طفلة كحلب كوجه الله

وفي حلب يتسلل الموت يتقدم في أزقتها ينهش المدينة ويُقلّب البيوت باحثاً عن جسد غض. في حلب حكاية الحياة التي لا تستكين بل تنبض، مهما تشظّت الأجساد وتمزقت.

يد القاتل تضرب وتضرب ولا تتوقف، يد القاتل لا تعرف مهنة في الحياة غير حرفة الجريمة، يد القاتل تتباهى كلما قتلت، وتحتفي كلما سقط طفل مضرج بدمه، كلما نهشت أظافرها جسداً من حليب وياسمين، جسداً من طعم الجنة ورياحينها.

أيتها المدينة المصلوبة،  النازفة في عراء العرب، المتوهجة كوجه المسيح المشرقة كوجه الله لك الخلق ولك مخاض الولادة.
حلب ليست مدينة على طرف الحياة ولا ابناؤها أرقام تسجل في عدّاد قتلى الأسد ومجازره، ولا مدينة يزحف نحوها غوغاء من أطراف أطراف البشر، حلب أكبر من أن يهزمها شُذاذ يلتحفون خوفهم ورعبهم، نعم يقتلون ويدمرون لأنّهم مسكونون بالرعب. لم يبق في صدورهم غير رغبة القتل والتدمير. لكنك عصية لا تموتين فيزدادون رعباً وتزدادين حياة.

إقرأ أيضاً: الهجوم على حلب: روسيا من الجو وايران من البر والمعارضة تستبسل
في حلب حكايات وحكايات لكن ما تكتبه الشهباء اليوم هو الفصل الأخير من فصول الاسد من فصول “الممانعة” البائسة. دماء أطفالها أكبر من أن تختصرها صورة أو صرخة أم أو نحيب أب ودّع أطفاله دون أن يعلم أنّهم هم من يودعوه. حلب اختصار لمأساة السوريين والعرب وفي الآن نفسه ربيعهم ومجدهم الآتي كإشراقة شمس وكمطر بعد صيف.
الجريمة لا يمكن أن تنتصر والمجرم لا يمكن أن ينام، ستلاحقه أرواح قتلاه ولن يستطيع أن يصمد أمام عيون أطفال انتزعها.
حلب لن تنكسر مهما أغارت طائرات الموت الروسي ومهما تقدمت جحافل الحقد القادم من الشرق، ومهما فعل الأسد وجلاوزته حلب لن تنهزم.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: انتشال طفل من تحت أنقاض القصف الأسدي والروسي
هو وعد الشعوب الثائرة ووعد الله للذين هُجِّروا من أرضهم وعد الله للمظلومين. حلب لك الله وعيون طفلة نائمة في ليل يقض مضجع قاتلها. الموت ليس في الصورة أعلاه. ليست طفلة حلب من قتل ومن مات، روحها  تطوق عنق القاتل وتخنقه وحلب كفيلة بأن تكشف حقيقة موت  القاتل حقيقة موت الأسد.

السابق
بالفيديو: العدوان الروسي والسوري يدمر المربعات السكنية في أحياء حلب الشرقية
التالي
بالفيديو: ردّة فعل الأب حينما انتشل رضيعته التي قاومت أنقاض الممانعة!