أجرت قناة «العربية» السعودية أمس، مقابلة مع الداعية التركي المعارض فتح الله غولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 تموز الماضي، بحسب السلطات التركية.
واتهم غولن أردوغان أنه كان على علم مسبق بالانقلاب المخطط له «بدليل الموقف الذي سارعت إلى إبدائه (السلطات التركية) ليلة الانقلاب»، واصفاً المحاولة الفاشلة بـ «المسرحية الدموية المصطنعة».
هذه المقابلة أثارت الغضب التركي شعبيا ورسميا، وقد نقل موقع “الخليج أونلاين” عن مصدر وصفه بالمطلع، أن رئاسة الجمهورية التركية تواصلت مع الحكومة السعودية، وطلبت حذف المقابلة، الأمر الذي لقي استجابة فورية من قبل السلطات السعودية.
وقال غولن خلال المقابلة هذه المقابلة التي حذفت لاحقاً عن موقع «العربية. نت» وعن قناتها على موقع «يوتيوب»، إن الرئيس التركي «كان يخطط منذ فترة» للقضاء عليه وعلى أنصاره لعدم اتفاقه مع بعض أفكارهم، وأن أردوغان يريد أن يكون «أميراً للمؤمنين» و «زعيماً عالمياً».
ووصف غولن أردوغان بـ «الطاغية»، محمّلاً مسؤولية تصرفاته إلى حاشيته الذين «كانوا يوهمونه بذلك حتى آمن هو بها بعد أن صفقوا لكل ما قام به».
وكان الحوار الذي بثته “العربية” قد أثار ردود فعل غاضبة داخل تركيا، وتساؤلات حول حقيقة التحالف بين الرياض وأنقرة، في ضوء الاحتفاء بغولن، والاتهامات التي توجه لأردوغان في بعض الصحف السعودية.وتحدث معلقون أتراك بسخرية عن احتمال وجود كيان موازٍ في السعودية، يشبه الموجود في تركيا، معتبرين أن وسائل الإعلام السعودي التي لا تعبر عن الخط العام للدولة، تنتمي إليه.
اقرأ ايضًا: من هو فتح الله غولن المتهم بالانقلاب في تركيا؟
مستشار الرئيس التركي الذي رفض الكشف عن اسمه، أكد في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن بلاده تعتبر أي مادة إعلامية تتضمن كلام غولن الذي تصفه تركيا بالإرهابي “بروبغندا لصالح الإرهاب”.
وأضاف أن تركيا ترى في بث الحوار “عدم احترام لإرادة شعبها المتحد ضد هذه المنظمة الخائنة (جماعة غولن)، وزعيمها وأتباعها”، مشيراً إلى أنها “تتوقع من حلفائها ووسائل الإعلام إدانة قوية ومباشرة للانقلاب، فضلاً عن تقديم الدعم حتى يلقى الجناة العدالة”.
وقد أثارت تغطية محطة العربية الملتبسة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا سخطاً واستنكاراً واسعاً، حتى تم اتهامها من قبل الاتراك بعدم المهنية والموضوعية.
ويذكر ان السعودية تعتبر فكر الإخوان المسلمين الذي يتفرع منه حزب العدالة والتنمية خصما عقائديا لها ولدول الخليج بشكل عام التي تنحو نحو السلفية.