المقاومة الإسلامية – التسمية، حقيقتها وشرعيتها

أطلقت الجمهورية الإسلامية (الشيعية) في إيران ممثلة بحزب الله في لبنان تسمية "المقاومة الإسلامية" على الجناح العسكري لذلك لحزب بعد قضائها على جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.

لإبعاد التهمة الموجهة للحزب بطوأفة المقاومة قام الحزب بتسييج “المقاومة الإسلامية“، بفضل إمكانياته المالية الضخمة التي مصدرها الحصري إيران، حسب اعتراف الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بما يسمى “سرايا المقاومة” المكونة من الطوائف اللبنانية غير الشيعية وتشمل ما هب ودب من أفراد وفتافيت الفئات والأحزاب الأخرى وذلك بهدف تلبيس مقاومته بغطاء وطني عابر للطوائف.

المسؤولون في حزب الله ومن ورائهم السلطات في الجمهورية الإسلامية في إيران ليسوا أغبياء لدرجة عدم فهم ما يترتب على هذه التسمية من تجاهل، أو قفز فوق، أو تحدٍ للتركيبة الوطنية اللبنانية التعددية، وأن سرايا المقاومة ليست إلا غطاءا ألعوبياً لحقيقة “المقاومة الإسلامية”. هم بالطبع يفهمون كل ذلك ولكنهم يضربون بعرض الحائط التحفظات والنتائج المترتبة على تلك التسمية لأن مشروع إيران والحزب هو ديني جهادي ويعرف بإسم “ولاية الفقيه” التي هي همهم الأول والأخير.

اقرأ أيًضا : «جنوبية» تكشف تفاصيل معركة الجيش السوري وحزب الله في ريف حلب

مسيحيو لبنان، خاصة المتحالفون سياسيا مع حزب الله، أيضا ليسوا أغبياء، يقومون بمحالفة “الإسلامي” الأقرب درءا لخطر “الإسلامي” الأبعد والأشمل. ماذا يفعلون والعين بصيرة واليد قصيرة!

فليفهم جهابذة ولاية الفقيه أن مقاومة العدو الحقة لا تكون إلا وطنية علمانية. لكن تفهم تلك البديهية المنطقية ليست في قاموس ولا في جينات العقلية الدينية الجهادية.

اقرأ أيًضا : حزب الله يواكب المتغيّرات الداخلية والخارجية: هل آن الأوان للتسويات؟

تحية لجمول في عيدها الرابع والثلاثين.

السابق
ريفي ابتسم بألم.. وكلامه عن الحريري فُسِّر في غير سياقه!
التالي
ندى أبو فرحات تطلق صرخة في وجه الدولة: خالتي اندبحت.. والمجرم عم يسرح ويمرح!