لماذا يزداد خطاب السيّد نصرالله شيعية؟

السيد حسن نصر الله
من بين الصفات التي عرفت في الماضي عن السيّد حسن نصرالله أمين عام حزب الله انه معتدل وبراغماتي، فهو لم يتوان عن القبول بالاتفاق الرباعي لاستيعاب الحالة الانقسامية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فتحالف مع الخصوم في المستقبل والقوات اللبنانية بعد ذلك في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2005.

ومن المواقف المعتدلة التي سجّلت لصالح السيد حسن نصرالله موافقته على حضور اجتماع طاولة الحوار الوطني بعد حرب تموز 2006 وكانت الأجواء حينها إيجابية ومؤثرة، عكستها الروح الوطنية التي تجلت على المستويين الشعبي والرسمي، خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، وكان أعلن نصرالله خلال الحرب ان الحكومة التي كان يرأسها الرئيس فؤاد السنيورة “تمثلنا” أي انها تمثّل المقاومة، وهي التي كانت تفاوض الاسرائيليين في الحرب بوساطة أميركية حتى صدور القرار 1701 الذي وضع حدا لها بعد 33 يوما من العدوان الجوي والبري والبحري المدمّر.

اقرأ أيضاً: نصر الله لم يعد «ترند»: حتى جمهورك لم يعد يصفق يا سيد!

ولكن لاحقا، بدأت اللهجة تتبدّل في خطابات نصرالله وتصريحات مسؤولي حزبه بعد سنوات، لتتحوّل في الذكرى العاشرة لحرب تموز الى ذكرى تذكّر بواقعة كربلاء، وكيف أن المقاومة تركت وحيدة في الميدان ضدّ اسرائيل وكيف تآمر عليها من الشركاء في الوطن في الداخل قبل الخارج.

أما لماذا تبدّل المنطق لدى السيّد حسن من وحدوي الى انقسامي، ومن معتدل الى متشدد، ومن وطني الى تخويني، فان السرّ في ذلك لم يعد خافيا على أحد، وهو احتدام الصراع الاقليمي السياسي – الطائفي الذي أصبح حزب الله جزأ منه بامتياز، وما الهجوم المركّز أمس في مقابلته على تلفزيون المنار على الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل النيابية حاليا، سوى مظهر فاقع من مظاهر هذا الصراع الذي لا يهادن كل مكوّن يعتبر نفسه صديقا وحليفا للمملكة العربية السعودية التي دخلت منذ أكثر من عام في حرب شبه مباشرة ومفتوحة مع ايران على مستوى المنطقة كلها، والتي يشكل حزب الله امتدادها العضوي في لبنان والمنطقة، وفي سوريا تحديدا حيث يدفع حزب الله ضريبة الدم ويقاتل الى جانب نظام حزب البعث المدعوم من ايران، ضدّ فصائل المعارضة الاسلامية المسلّحة المدعومة من السعودية.

السنيورة

في مقابلته أمس ركّز السيد نصرالله هجومه على السعودية وعلى جماعة 14 آذار والمستقبل والرئيس فؤاد السنيورة الذي تآمر على المقاومة عندما كان رئيسا للحكومة في حرب تموز عام 2006 على حد تعبيره، دون ذكر شهاداته الطيبة في الحكومة الآنفة الذكر قبل عشر سنوات، وفي انها كانت تمثله هو وحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال عنها الأخير بعد الحرب ان الحكومة كانت “حكومة مقاومة” أثناء عدوان تموز.

اقرأ أيضاً: عندما قال نصرالله: داعش ليس لها علاقة بالأميركيين!

اليوم يصبح كلام السيد نصرالله وخطابه أكثر شيعية ولا يسمح بخروجه عن “التكليف الشرعي” كما قال أمس، وهو بتشدده الشيعي هذا كمن يقول ان المرحلة الحالية تقتضي مجابهة المملكة السعودية التي تخضع بدورها للتكليف الشرعي السني “الوهابي”.كما وصفها هو بمقابلته أمس.

 

السابق
الناشط ابراهيم لجنوبية: نجحنا باخلاء 18 حالة من مضايا التي يقضمها حزب الله
التالي
ريفي: نرفض الانقلاب على الدستور من خلال السلة المتكاملة وماضون في مواجهة نهج تدمير الدولة والمؤسسات