نساء حاصبيا يصنعن الأنزايم لتنظيف الحاصباني

في خطوة غير مسبوقة تسعى سيدات المحبة بالتعاون مع سيدات من حاصبيا إلى انجاز عمل بيئي يهدف إلى تنظيف نهر الحاصباني من التلوث بطريقة كيميائية علمية من خلال التخمير المكروبي.

والمعروف أن نهر الحاصباني هو مصدر رزق مهم لمئات المزارعين الذين يعتاشون من خيراته، إضافة إلى كونه موقعاً سياحياً تنتشر على ضفتيه العديد من المتنزهات. لذلك تجهد مختلف الجهات المعنية، خصوصاً بلدية حاصبيا واتحاد بلديات الحاصباني، لرفع التلوث من منبعه وصولاً إلى الوزاني، من خلال مشاريع بيئية تبدأ بإقامة سدود وحفر لتجميع المياه الآسنة وزيبار الزيتون قبل وصولها إلى مجرى النهر وإصلاح وترميم وإعادة تشغيل محطات تكرير المياه المبتذلة الموزعة عند ضفتيه التي يصل عدادها إلى نحو 27 محطة.

وبدأت النساء المشاركات في المشروع الجديد بصنع الإنزايم (Enzyme)، بتخمير بقايا نفايات الفاكهة والخضار المنزلية بطريقة علمية مدروسة لمدة لا تقل عن 3 أشهر، تُرمى بعدها هذه المادة المخمرة في مجرى النهر لتعقيم مياهه.

والإنزايم خلاصة مادة تُصنع بطريقة بسيطة وتساعد في تخفيف التلوث والحد من انتشار النفايات أو رميها بطرق عشوائية، وعدم الإستفادة منها بعد تخميرها، ولاسيما أن أبحاثاً أكدت أن لبقايا الفاكهة والخضار منافع عديدة، فمن الممكن جعلها سماداً للشتول ومخصباً طبيعياً للتربة.

والمياه التي تخمر بها هذه البقايا مع السكر الأسمر، هي الأكسير الذي ينهي التلوث. فكل قنينة بمعدل ليتر ونصف من الأنزايم تعطي الأوكسيجين مع الأوزون بما يساوي إنتاج 10 أشجار. وكل ليتر من الأنزايم ينظف ألف ليتر من المياه الملوثة بما فيها مياه المجارير والمياه الجارية والمياه الجوفية. هكذا، يمكن لأي سيدة في منزلها أن تضيف إلى كل 10 ليتر من المياه كيلو واحداً من السكر الأسمر (أو الدبس أو العسل)، بالإضافة إلى 3 كيلو من نفايات الخضار والفاكهة والزهور وأوراق النباتات، ووضعها في غالون بلاستيكي وفتحه مرة واحدة يومياً لمدة 30 يوماً لتنفيس الغاز المضغوط في داخله. ثم يغلق الغالون من دون فتحه لمدة ثلاثة أشهر، في مكان لا تصل إليه الشمس، ويتم فتحه وتصفية المادة التي تكونت في داخله التي هي الأنزايم.

ويسهم رمي ما يعادل 30 ألف ليتر من الأنزايم في مجرى النهر لمدة لا تقل عن سنتين بتعقيم وتطهير المياه الجارية. وإذا رمي في الحمامات والمجاري الصحية يعمل على تطهير المياه الجوفية بنسبة عالية.

وكانت السيدات قد تدربن خلال دورة أقيمت بإشراف المدربة هيام عون على السعي وبإصرار للحد من تلوث الحاصباني. وتشير عون إلى التجربة التايلاندية، حيث سعى سكان منطقة نامية فيها إلى رمي كمية من الأنزايم على مدار السنة لتنظيف بحيرة مياه ملوثة، فأصبحت بعد 4 سنوات مياه هذه البحيرة صالحة للاستعمال. وهن يسعين الآن إلى أن تصبح صالحة للشرب، باعتبارها البحيرة الوحيدة القريبة من سكنهم.

(المدن)

السابق
نصر الله:مصالحة بعد فتنة
التالي
ترامب يتعهد برفض التعصب اذا اصبح رئيسا