نصر الله لم يعد «ترند»: حتى جمهورك لم يعد يصفق يا سيد!

تعكس مواقع التواصل الاجتماعي جوانباً من شعبية السياسي، لا سيما صاحب الشخصية الجدلية، فتلتمس درجة التفاعل معه من الانعكاس الالكتروني لإطلالاته ولمواقفه ولكل ما يتمحور حوله من وقائع لحظوية.

تمكنت الجبهة المجازية والسلطة الخامسة والناشطون المقربون من جواد حسن نصر الله، خلق ما يسمى بالمقاومة الالكترونية، وكان من أهم مهامها الترويج لحزب الله ولقراراته ومهاجمة كل من تخوّل إليه نفسه المساس ب”قداسته” و”ألوهيته”، ومواكبة خطابات السيد بهاشتاغات متتالية تحصد الالاف وتتحول لترند تويتري.

مؤخراً، لم تعد هذه الجبهات حاضرة، ولم يعد الهاشتاغ ذات وقع أو تأثير، وأصبحت التغريدات روتينية مملة وكأن من يدونها إنّما يفعل ذلك التزاماً لا اقتناعاً، لم تعد هذه الحملات تستقطب الناشطين، واقتصر التويت والريتويت على هويات محددة غالباَ ما تكون من الجبهات.

هذه الحالة من الملل والخيبة، بدأت منذ تحوّل خطاب السيد نصر الله لحالة مكررة ومستنسخة فأصبحت المضامين واحدة (شتم المملكة – تمجيد إيران – عون أو لا أحد)، ولم يعد هنالك من عنصر مفاجأة للجمهور المعني.
خطابٌ واحد كسر هذه الرتابة وأعاد التعبئة، ألا وهو خطاب النصر في حلب وأنّ الاستراتيجية من يحددها هو حزب الله.

السيد حسن نصرالله

هذه الكلمات أعادت العصب لجمهور الكتروني أصيب بحالة من التكرار، فعاد إلى جزء من حماسته ليصطدم بحقيقة كسرت الانفعالات بكسر حصار حلب، وعوّلوا على خطاب جديد يقول لهم ما يشتهوه وهو أنّ النصر للمقاومة، وأنّ التكفيريين يتداولون الأكاذيب وأنّ حلب في مرمى الحزب.
غير أنّ هذا الخطاب كان الأكثر خيبة وهزيمة، بل والأكثر هزلية، فسقطت حلب من الأوراق، وسقطت المعارك، ولم يتلفظ السيد بها في تجاهل يُدينه أمام الجمهور الذي احتجب عن التهليل إلاّ خجلاً، ليتفاجئ بأنّ سيد المقاومة ومن كان يتهم داعش والنصرة بأنّهما صناعة سعودية واسرائيلية، قد انقلب على نفسه في تناقض مريب، ليمد لهما يد السلام والحوار…
بعد هذا الخطاب دخلت الجبهات في غيبوبة حتى المصفقين المستقلين لم يجدوا ما يعلقوا به، وقال أحدهم في محاولة للملمة أذيال الخيبة “السيد اصلا منتصر بحلب لشو يحكي عن انتصار حققه”.

إقرأ أيضاً: وصمت نصر الله الذي تلقى هزيمة في حلب

هذا الواقع الالكتروني لا ينفصل عن واقع شعبي وعن حاضنة بأكملها، وجدت أنّ أولادها قد ذهبوا ضحية في حرب “لم يعد السيد يذكرها”، وأنّ السيد نفسه يريد أن يحاور من كان يقاتلهم ومن أسقطوا الالاف بين قتلى وجرحى، بل لماذا لم يدعهم للحوار منذ البداية وقبل التورط في الحرب السورية؟
هذا القفز فوق الدماء، والتجاهل لهزيمة أوجعت مجتمع حزب الله، وضعت السيد على المحك وها هو اليوم يطلّ علينا بمقابلة لا بخطاب، بعيداً عن حلب وعن القتلى وعن السياسة، سوف يتحدث عن نفسه وعن مقاومته وإنجازاته، سوف يقف على صفحات تاريخية لن تعيد سوريا ولن تعيد القتلى ولن تعيد الثقة.

إقرأ أيضاً: ثمة من يتواقح ..لي شو في بحلب؟
جمهور الحزب استبق السيد بهاشتاغ “‫#‏اطرح_سوال_للسيد‬”، عدد المغردين من الممانعة عدد أصابع اليد وأكثر بقليل، غردوا بخجل، عدد المنتقدين الذين اخترقوا هذا الهاشتاغ “حدث ولا حرج”، سألوا السيد عن الدماء، عن حلب، عن عمران، عن جدوى القتال..
جمهور السيد لم يرد لم يحاججهم، انسحب صامتاً، فقتل الجواب السؤال…. ويبقى السيد هو الخاسر في حرب ليست “لو كنت أعلم” وإنّما “لأجل الخامنئي والأسد”.

السابق
المصوّر يروي كيف بكى وهو يلتقط صورة عمران
التالي
بلدية القماطية أسقطها حزب الله بالضربة القاضية المسلّحة!