .

اقرأ أيضاً : هكذا سيهزم سليمان فرنجية ميشال عون في المعركة الرئاسية

والمخاوف على الحريري من عون ومن ورائه “حزب الله” تستند الى انه وفي الوقت الذي كان قويا بعد فوزه بالاكثرية النيابية في مجلس النواب وحين كان زعيما لمعظم الشارع السني وليس هناك معارضة له لم تتأمن له اي ضمانات في رئاسته الحكومة وكذلك حين كانت المملكة السعودية تشكل ظهيرا قويا له وحين كانت اوضاعه الذاتية متينة. في حين ان واقعه الجديد الذي يشكو من اختلال هذه الاعتبارات قد لا يسمح له بالحصول على الضمانات الكافية من اجل التسليم بالعماد عون كونه المرشح الذي اصر على فرضه “حزب الله” بعد ما يزيد على سنتين ونصف السنة من التعطيل. ويخشى كثر في هذا الاطار ان يكون الحريري مستعدا للقبول بشروط كثيرة ايضا في ظل هذه المعطيات. وعدم وضوحه في هذا الاطار تثير المخاوف عليه اكثر من اي شيء آخر.
السؤال الاهم بالنسبة الى اوساط سياسية عدة تتصل بالمفارقة المتمثلة في ان يتولى العماد عون الذي اقصي عن البلد بسبب رفضه اتفاق الطائف في العام 1989 وكان دوما معارضا له تنفيذ اتفاق الطائف. فهل هو سيتولى ذلك فعلا ام انه سيسعى الى تغيير الواقع ومحاولة فرض واقع آخر متى اصبح في السلطة مستخدما الممارسات نفسها التي سحبها تحت عنوان الميثاقية والمشاركة تمهيدا للسعي الى تعديل الطائف وفي اعتقاده انه بات ممكنا في السلطة من اجل القيام بذلك.

وما يثيره الرئيس نبيه بري من رفض لتفاهم ثنائي يعيد احياء صيغة 1943 على رغم افولها بموجب اتفاق الطائف انما يذكر بهواجس نسف الاتفاق خصوصا انه ليس معروفا عن عون او مشهودا له الدفاع عن اتفاق الطائف. بعض الهواجس الاخرى يتصل بواقع ان طموح العماد عون للرئاسة ايا يكن الثمن قد يعني قبوله حكما بكل الشروط ايا تكن وهو على عتبة امكان انتخابه ولن يريد تطيير الرئاسة هذه المرة وفق ما عبر في خطابه اخيرا في الحشد العوني على طريق قصر بعبدا او في حديثه المتلفز .

ومع ان الشروط ستكون كثيرة ومن كل الاتجاهات من اجل تقييد امكان تفلته من ضوابط اتفاق الطائف فواقع انه لا يمكن توقع تصرفاته هو امر لطالما فاخر هو به يثير خشية من الا تكون المرحلة المقبلة مرحلة سلمية. فمن يخشى من رئاسة عون لا يمكن ان يتجاهل واقع ان وصوله الى رئاسة الجمهورية بحكم حصر التمثيل المسيحي في تياره الى جانب “القوات اللبنانية” اقله باعتراف الطرفين المعنيين يساهم في تغيير واقع ارساه النظام السوري بوصايته على لبنان اي توزع التمثيل المسيحي وعدم حصريته بالزعامات المسيحية.

اقرأ أيضاً : مسرحية حزب الله لإبعاد عون عن الرئاسة: الوفاء لنبيه بري!

وبمقدار ما يشكل وصول عون تحولا اساسيا ولو تحت وطأة تعطيل انهك البلد واقتصاده فان التحول الكبير الآخر هو اقتطاعه الجزء المتعلق بالمسيحيين في السلطة علما ان الامور لا تظهر على هذا النحو. وقد يكون في ذلك نجاح سيسجل للمسيحيين لاحقا لجهة استعادة حصة في السلطة حصرية بهم لكن غالبية كبرى من اللبنانيين كما من السياسيين لا يمكن ان تراه كذلك اما تحت وطأة عدم حماسة لعون ولتياره ورئيس تياره وهذا جزء كبير من المسألة واما لعدم الرغبة في الانضواء تحت رايته ايا تكن الاعتبارات خصوصا ان لا ثقة بان المكسب المسيحي هو بحكم قدرة الطرف المسيحي وموقعه في لبنان بمقدار ما هو نتيجة اعتبارات تتصل بعوامل اقليمية ومحلية ساهمت في ذلك بما لا يجعل الحصة المسيحية مكسبا فعليا وصافيا بمقدار ما قد يكون دينا تحت سقوف معينة .

السابق
شقيق أوباما المتزوج من 12 امرأة يعلن دعمه لترامب!
التالي
من حلب إلى الموصل.. عودة الجدار العثماني