ماذا لو ماتت أميركا؟

يتردد شعار الموت لأمريكا كل يوم في أدبيات معسكر الممانعة التي تقوده ايران. فأميركا الإمبريالية يجب محاربتها. أميركا التي أدخلت العالم في حروب لا تنتهي. أميركا التي تدافع عن إسرائيل بشكل لا متناهي. وأميركا التي تدعم الإرهاب في سوريا ولا تريد القضاء على داعش كما تزعم.

أميركا شيطان بدأت تلوح رايات إستسلامه وعجزه عن حل قضايا تغرق البلدان العربية بالدماء، ولذلك فانه يجب ان يموت الشيطان حسب زعم البروباغاندا الممانعة. وعندما وصل باراك أوباما في البيت الأبيض عام 2008، أقر أنه سيتوجه بإستراتيجيته لمجابهة أطماع الصين في الشرق الأقصى وسيبتعد عن الشرق الأوسط مثبتا كلامه بعبارة «لقد دفعنا المليارات لمكافحة الإرهاب».

تقود ايران عداء شبه مصطنع ضد أميركا تحاول من خلاله تحقيق اطماعها في الشرق الاوسط. وتستغل إيران كل الثغرات التي تتولد عن تعثر أميركا للحلول مكانها. وتنفي إيران علاقاتها السرية مع القاعدة، وأرسلت قوات نحو سوريا،وجندت ميليشيات لبنانية وعراقية وافغانية شيعية لحماية نظام بشار الأسد تحت شعار تخليص العالم من شرور التكفيريين ابناء بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي.

ولكن مستشار الأمن القومي توماس دونيلون أشار إلى أدلة خطية ومصورة تؤكد علاقة تنظيم القاعدة مع إيران، وطهران خلال الإجتياح الاميركي لم تبد أية معارضة او رفض لهذا الإحتلال وإكتفى رئيس جمهوريتها السابق السيد محمد خاتمي بالتهويل من مخاطره على العراق لكنه لم يعارضه وتبدلت احوال الطائفة الشيعية كثيراً بعد الإحتلال التي تسلمت مقاليد الحكم في بغداد لأول مرة في تاريخ هذا البلد العريق، ولكن برعاية ايرانية وتحت وصايتها، وكان حكم نوري المالكي الذي تسلم رئاسة الوزراء 8 سنوات حتى عام 2014 خير دليل على تلك الوصاية .

امريكا وتنظيم الدولة

لعقود سالفة من الزمن تكررت دعوات الموت لأميركا، وخاض زعيم الثورة الإيرانية الإمام الخميني معاركه متمنياً إستجابة الله لدعوته في موت الإمبراطورية الغربية.

اليوم يقف أعداء الشيطان وهم في أمس الحاجة إليه، يحاولون استمالته ويستجدونه بكافة الأشكال، ويخاطبون وجدان شعبه عبر صحفهم، فلا يتورع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف عن الكتابة عن رؤية دولته لقضايا الشرق الأوسط مهاجما السعودية و”حكمها الوهابي” على حدّ تعبيره في صحيفة «نيويورك تايمز».

إقرأ أيضاً: الغارديان تكشف..«الموت لأمريكا» كذبة ومراسلات سرية بين الخميني وكارتر

غير أن السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني الموالي لإيران قال عندما دخلت قوات حزبه إلى سوريا ، “إذا صمد الاسد فستكون نهاية اميركا في المنطقة حتمية”، وما دام كان هدف نصرالله رحيل أميركا عن المنطقة ورمي الإمبريالية في البحر، فلماذا ينتظر حزب الله وعلى لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم ، ينتظر إنتهاء مرحلة الرئاسة الأميركية “لأنهم كحزب لا يتوقعون حل للازمة السورية قبل مجيء الرئيس الجديد”؟!

وفي استمرار لسياسة التعمية والبروباغاندا الشعبوية التي تقودها الممانعة، تقوم المواقع الالكترونية للنظام الإيراني وفروعه الإقليمية بتنظيم إستفتاءات ألكترونياً يتساءلون فيها «متى ستنتهي مماطلة أميركا في حل مشاكل الشرق الأوسط»، تماماً كما فعلت قناة المنار اليوم عبر موقعها الإلكتروني حيث طالبت الجمهور مشاركتها في إستفتاء ألكتروني لتحديد أسباب تلاعب أميركا وحؤولها دون حل ازمة الحرب السورية.

إقرأ أيضاً: من الموت لأمريكا وروسيا واسرائيل.. إلى الموت للسنّة والشيعة

لا شك ان موت أميركا سيجلب الفوضى العارمة في الشرق الأوسط، او اقله فوضى غير خلاقة على عكس الفوضى الخلاقة التي ارادت أميركا صنعها، وتبدي إيران رباطة جأش رغم كل التصدعات والتشرذمات في المنطقة، بالمقابل تعلن اميركا عن عجزها وحيدة عن حل الملفات الشائكة فيها، فاستدعت روسيا وايران وتركيا والسعودية الى الساحة السورية من أجل مشاركتها في حل هذا النزاع المدمر، ولتكون هي الحكم راعي التوازنات على هذه الساحة.
لذلك الكل الان يستجدي اميركا ولا يتمنى موتها الا من خلال الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة، وهو ما يجعل في الواقع من موت أميركا موتاً لخصومها أيضاً، أي لإعدائها الوهميين وعلى رأسهم إيران.

السابق
اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 28 ايلول 2016
التالي
وفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز