«رسالة مبطنة» في خطاب نصرالله للحريري: لا ترشّح عون.. فهل من مبادرة بعد؟

تسيطر حالة من المراوحة السياسية على المشهد السياسي، حيث المساعي إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة 31 الجاري إلى نقطة الصفر بعد إطلالتين عاشورائيتين للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله عاليتي النبرة، وخصوصاً هجومه العنيف على المملكة العربية السعودية. فهل سيكمل الحريري بمبادرته؟

فيما لا يزال الرئيس سعد الحريري يواصل حراكه الخارجي، حيث التقى في باريس أمس وزيرَ الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في مقرّ وزارة الخارجية الفرنسية، وعرض خلال اللقاء لمخاطر استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية والجهود التي يَبذلها لوضع حدّ له. إلا أن الأوساط السياسية والاعلامية تطرح تساؤلا حول ما إذا كان الحريري سيبادر في الأيام القليلة المقبلة إلى إعلان ترشيح عون سيما  بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهجومه العنيف على المملكة العربية السعودية.

وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا داخل كتلة “المستقبل” سيما مع الانقسام الحاد داخل الكتلة وتيار”المستقبل”، على خلفية اعتماد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. فحتى في الاجتماع الاخير للكتلة والذي ترَأسه الرئيس الحريري لفتَ الانتباه إلى أنّ الحريري وعندما عرض موضوع مشاوراته وتوجّهه الى تحديد خيار جديد من دون ان يسمّي عون، لم تسجّل أيّ ردّات فعل إيجابية من غالبية الحضور حيال خياراته الجديدة.

إقرا ايضًا: نصرالله في خطاب الولاء لخامنئي والتحريض على آل سعود

وفي انتظار التحرّك العوني بإحياء ذكرى 13 تشرين، والمتوقع أن يكون نصفَ تصعيديّ في 16 الجاري على طريق قصر بعبدا، توقّفت مصادر في قوى 14 آذار بسلبية عند خطاب حسن نصرالله، كونه أرخى سلبيات كبيرة على الملف الرئاسي، خصوصاً الهجوم العنيف الذي شنّه على السعودية، وكان مبعثَ استياء بالغ لدى المملكة التي اعتبَرت أنّه إذا كان هناك مِن تقدُّم في الملف الرئاسي فمِن شأن هذا الخطاب أن يردّه خطوات إلى الوراء.

في المقابل، ظل عمل “التيار الوطني الحر” على إصلاح ما قاله نصرالله فاعتبرَت مصادر في التيار أنّ مَن قرأ مواقف الامين العام لحزب الله بأنّها موجّهة ضد مبادرة الحريري وتقطع الطريق أمام وصول عون إلى الرئاسة هو مَن لا يريد أن يكون عون رئيساً، ففسّر هذه المواقف على ذوقه، أمّا نحن فنعتبر أنّ في كلام الأمين العام تحفيزاً للحريري لكي يستمر في مبادرته.

وفي مقابلة تلفزيونية ليل أمس، حاول الوزير جبران باسيل استدراك الموقف فصرح: “لم يكن هناك تفاوضٌ بيننا وبين “تيار المستقبل”، وهذه ليست المرّة الأولى التي نتحاور بها، وهذا الأمر ليس بجديد، فنحن لدينا هدف استراتيجي بالاتفاق مع “المستقبل” لأنّ لبنان لا “يركب” من دون التفاهم مع ممثّل الطائفة السنّية”. مشدداً في هذا السياق على أنّ “لبنان لا يعيش بلا الطائفة السنية” التي أكد أنها “وجه الاعتدال في كل العالم وأحلى صورة للإسلام في العالم”.

اقرا ايضًا: ماذا تقدّم السعودية وإيران للبنان؟

وقال باسيل بأنه “لا يجزم بتبني الحريري لترشيح العماد عون إلّا عندما يعلن ذلك ويعود إليه الحرية والوقت لاعلان الدعم العلني للجنرال”. وفي موضوع “رفع الفيتو” السعودي عن وصول عون إلى الرئاسة قال: “نحن لا نعرف الإجابة وهذا الموضوع عند الرئيس الحريري والمملكة تقول إنها غير معنيّة”. واعتبَر مواقف نصرالله بشأن البحرين، والموجّهة ضد السعوديّة، لا تمثّل الخارجيّة أو الحكومة أو حتّى “التيار”.

وترى مصادر مطلعة على الملف الرئاسي أن “التفاؤل لا يزال سيّد الموقف في الرابية التي تترقّب جواب الحريري النهائي وتؤكّد في الوقت نفسه استمرارَها في سياسة اليد الممدودة الى الجميع، والانفتاح والإيجابية بهدف إنقاذ لبنان .وإذ يتحدّث زوّار الرابية عن تمديد المهلة المعطاة للحريري لكي يعلن موقفَه الرسمي، توقّعت أن يأتي الجواب بعد 16 تشرين، إن لم يكن قبل.

السابق
جنجنيان: حزب الله يعرقل وصول عون الى رئاسة الجمهورية
التالي
ميزان السيد.. فحسب!