محور الممانعة قتل ناهض حتر

ناهض حتر

قتل ناهض حتر بثلاثة رصاصات، على يد أمام أحد المساجد، بسبب نشره كاريكاتور مسيء للذات الإلهية كما أعتبره البعض.

اقرأ أيضاً: ناهض حتر…نختلف معك ونلعن من قتلك

إن قتله، بالإضافة إلى ما قيل عن أنه ليس صاحب الكاريكاتور أساسا وحتى ما قيل عن أنه قدم إعتذارا عما حصل، هي أمور معقدة تحتاج إلى دراسة طويلة ومعمقة لأن القضية حساسة جدا.

القتل وقع. والأن لا بد من الدمج بين ما قبل القتل وما بعده، فهذا هو الأهم.

فالسيد حتر– وهو مسيحي- قيل أنه قال إن الكاريكاتور يمثل “إله الوهابيين”. فهل يا ترى ان إله الوهابيين هو إله غير إله البشر( بعيدا عن أفعال أي مجموعة دينية). هل يا ترى بات لكل إنسان إلهه الخاص؟! ألم يعلم السيد حتر –وهو يعلم أساسا- أن المسيح قال: إلهنا وإلهكم واحد؟!

ألم يعلم السيد حتر – وهو المطلع على الإسلام جيدا- أنه بالنسبة للمسلمين فإن الله ليس كمثله شيء؟! طبعا كان يعلم.

حادثة قتل حتر، لم تقف عند حدود الحدث العادي، بل تعداه إلى الإستغلال الواضح من قبل ما يعرف بمحور “الممانعة” .

فمثلا، إن قناة المياديين الممولة من نفس المحور، تناولت الموضوع بشكل هام جدا وأستضافت عددا من الِأشخاص الذين أعتبروأ أن الأمر يشكل سابقة في الإعتداء على الحريات.

ومن بين الضيوف كان السيد غسان الشامي، وهو مقدم برنامج “أجراس الكنائس” على القناة نفسها، والذي إعتبر أن فعل حتر هو حق في الإختلاف وبالتالي لابد من إحترام رأيه. في حين أن السيد غسان الشامي.-وهو مسيحي متاًصل- يعلم بأن التعرض للذات الإلهية هو أمر خطير جدا في كل الأديان. ولا شك أنه قرأ في الكتاب المقدس الآيات التي تقول: “بينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء وابدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات…..لذلك اسلمهم الله الى اهواء الهوان…وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق، مملوئين من كل اثم وزنى وشر…”

ناهض حتر

وهي آيات تبين أن تسخيف الله وتحويله إلى كوميديا وتصويره بأشكال مختلفة يؤدي إلى خراب المجتمعات وفسادها. وبإمكانه النظر إلى مجتمعات الغرب التي فسدت وأصبحت ملحدة بسبب تسخيفها لفكرة الخالق، بحيث يكاد لا يمر برنامج كوميدي إلا ويكون فيه سخرية من السيد المسيح أو مريم العذراء أو الرهبات ومختلف الرموز الدينية المسيحية المقدسة.

إلا إذا السيد الشامي ملحدا فهذا أمر آخر. وهذا حقه طبعا.

في المحصلة إن قتل حتر هو ليس سوى إمتدادا لفكر محور الممانعة. والأن جاء المحور نفسه للدفاع عنه كونه يؤيد خطه. فقتل حتر ومشى في جنازته.

فالمعلوم أن أسياد هذا المحور في إيران أهدروا دماء الكاتب سلمان رشدي عام 1989 بفتوى من الإمام الخميني يومها، بعدما كتب رشدي رواية بعنوان آية “شيطانية” سخر فبها من الإسلام.

اقرأ أيضاً: من رشدي إلى حتّر: ماذا تقول يا «سيد الحارة»؟

في المحصلة، إن كان السيد حتر قد قتل ظلما، بالنسبة لمحور الممانعة ، فلا بد إذا من أبواق هذا المحور، في العالم العربي، الخروج على طاعة حكام إيران والدفاع عن سلمان رشدي ضد فتوى إهدار دمه.

أو كفى ضوضاءا.

السابق
هل أراد داعش أم خطّط… لاغتيال بري والحريري وجنبلاط؟
التالي
العاهل السعودي يصدر أمرا ملكيا بتخفيض رواتب ومزايا الوزراء وأعضاء مجلس الشورى