أين تلتقي وثيقة دي ميستورا ورسالة واشنطن للمعارضة وأين يفترقان؟

صحيح أنّ الاتفاق الأمريكي- الروسي الذي تمّ تسريبه بتفاؤل صباح يوم أمس الأحد 4 أيلول، لم يؤدِ للنتيجة المتوخاة، وإنّما أظهر حقيقة التباعد بين الموقفين الروسي والأمريكي، ولم يمنع أوباما في هذا السياق من التصريح علنية على أنّ العلاقة مع موسكو ليست في أحسن في أحوالها وأنّه ما من التزام بالنقاط التي تمّ التوافق عليها.

إلا انّه وبالرغم من التباطؤ، يظهر في الكواليس أنّ هناك نيّة لدى جميع الأطراف بإيقاف الاقتتال في سوريا، فما بين الرسالة الأمريكية التي أرسلها :”مايكل راتني” المبعوث الأمريكي إلى سوريا يوم السبت (3 أيلول) إلى فصائل المعارضة السورية، وبين الوثيقة التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن في الثالث والعشرين من شهر أيلول الجاري.
نجد أنّ الجامع هو ترسيخ الهدنة ، وأنّ هناك رؤيا مشتركة لإيقاف الاقتتال في الساحة السورية ولتحسين الأوضاع الإنسانية.

وفي قراءة لكل من الرسالة الأمريكية و وثيقة دي ميستورا نجد تقاطعاً بينهما بالنقاط المتعلقة بالوضع الميداني والإنساني، فتشدد الرسالة الأمريكية على  وقف الهجمات العشوائية، وعلى أن تمنع روسيا طيران النظام من التحليق و بالتالي توقف عمليات القصف على المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وانسحاب النظام من طريقي الراموسة والكاستيلو.

اوباما
كما تؤكد على إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب وتطالب بإنشاء حاجزي تفتيش على طريق الكاستيلو لضمان حرية المرور ودخول القوافل التي تحمل تلك المساعدات.

إقرأ أيضاً: بالتفاصيل هذا ما تتضمنه وثيقة دي ميستورا:الأسد يبقى بروتوكولياً
وتضمن الرسالة للسوريين عدم الدخول إلى المناطق التي تنسحب منها فصائل المعارضة أو إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، غير نقطتَي الرصد.

في ذات السياق تنص وثيقة دي ميستورا التي نشرتها صحيفة “العربي الجديد”، على الاتفاق المؤقت بين الأطراف المتنازعة بصفة دستورية، و على أن يتضمن هذا الاتفاق وقفاً دائماً لإطلاق النار.
كما تشدد الوثيقة على الامتناع عن استخدام أساليب الحرب المحظورة، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، وأي نوع من الأسلحة الكيماوية وأي وسيلة من وسائل الإرهاب، على سبيل المثال لا الحصر،  وعلى أن تسمح الأطراف أيضاً بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود..

إقرأ أيضاً: النص الكامل لرسالة مايكل راتني لفصائل المعارضة السورية

هذا من حيث الشق المتعلق بإطلاق النار والقصف والأوضاع الإنسانية والمساعدات، أما من جهة العملية السياسية فاللافت أنّ الرسالة الأمريكية تشكل مقدمة للمراحل التي نصت عليها وثيقة دي ميستورا، فيختتم المبعوث الأمريكي رسالته بـ ” هذا الاتفاق مهم للعملية السياسية لأننا نعتقد ان تحديد الالتزام بالهدنة يمكن ان يفتح الباب لعملية سياسية منتجة. أما في ظل الظروف الراهنة، حيث الوضع على الأرض في غاية السوء، فإنه ليس من الممكن عودة الأطراف إلى جنيف“. داعياً الأطراف لوضع مقترحاتهم بتصرفه.

من ناحية أخرى فإنّ وثيقة دي ميستورا تبدو مختلفة عن المسودة التي تم تسريبها سابقاً، لا سيما من حيث التمسك بالأسد، وصلاحياته، كما يلفت بها الأمد الزمني المحدد للمراحل والتي قسمت إلى ثلاثة  (التفاوضية، الانتقالية، النهائية).

السابق
بالتفاصيل هذا ما تتضمنه وثيقة دي ميستورا:الأسد يبقى بروتوكولياً
التالي
«الهدنة» في سوريا تمهد لإطلاق «حرب العصابات»