ماذا لو فعلها سامي الجميل؟

منذ أن عمّ المواقع والصفحات نبأ زواج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بإبنة طرابلس الدكتورة كارين تدمري كنسياً، والعنوان العام لهذا الزواج الذي سوّقت له بعض وسائل الإعلام "طائفي"، ليعطي بعض المدّعين لأنفسهم الحق في انتقاد كارين وقرارها، وانتقاد هذا الزواج من اصله، ولكن هذا الصوت الشاذ، طرح تساؤلا جادا ومنطقيا، لماذا لم يتزوج سامي الجميل مدنياً؟ ولماذا تعمدت كارين؟

قد تتفق مع النائب سامي الجميل، وقد تختلف معه، فيما يتعلق بالسياسة، ولكنك لن تستطيع مع ذلك إغفال مواقفه التي تعكس هواجس الشباب وطموحاتهم بالتغيير، كما لا يمكنك إلا أن تحترم تطلعه للخروج من نطاق المحاصصة المسيحية – الإسلامية في الحكم، إلى اللا-طائفية والدولة المدنية.
الجميل الذي أثبت على الرغم من التحفظ على بعض الأداء الذي يدرجه على قائمة (#كلن_يعني_كلن) وعلى التوريث الذي أوصله لرئاسة الحزب، أنّه يملك خطاً سياسياً حداثوياً، فتمايز، ليس لأنّه ابن “الشيخ” _الذي لولاه ما كان ليصل_، ولكن لأنّه “سامي”، على خلاف أقرانه من ورثة العرش والطبع وآلية الحكم ومفتاح الخزينة، إذ لم يكن نائب الكتائب نسخة مقتبسة عن أبيه وإنّما أثبت أنّه صاحب خط سياسي غير متنكر لعائليته ولكن مستقل بمواقفه، لدرجة فصل أكثر الحزبيين قرباً من الرئيس أمين الجميل سجعان قزي.

إلا أنّ اللافت أنّ أفكار الجميل لم تحضر في عرسه، إذ كان من المتوقع لدى العديد أن يتزوج النائب مدنياً، ليشكل حالة تعكس التجدد الذي يطرحه جيل الشباب.

عرس سامي وكارين
عرس سامي وكارين

بالطبع الجميل ليس الحالة الأولى بالزواج المدني، وإنّما هناك في لبنان العديد من هذه الزيجات التي عقدت بقبرص او سواها والتي تضمنت أسماء ذات شهرة ومكانة في الأوساط المختلفة، كما أنّ الزواج المدني في العموم ليس “تابو” لبناني، فالتحفظ عليه من المؤسسات الدينية بينما المدنية تقبل به وتؤيده.
الجميل ليس الأوّل كما أسلفنا، ولكنّه كان سوف يشكل فارقاً من موقعه السياسي الشبابي، وخطوة كهذه منه كانت سوف تعكس تأكيداً لا خلاف حوله على انفتاحه المطلق، وعلى قبوله بكل ما هو يحفظ حرية الأخر وحريته.

من جهة ثانية الجميل الذي يدعم هو وحزبه الزواج المدني وينظرون إليه بإيجابية ويؤيدون إقراره، كانوا أمام فرصة لدعم هذا الزواج الذي لا يتبناه القانون اللبناني، فيبقى غير مسجل ممّا يكبد العديد عناء السفر إلى قبرص لعقده، بالفعل لا بالقول.
إذ تتساءل شياطيننا الفضولية في هذا السياق، ماذا لو تزوج سامي مدنياً وفي لبنان؟ ماذا لو تحدى كلّ العوائق التي تعلق تسجيل العديد من الزيجات المدنية التي واجهت سلطة القانون، والتي ما زال أبناؤها حتى اللحظة دون تسجيل؟

إقرأ أيضاً: الزواج المدني لا يخالف شرع الله
ممّا لا شك به أنّ زواج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مدنياً في لبنان، كان سيشكل حافزاً لإقرار القانون أو لتحريكه كأقل الإيمان، إذ أنّ الشخصية السياسية – الحزبية ليست كما المواطن العادي، ودعمها له في مطالبه وحقوقه هو التغيير الذي يتفاخر به الجميل والذي احتجب عنه.

الزواج الكنسي، هو زواجٌ مؤمن، وكارين تعمدت مسيحيا، وهذا ما نحترمه، فخيارها وقرارها هو ملكٌ لها.
ولكن، الحدس المراقب ينظر لهذا الزواج في شكله وطقوسه، الهدف منها إرضاء العائلة والشيخ والطائفة، فكارين ما زالت على دينها وسامي لا يريد منها أن تغيّره لأجله، هو أحبّها لأنّها “هي” وهي كذلك، وكل ما دون ذلك هو قشور بالنسبة للعاشقين والزوجين.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: سامي الجميل وعروسته «الطرابلسية » يداً بيد إلى القفص الذهبي
الجميل هرب من المجتمع من الأسرة، ومن ابيه حتى، وكارين الفرنسية في نشأتها لم يبعدها عنه نصف ساعة تمثيل، دخلت إلى الكنيسة فتعمدت وقالت نعم.
ابتسم “العم”.. صفق الحزبيون، العروسان يضحكان في سرّهما “سخرنا منكم .. الحب انتصر”.

ظلّ واحد بقيَ يبكي، ويئن، هو ظلّ التجدد.. والتغيير.. وهناك أبناء الزواج المدني يقفون “آه لو فعلها سامي”.

السابق
مذيع الـotv: صار بدا قمصان سود!
التالي
شعارات عاشوراء تتمدد الى زحلة وتستفز ابناءها