«حكومة النصرة» و«سرايا الفتنة»… تسدّان الأفق السياسي

مجدداً عاد الوضع الداخلي إلى المربّع الأوّل بعد انسداد أفق الرئاسة الأولى والعلاقات بين الأطراف السياسية بعيد عودة الجدل غداة كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله عن وجود أنصار لجبهة "النصرة" داخل الحكومة، والهجوم الذي شنّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الحزب من بوّابة "سرايا المقاومة".

يدخل شهر آب بدءاً من اليوم في العد العكسي، على وقع انسداد، لا لبس فيه، في أفق الرئاسة الأولى، وفي العلاقات السياسية بين الأطراف، حيث يطغى الجدل العقيم على أية محاولة لتلمّس الطريق للخروج من الأزمة السياسية المستفحلة مع عودة الوضع الداخلي إلى المربّع الأوّل، في ضوء تبادُل الاتّهامات بالتعطيل واستمرار الاشتباك السياسي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” بعد كلام أمينِه العام السيّد حسن نصرالله عن وجود أنصار لجبهة “النصرة” داخل الحكومة، والهجوم الذي شنّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الحزب من بوّابة “سرايا المقاومة”، لفحت المشهد السياسي برياح حارة بات يصعب معها استبعاد تأثيراتها القريبة المدى على المحطات الحوارية الآتية سواء في ما يتصل بالحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” أم في ما يتصل بالاستحقاقات الاكبر لجهة الازمة الرئاسية الموصومة بالانسداد.

فلا تزال تتفاعل تصريحات المشنوق بوصف سرايا المقاومة بـ”سرايا الفتنة”، الأمر الذي فتح هذا الملف لا سيما في المناطق ذات الكثافة الإسلامية السنية حيث باتت “السرايا” تشكّل تهديداً لاستقرار الاحياء سواء في صيدا أو البقاع الغربي.

الحكومة اللبنانية

وبالنسبة الى موقف المشنوق الاخير في الشبانية الذي فجر فيه قنبلته التي أثار فيها موضوع “سرايا المقاومة” ناعتاً اياها بـ”سرايا الفتنة والاحتلال”، أخذ ابعاداً سياسية متنوعة عزته أوساط قريبة من الوزير الى أكثر من سبب:

فأولاً: المناسبة وهي تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والحضور البيروتي المميز والمتعدد الديني والسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي شارك فيه والذي استجاب ورحب بكلام المشنوق.

اقرأ أيضاً: الفساد العميم لا يستفز… فقط الفرح والرقص

ثانياً: حرص المفتي دريان، في كلمته التي اعقبت كلمة وزير الداخلية، على الاشادة ثلاث مرات بالمشنوق معتبرأ انه بمواقفه يعبر عن “وجدان وضمير كل واحد موجود بيننا… وهو يتكلم باسم الحضور جميعاً”.

وثالثاً: توقيت كلام المشنوق بعد كل التسريبات عن النقاشات الداخلية في “تيار المستقبل” المتعلقة برئاسة الجمهورية والخيارات المطروحة وتميز

مواقف المشنوق حيال هذا الموضوع واعتبار البعض إياه انه قريب من العماد ميشال عون من جهة ومتمسك بالحوار مع “حزب الله” من جهة اخرى.

رابعاً: رغبة المشنوق في وضع “بعض النقاط على بعض الحروف”. ولا تخفي أوساط الوزير انفعاله من مضمون ما جاء على لسان أحد كوادر “سرايا المقاومة” واستغرابه للكلام الذي لا يخلو من الاثارة والاستفزاز بحسب النهار، وقت يحاول هو والقريبون من الرئيس سعد الحريري ابقاء شعرة معاوية من خلال الاستمرار في الحوار من أجل درء الفتنة ومحاولة الحد من التشنج وابقاء القنوات مفتوحة لايجاد مخارج من حال الجمود السياسي الذي يحمل في طياته مخاطر امنية واقتصادية كبيرة.

اقرأ أيضاً: نصر إلهي ؟…إسمح لنا يا سماحة السيد!

وخامساً: محاولات الحشر و الاستفزاز المستمرة التي قد تدفع هذه المجموعة وفي مقدمها المشنوق الى التخلي عن صبرها انطلاقاً من لكل شيء حدوداً وان الانفتاح على التسوية يجب عدم تفسيره ضعفاً أو استسلاماً وتالياً الاقدام على كسر حال الانتظار والذهاب الى اتخاذ قرارات حاسمة والخيارات فيها مفتوحة حكومةً وحوارأ ثنائياً كان أم جامعاً.

السابق
نجل قائد كتائب عبد الله عزام سلم نفسه لمخابرات الجيش
التالي
فتفت: حزب الله لم يكن يوما حزبا حواريا