معارضون سوريون: «منبج» من احتلال داعش إلى احتلال الاكراد

تلقى تنظيم الدولة الإسلامية خسارة جديدة على يد قوات سوريا الديمقراطية بعد ان تمكنت من تحرير مدينة منبج وفك الحصار الذي أطبقه عليها تنظيم داعش، وخرج 150 مقاتلاً لداعش من متوجهين نحو مدينة جرابلس الواقعة حالياً بيد تنظيم الدولة.

أثناء سيطرته على منبج، نشر تنظيم داعش لوحات أعلانية كبيرة خاطب فيها الأكراد على ان لا حرب عليهم لأنهم أكراد، إنما الحرب على الكفار منهم، مشدداً على وجود عدد كبير من المقاتلين الاكراد في صفوفه. وإنطلقت المعركة ضد داعش في أيار الماضي وأمن التحالف الدولي غطاء جويا لتسهيل تقدم «قسد» أي قوات سوريا الديموقراطية، داخل مدينة منبج وسقط خلال العمليات العسكرية مئات القتلى والجرحى من كلا الطرفين.

وتحدث شهود عيان عن أسر التنظيم لـ 2000 مدني وإستخدامهم كدروع بشرية أثناء عملية إنسحابه نحو جرابلس. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تم تحرير مئات الرهائن الذين أصطحبهم داعش معه إلى خارج المدينة. وجاء في البيان الصادر عن المجلس العسكري لمنبج أنه «منذ بداية انطلاقة حملة الشهيد القائد فيصل ابو ليلى، وقواتنا تولي اهمية كبيرة لحماية وسلامة أهلنا المدنيين، وكل تقدمٍ على الارض كان يواكبه تحرير وتأمين المدنيين العالقين كرهائن لدى “الإرهابيين” والعمل على اخراجهم من مناطق المعارك، حيث تمكنّا من انقاذ وايصال ما يزيد عن 170 الف مدني محاصر من المدينة والريف إلى المناطق الآمن».

وقال الصحافي والمختص في الشأن السوري جاد يتيم عبر صفحته فيسبوك «أن قوات النظام السوري سمحت لقوافل داعش أن تأتي من دير الزور بقيادة ابو عمر الشيشاني عبر الاوتستراد الدولي من دون ان يتم قصفها بالطيران السوري، واستخدم التنظيم طريق مطار كشيش للإلتفاف على الجيش الحر، ولم يطلق الجيش السوري أي طلقة رصاص لمنع التنظيم من دخول مدينة منبج».

في تموز الماضي أطبقت “قسد” حصارها الشهر الماضي على مدينة منبج، مما دفع عدة منظمات حقوقية لمناشدة المجتمع الدولي والدول الكبرى للتدخل من أجل حماية حياة 200 ألف سوري وقعوا في فخ حصار داعش داخل المدينة وقسد من خارج المدينة.

كذلك شهد الشهر الماضي مجموعة احداث مشينة من قبل قوات التحالف الدولي، خصوصاً عندما قامت طائرات التحالف بقصف عدد من المباني السكنية في منبج راح ضحيتها ما يقرب المئتي مدني وتم إعتبارهم بكل بساطة كأضرار جانبية في «الحرب على الإرهاب». وألقي اللوم حينها على قوات سوريا الديموقراطية وإتهمت بتمرير معلومات خاطئة عن أماكن تواجد عناصر داعش في منبج لطيران التحالف.

وكانت غالبية القوى المقاتلة على الاراضي السورية تحاول السيطرة على مدينة منبج لما لها من أهمية إستراتيجية، ويرى البعض أن التقدم الذي احرزته قوات سوريا الديمقراطية في منبج، قطع الطريق على المتطرفين الذين إتخذوا من المدينة مقراً ومعبراً للتسلل إلى ساحات القتال، ويكون بذلك التنظيم قد خسر ثقل إمدادته إلى مدينة الرقة. ومن جهة آخرى كانت حاول الجيش الحر وجيش الفتح السيطرة على منبج وإنشاء منطقة آمنة للاجئين والهاربين من حلب والرقة.

منبج

وتحذر تركيا وروسيا من أهداف «قسد» المشبوهة، ففي الأشهر السابقة سجل عدة خروقات وإنتهاكات لقسد بحق السوريين، وقد وجه لها عدة إتهامات بالضلوع في مخططات لتهجير السكان العرب من المدن التي تحكم السيطرة عليها.

ولم يرُق مشهد تحرير مدينة منبج من قبضة داعش لكافة أطياف المعارضة السورية المسلحة، مشككين بأهداف القوى الكردية المشاركة في التحرير، وبحسب بعض الناشطين السوريين فإن منبج تحررت من إحتلال داعش وسقطت في دوامة الإحتلال الكردي الذي ستنكشف نتائجه الكارثية في الأشهر المقبلة.

وفي قرار يثير ويؤكّد تلك المخاوف التي عبرت عنها المعارضة السورية من تحرير المدينة على يد القوى الكردية، فقد أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردي» عن عزمها على ضم مدينة منبج المحررة إلى الفدرالية الكردية التي تم إنشاءها مطلع عام 2016 من قبل مجموعة حزبية وقوى عسكرية كردية.

إقرأ أيضاً: قوات كردية وعربية تستعيد مدينة منبج في حلب من داعش

وستحمل الأيام المقبلة إرتدادات سلبية لسيطرة “قسد” على المدينة المحاذية للحدود التركية، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة التركية – الكردية توترات ونشوب بعض المعارك بينهما في العامين الماضيين لجهة إتهام تركيا المباشر للاكراد بالسعي إلى تفكيك المنطقة عبر أحلامهم الإنفصالية وإقامة كيانات قومية ستؤثر بشكل مباشر على إستقرار وضعها الداخلي.

وتسبب دعم اميركا لقوات سوريا الديمقراطية وبعض القوى العسكرية الكردية إلى توتير العلاقات الدبلوماسية بين إدارة أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي شن في العام الماضي حملة عسكرية شرسة على المدن الكردية داخل تركيا وإتهامه لـ PKK بمحاولة زعزعة استقرار البلاد وتنفيذ اجندات خارجية.

إقرأ أيضاً: لماذا لم يفرح الناس بتحرير منبج كما فرحوا بتحرير حلب؟

وينحسر كامل الكلام عن الأبعاد الإستراتيجية للمعركة وتأثيرها على المشهد السوري أمام مشهد إحتفال أبناء مدينة منبج بالنصر الذي حققته قسد.
وبدأت قناة ANHA، الموجودة داخل منبج ببث مشاهد مباشرة للإحتفالات من داخل المدينة المحررة، وحصلت على عدة شهادات من السكان يتكلمون فيها عن معاناتهم والظلم الذي تعرضوا له على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.

السابق
ولّى زمن إطلالات.. الانتصارات
التالي
نصر الله: اهتمام الاسرائيليين بالذكرى العاشرة لحرب تموز كان أهم