حمزة بيرقدار لـ«جنوبية»: لمعركة «الغوطة» تكتيك مختلف.. وهذه خسائر النظام والميليشيات

أجرى موقع "جنوبية" حواراً مع حمزة بيرقدار الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، وتناول الحوار نقاطاً عديدة أهمها، معركة الغوطة وأهدافها، التنسيق بين الفصائل، الحل في سوريا بين العسكري والسياسي، وختاماً مطالبة الأمم المتحدة الفصائل بوقف إطلاق النار.

بيرقدار  أشار لـ”جنوبية” في حديث عن العملية العسكرية التي أطلقها جيش الاسلام مؤخراً في غوطة دمشق أنّ “عملية ذات الرقاع هي عملية تنتهج تكتيكاً عسكرياً قليلاً ما تمّ العمل عليه في الثورة السورية، وهو “الإغارة” على خطوط العدو الخلفية من نقاط تمركز المقاتلين باختراق الصفوف الدفاعية للقوات المعادية والعودة إلى نقاط الإنطلاق بعد تحقيق الأهداف القتالية، حيث بدأت العملية عصر يوم الاثنين وتم التسلل بعدد من المقاتلين المدربين خصيصا لهذه العملية”.

وتابع “بدأت العملية بإغارة أولى على محور مطار المرج العسكري، وتمكن المقاتلون من اختراق تحصينات العدو في كتل الأبنية المطلة على المطار وجامع بدر الكائن في الطريق الرئيسي للغوطة.
وكانت حصيلة القتلى في اليوم الأول ٢٦ عنصراً تم التأكد منهم، وآخرون لم نتمكن من إحصائهم بسبب إسعافهم للمشافي العسكرية.
وفي المرحلة الثانية أغار المقاتلون على الكازية والكتل المحيطة بالمطار الآنف الذكر، وهنا كانت حصيلة القتلى 28 عنصراً مع اغتنام أسلحة متنوعة وذخائر.

أما المرحلة الثالثة فكان في موقع معهد البحوث الزراعية الواقع قرب بلدة النشابية”,

وعن موازين القوى في الغوطة والوضع الميداني للأسد والميليشيات المسلحة التي تحالفه، أوضح بيرقدار أنّه ” لا يمكن المقارنة بين الترسانة العسكرية لدى قوات الأسد وحلفائه، وبين القوة العسكرية لدى الثوار في الغوطة الشرقية، لأنها وكما تعلمون أن الغوطة تعيش حصاراً خانقا منذ ثلاث سنوات، وبالتالي لا يمكن إيصال الأسلحة والعتاد وجل السلاح هو من ما يتم إعادة السيطرة عليه من قوات الأسد،أو مما يتم صناعته في معامل الدفاع”.
مضيفاً “أمّا الوضع الميداني فإن المعارك في الغوطة الشرقية لم تتوقف مطلقاً، كما واشتدت وتيرة المعارك في الأشهر الثلاثة الماضية بعد سيطرة ميليشيات الأسد على جنوب الغوطة، حيث بدأت حملتها العسكرية والعنيفة على محاور (البحارية ـ ميدعا – حوش الفارة) باستخدامها سياسة الأرض المحروقة والقصف المكثف بالأسلحة الثقيلة من مدفعية، وراجمات الصواريخ، وصواريخ أرض أرض، وصواريخ محلية الصنع، والطيران الحربي، على هذه الجبهات فضلاً عن المناطق المحيطة به ( الميدعاني – حوش نصري – حوش الضواهرة – الريحان – الشيفونية)  وبلدات الغوطة الشرقية المتبقية.

وفي الحقيقة منيت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها بخسائر كبيرة جداً في 3 أشهر الماضية وصنفت كما توضح الصورة أدناه”.

رسم توضيحي لخسائر جيش الأسد والميليشيات المسلحة
رسم توضيحي لخسائر جيش الأسد والميليشيات المسلحة

وفيما يتعلق باستراتيجية وأهداف جيش الاسلام في المرحلة المقبلة، أكدّ بيرقدار “استراتيجيتنا معروفة للمراقب، ألا وهي تحرير سورية من الظلم والقهر والطغيان والإجرام، المتمثل بطرفين، النظام وحلفائه من جهة، وداعش من جهة أخرى. ولتحقيق هذه الاستراتيجية تتطلب الكثير من التكيتكات وهذا ما لا يمكننا كشف الستار عنه”.

إقرأ أيضاً: بيرقدار لـ«جنوبية»: الغوطة عائق أمام «سوريا المفيدة» والمعركة لفتح خطوط الإمداد

وعند سؤاله إن كان هناك من تنسيق بينهم  وبين الفصائل فيما يتعلق بمعركة تحرير حلب، وإن كان من الممكن ان تتوحد الفصائل نفسها لتحرير الغوطة، أوضح “بالنسبة لمعركة حلب كان لجيش الإسلام دور فاعل فيها مع باقي التشكيلات العسكرية،أما بالنسبة لتوحد الفصائل في الغوطة الشرقية فإننا سعينا ونسعى وسنظل نسعى في توحيد الكلمة ورص الصفوف وجمع الفصائل في جسد واحد وهذا ما تجلى في مشروع القيادة الموحدة”.

وعن الحل في سوريا بين التباطؤ السياسي من المجتمع الدولي والقوة العسكرية التي فرضها الثوار في المرحلة الأخيرة، لفت بيرقدار “لا شكّ بأنّ الحل السياسي هو الأفضل لجميع الأطراف ولكن له شرط وله معوق، فأما الشرط أن يكون قد حفظ مصالح الشعب السوري، وأما المعوّق فهو العقلية القمعية لدى النظام. عند النظام أيّ اتفاق مع الشعب هو استسلام، والدليل على ذلك بأن النظام كان باستطاعته إنهاء الثورة بطرق أقل سفكاً للدماء ومع ذلك لم يرض”.
مردفاً “أما بالنسبة للحل العسكري فهو حل ممكن، ليس بالطبع وفقاً للواقع الحالي، فغياب الدعم الدولي على كافة الأصعدة لثورة الشعب السوري، السياسية والعسكرية والإعلامية واللوجيستية، تجعل هذا الحل متعذرا”.

إقرأ أيضاً: اسلام علوش لـ«جنوبية»: النظام يشن أعنف حملة على الغوطة مستعيناً بـالميليشيات وروسيا

وختم بيرقدار الحوار معلقاً على دعوة دعت الأمم المتحدة لوقف إطلاق نار، وإن كانت الفصائل سوف تلتزم به، فقال: “نعود إلى المشكلة القديمة الجديدة، هي أن النظام وحلفاءه لا يمكن الوثوق بهم بتنفيذ أي اتفاق، وما موضوع الهدنة الأخيرة التي اتفق فيها الروس والأمريكان عن ما تكلمنا عنه ببعيد، فلم يلتزم النظام بهذه الهدنة، وتحولت الخروقات في هذه الهدنة إلى منهج عسكري متبع في استمرار المعارك”.

السابق
رسالة أطباء حلب إلى أوباما: «لا نريد دموعكم.. نريد فعلاً حقيقياً»
التالي
نظام الأسد ينعى جندية حربية سقطت في حلب