بري يقرص الحريري: «السلّة» أهم من رئاسة عون

اكتسب ترحيل الرئيس نبيه بري لجلسة الـ46 لانتخاب رئيس للجمهورية الى 31 تشرين الاول المقبل الكثير من الدلالات والرسائل، والتساؤلات حول ما ستؤول اليه المروحة الرئاسية.

على الرغم من جملة التكهنات والتسريبات حيال اقتراب نهاية أزمة الشغور الرئاسي بانتخاب النائب ميشال عون الا انه لم تكن جلسة الـ 45 المحددة أمس معولا عليها، إلا أن ترحيل الرئيس نبيه بري الجلسة الى 31 تشرين الاول المقبل أي بعد 33 يوماً أثار موجة تساؤلات خصوصا أن المهلة بين جلسة انتخاب رئيس وأخرى لا يتعدّى ثلاثة أسابيع.

وعلى الرغم من أن برّي أبدى امس استعداده لتقريب موعد جلسة الانتخاب إذا تمّ التفاهم على الرئاسة، وربط الحل بالسلة المتكاملة بشكل مستمر باعتبار أنها المعبر للحلّ المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية. وأكّد بري “ليس لديّ شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة”.

خطوة بري شكلت استفزازا واضح للعونيين، مما أعاد مجددا خلط الاوراق بعدما سجلت الساعات الاخيرة سلسلة من التكهنات ازاء موقف بري من انتخاب النائب ميشال عون والتي استبشرت خيرا، بتعديل موقف  بري ازاء عون سيما ان من المعروف أنه من أشد  المعارضين الداخليين لوصول عون الى سدة الرئاسة.

اقرا ايضًا: لهذا لا نريد الحريري رئيساً للحكومة

ثمة أوساطاً كثيرة معنية رأت ان تحديد بري موعد 31 تشرين الاول للجلسة المقبلة ينطوي على رسائل مخففة من غلواء التوهج السياسي كأنه فتح طريقًا شاقاً أمام الرئيس سعد  الحريري وأمام خيار انتخاب عون من جهة وكانه يهدف إلى إبطاء مفاعيل التسوية وعرقلتها قدر الإمكان.  أو يوحي ايضا ان مهلة الشهر كافية لفتح باب المفاوضات أمام “سلة التفاهمات” التي يطرحها بري.
إلى ذلك تؤكد مصادر سياسية أن بري يراهن على إضاعة الوقت وإطالة أمد التداول بمبادرة الحريري المفترضة إلى حين خفوتها بعد مضي شهر أو اثنين كما في حالة المبادرة الأولى بترشيح فرنجية. فالحل الأفضل بالنسبة إلى بري أولاً، هو إسقاط ترشيح عون. وهذا ليس خافيا عن سياسة بري خصوصاً عندما يتعلّق الأمر برئاسة الجمهورية وبشخص عون على وجه التحديد.

فيما رأت مصادر أخر أن برّي تعمّد تأجيل انتخاب الرئيس شهراً من أجل تجاوز محطة 13 تشرين، حيث يُهدّد التيار العوني بالنزول إلى الشارع.

اقرا ايضًا: المستقبل لـ«جنوبية»: حزب الله لم يعطِ الضوء الاخضر لانتخاب عون رئيسا

إرهاصات إشتباك بين الرابية وعين التينة

لم يكن الموعد الجديد مريحاً بالنسبة للرابية التي اعتبرت ان رئيس المجلس أراد من وراء هذا الموعد البعيد تجنّب تجرع كأس انتخاب عون رئيساً للجمهورية.ومع ان لا اشتباك سياسياً ظاهراً انتصب بين الرابية وعين التينة، بعد أن لاذ الرئيس برّي بالصمت حيال ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل، الا ان ارهاصات اشتباك تلوح في الأفق على خلفية تشكّل احلاف تعنى بأبعاد هذا المرشح ودفع ذاك المرشح إلى الواجهة.

السابق
الحريري: المبادرة تجعلك تكسب
التالي
(7/24) أطول أيام عون