ما هي الحرية الحقيقية التي قصدها الأسد في داريا؟

أبرز انجازات الرئيس بشار الأسد تدمير سوريا. هذا ما سيكتبه التاريخ عن خليفة أبيه في حكم هذا البلد. وسيكتب التاريخ أيضاً أنّ تدميره لداريا كان في سبيل الحرية الحقيقية كما قال بعد مشاركته في صلاة العيد في داريا أمس. سيكتب التاريخ عن هذه المقولة ليس لأنّها حكمة من حكم الأسد، بل باعتبارها نموذج فريد لمستوى الغطرسة التي يعيشها بعض الرؤساء في بلاد العرب والمسلمين وسائر الجالسين على صدور شعوبهم.
الرئيس السوري الذي لم تبقَ دولة في العالم لم يقدم لها التنازلات من سيادة ومن خدمات أمنية، ولم تبقَ جهة لم يبدِ استعداداً ليعطيها ما تشاء مقابل أن تدعم بقاءه في السلطة، ولكن صاحب مقولة الحرية الحقيقية يقول لشعب سوريا كل يوم أنتم لا تستحقون إلاّ القتل أو العيش تحت نير الاستبداد.
لكن يجب أن لا تأخذنا الأفكار إلى الاعتقاد أنّ هذا الرئيس يمكن أن يكون هو صاحب هذه القدرة على القتل والتدمير، لا لخلل في النوايا الاجرامية بل لعجز في القدرة. لكنه بالتأكيد هو يبدي استعداده كل يوم لأن يسجل في انجازاته ان ما فعلته إيران وروسيا من قتل وتدمير هو من بنات أفكاره.
لذا فالحرية الحقيقية التي قصدها الأسد هي حرية أن يقتل ويدمر وحرية أن يستعين بصديق في حال لم تستطع طائراته أو براميله أن تسجل رقم المليون من عداد الضحايا في سنوات قليلة وعشرة ملايين من اللاجئين.

السابق
الجيش السوري يؤكد إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة استطلاع والجيش الاسرائيلي ينفي
التالي
كلينتون تغرد: أنا بخير.. وسوف أعود