اللاجئون السوريون في عرسال عرضة للتنكيل والتعتيم الإعلامي

ممّا لا شكّ به أنّ وضع اللاجئين السوريين في لبنان عرضة للعنصرية وللرفض، فانقسام القوى اللبنانية قيادة وسلطة وشعباً حول الملف السوري وشرعية بشار انعكس على الهاربين من الموت في سوريا.

ضجت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بالممارسات العنصرية التي يتعرض لها اللاجئون وبالمداهمات العشوائية التي تقوم به السلطات في مناطق المخيمات، فبات كل لاجئ هو خطر حتى يثبت العكس، وأصبح السوري في لبنان مشروع مفجر وانتحاري بعد تفجيرات القاع التي أكدت السلطات أن النازحين لا وزر لهم بها.
كما أشارت معلومات صحافية لأصابع استخباراتية قد تورطت بهذا العمل الارهابي، لا سيما وأنّ حدود القاع من الناحية السورية تحت سلطة حزب الله المنغمس اصلا في الحرب السورية.
عرسال، هي الأكثر شقاء من حيث الوضع الإنساني لبنانياً وسورياً، يتمركز بجرودها التنظيمات الإرهابية وعناصر حزب الله، وينتشر في عمقها حواجز الجيش اللبناني.
إلا انّ السوريين في هذه البلدة دفعوا ضريبة الصراع بين الإرهابيين في الجرود والحزب، وفاتورة طبيعة المنطقة القاسية شتاء في ظلّ قلّة الإمكانيات المتاحة، وضريبة الدولة التي يتحكم حزب الله بقراراتها.

مشكلة عرسال تفجرت في اليومين الأخيرين، لا سيما بعد العبوة الناسفة التي استهدف آلية للجيش اللبناني، مما أدى إلى عملية دهم واسعة واعتقال بالعشرات.

إقرأ أيضاً: مواصفات العنصرية اللبنانية
الناشط الإعلامي المتواجد على الحدود السورية اللبنانية ثائر القلموني، أكدّ لـ”جنوبية” أنّ “اللاجئ السوري ليس ضد الجيش اللبناني ليتعرض له بالإساءة، ومن بين من يتم التعرض لهم بحملة الاعتقالات هم لاجئون يملكون إقامات نظامية “.
مضيفاً “يتم الإفراج عنهم بعدما يكونون قد تعرضوا للضرب والإهانة، وهناك اعتقالات عشوائية إذ تمّ اعتقال رجل عمره 75 عاماً وطفل عمره 12 عاماً، والذريعة كانت اعتقال مشتبه بهم، فهل يعقل أن يصنع ابن 12 عاماً عبوة؟”.

عرسال
وأوضح القلموني أنّ “اللاجئ السوري قد نزح من الخوف والترويع وثار لأجل كرامته لا لأن يتعرض للإهانة والذل في دولة أخرى، وهذا اللاجئ يطالب الحكومة أو أن تخرج الحزب من أرضه، أو أن تضع قانوناً يحترم كرامته لأنّ الأمور وصلت لدرجة معيبة”.

إقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في عرسال ضحية الكيدية وصقيع الشتاء
وتابع “اللاجئ في عرسال أصبح معرضاً لعديد من الانتهاكات وبعض اللاجئين وصفوا الواقع وكأنّهم في سوريا لا سيما وأنّ هناك طرفاً يفتعل المشاكل في البلدة لزعزعة الاستقرار وخلق فتنة، ولتهجير هذا اللاجئ مرة ثانية كما هجرته سابقاً، ولن يتوانى هذه الطرف عن تهجير أهل البلدة نفسها إن استطاع”.

ولفت أنّ “كل لاجئ سوري يتم اعتقاله يقتاد إلى سجن رومية والذي يعتبر من أسوأ السجون في لبنان، ونحن نناشد المنظمات الحقوقية لدخوله والإطلاع على وضع آلاف السوريين هناك”.
وختم القلموني موجهاً رسالة للإعلام اللبناني وهي “على هذا الإعلام تسليط الضوء على هذا الواقع بدلاً من العمل على نقل الفتن، بعيداً عن المهنية والحقيقة”.

السابق
المعارك مستمرة والأكراد يتقدمون في الحسكة
التالي
نصر إلهي ؟…إسمح لنا يا سماحة السيد!